مصادر أمنية مصرية: انتحاري وراء تفجير طابا
القاهرة (وكالات) - تتواصل التحقيقات في مصر حول الاعتداء الذي استهدف حافلة سياحية في طابا، جنوب شرق سيناء قرب الحدود مع إسرائيل، وأوقع 4 قتلى، وسط تقارير تشير إلى أن الهجوم تم من خلال انتحاري استهدف الحافلة. يأتي ذلك فيما شددت السلطات الأمنية إجراءاتها بجميع المنشآت السياحية والعامة بمدن سيناء والبحر الأحمر.
واكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائق مصري وإصابة 15 شخصاً آخر في التفجير الذي استهدف حافلة كانت تقلهم في منفذ طابا الحدودي مع إسرائيل في أول اعتداء يستهدف السياح في مصر منذ بدء موجة العنف الأخيرة قبل قرابة ستة اشهر.
وتبنى معظم الاعتداءات، أنصار بيت المقدس الموالون لجماعة الإخوان الإرهابية، والذين ينشطون في سيناء واعلنوا ولاءهم لتنظيم القاعدة.
وبعد رفع المعطيات من مكان الحادث، رجح مسؤولون أمنيون أمس احتمال أن يكون انتحاري وراء الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عنه.
وقال مسؤول امني «هناك شواهد على أن تفجير طابا وراءه انتحاري».
وأضاف أن «الحافلة توقفت على بعد بضعة أمتار من منفذ طابا البري (على الحدود مع إسرائيل) ونزل المرشد الذي كان مرافقا للوفد، لإنهاء بعض الأوراق في المنفذ وكان الباب مفتوحا واقترب احد الأشخاص من الحافلة ثم حدث الانفجار على سلمها الأمامي».
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر أمنية أن المصابين في التفجير الانتحاري الذي استهدف حافلة سياحية، أثناء مرورها بمنفذ طابا البري، أدلوا في أقوالهم أمام النيابة بمواصفات الانتحاري الذي ارتكب العملية الإرهابية.
وأوضحت المصادر أن المصابين أجمعوا على أن منفذ التفجير شاب يعتقد أنه في العقد الثالث من عمره «العشرينيات»، وكان يرتدي قميصا وبنطلونا أسود.
وأكدت الأدلة الجنائية أنها توصلت إلى النتيجة من خلال فحص الأشلاء التي عثر عليها في موقع الحادث، مؤكدة أن عمر الانتحاري بحسب المصادر قرابة 25 عاما.
كما تبين صعوده للأوتوبيس وتفجير نفسه بداخله، فيما يجرى البحث والتحري للتعرف على هويته من خلال أهالي المنطقة.
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية احمد كامل أمس أن «هناك ثلاث جثث وأشلاء» نقلت من مكان الحادث إلى المشرحة في شرم الشيخ» وانه «لا يمكن تحديد ما إذا كانت هذه الأشلاء لشخص أو شخصين إلا بعد أن يقوم الطب الشرعي بفحصها وعمل التحاليل الطبية اللازمة».
وفي حال اكتشف الأطباء الشرعيون أن الأشلاء لجثتين، فإن فرضية العمل الانتحاري سوف تتأكد اذ أن ذلك يعني ان هناك 5 ضحايا، ثلاثة كوريين ومصري وضحية اخرى مجهولة.
من جهتها، كشفت الأدلة الجنائية بجنوب سيناء، أن منفذ تفجير أوتوبيس طابا شخص مدمن مخدرات، مرجحة احتمالية كونه من سكان المنطقة الجبلية القريبة من طابا.
ويقول المحللون السياسيون انه ربما يكون هذا الاعتداء، بداية لموجة جديدة من العمليات التي تستهدف السياح كما حصل في تسعينيات القرن الماضي، ولكن من الصعب الجزم بذلك إذ إنها العملية الأولى من نوعها.
علي صعيد آخر، أكدت مصادر مطلعة أنه تم وضع خطة أمنية غير عادية، الهدف الأساسي منها الحفاظ على المقومات السياحية بالمحافظة والرعايا الأجانب، من خلال أجهزة أمنية مستيقظة دائماً، من خلال رجال الشرطة بمديرية أمن البحر الأحمر، مستعينة بالكلاب البوليسية المدربة وأجهزة الكشف على المفرقعات بجميع مدن المحافظة والمنشآت السياحية والعامة بها.
كما شهد مطارا الغردقة ومرسى علم تكثيفا أمنيا غير مسبوق من قبل رجال الشرطة، وأجهزة الكشف عن المفرقعات، وكذلك سفاجا والغردقة، فيما تؤمن الأجهزة الأمنية الحافلات السياحية في رحلاتها المختلفة بين مدن المحافظة.
من جهته، أكد وزير السياحة المصري هشام زعزوع، أمس أن حادث استهداف حافلة سياحية في منفذ طابا الحدودي أمس الأول، لن يُثني بلاده عن المضي قدماً لتجاوز المرحلة الانتقالية التي تمر بها.
وقال زعزوع، خلال زيارته مصابي حادث الحافلة بمستشفى شرم الشيخ الدولي، إن هذا العمل الخسيس الجبان الذي يستهدف النيل من اقتصاد مصر وأمنها واستقرارها، لن يثنينا جميعاً كل في موقعه من مواصلة العمل من أجل النهوض بمصر وأن تتخطى البلاد تلك المرحلة الانتقالية.
وأعرب زعزوع عن أمله في ألا يؤثّر حادث استهداف الحافلة على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، معتبراً أنه حادث عارض.