تحيط الجبال بمنطقة الفرفار من جميع الجهات، ويتقدمها وادي الفرفار ووادي حام في المدخل القريب من الطريق العام المؤدي إلى مدينة الفجيرة، وإذا هطلت وجرت الأودية أصبح الأهالي داخل سجن إجباري، لأنهم لا يستطيعون مغادرة المنطقة، والخارج منها عليه أن ينتظر توقف المطر· ويكرر أهالي الفرفار مناشدة المسؤولين بالتدخل وحل قضاياهم، آملين أن يكون الطريق الجديد الذي يربط إمارة الفجيرة بمدينة دبي منقذا لهم، كون الطريق سيستخدمه الصغير والكبير وقد يلفت النظر لهذه المنطقة· في المنطقة مساكن حكومية بنيت سنة 1980 وتتميز المنطقة بالمزارع والجبال والأودية، حيث جاء اسمها من شجرة قديمة ثمارها على شكل الفرارة ولونها أصفر، لذلك سميت بالفرفار، ويشتهر أهلها بالكرم وحسن الضيافة· منسيون··· يقول سعيد محمد سيف الكندي من منطقة الفرفار الجبلية إن منطقة الفرفار منسية ومغيبة عن أجندة المسؤولين بالوزارات الاتحادية والمحلية المتعلقة بزيارة هذه المنطقة للتعرف عن قرب على احتياجات وهموم ومشاكل سكان الفرفار حيث ، تبدأ من المنزل الذي تضيق غرفه بالسكان مع صغر مساحة الفناء فيه حتى أصبحت المساكن كجحر الثعلب لتعدد الغرف بالمسكن الواحد حتى ترتفع الكثافة السكانية فيه، ففي المسكن الواحد تعيش أكثر من أسرة· وأضاف: عمر المساكن بالفرفار أكثر من 25 سنة، وهي قابلة للسقوط، وبها غرفتان ومطبخ وحمامان ومجلس، ولتزايد عدد أفراد الأسر اضطروا لإنشاء غرف إضافية أسقفها من ''الاسبستوس'' لتبقى الأسرة متماسكة على الرغم من علم رب المنزل أن هذا الاسبستوس يحمل مخاطر عديدة على صحة أفراد الأسرة، فالجميع يعلم ان مادة الاسبستوس تسبب السرطان والعقم عند الجنسين، ولكن ضيق ذات اليد وصعوبة الحياة ولإيجاد سقف تستظل به الأسرة من شدة الحرارة وتحتمي فيه من هبوب الرياح وتساقط الأمطار، كل ذلك دفعه للمجازفة بحياة أسرته· وأشار إلى أن عدد المساكن في منطقة الفرفــــار تقدر بـ 40 مسكناً يعيش بها أكثر من 120 فرداً، فالمنطقة تحتاج إلى تدخل سريع من الوزارات والمؤسسات الاتحادية والمحلية ليروا شدة الحرارة وقسوة الطريق غير المعبد· 5000 درهم لـ 15 فرداً كما التقينا محمد بن عبدالله الكندي، متقاعد وراتبه 5000 درهم فقط ويعول 15 فرداً يضم مسكنه 3 عائلات لكون اثنين من أبنائه متزوجين، ومعظم أسقف غرف منزله من الاسبستوس الذي أنشأه على نفقته الخاصة، وقال إن سكان منطقة الفرفار يحتاجون إلى إنشاء مساكن شعبية بمنطقتهم وصيانة أو إزالة المساكن القديمة المتصدعة لأن معظمنا يتهدده خطر تساقط الكتل الإسمنتية عليه على الرغم من محاولات العديد من سكان المنطقة للسعي لإيجاد الحلول من قبل الجهات المعنية كوزارة الأشغال وبلدية الفجيرة لصيانة هذه المساكن أو توفير أرض أخرى وإنشاء مساكن عليها· وأشار علي محمد عبدالله إلى أن المساكن مكتظة بالسكان حيث يعيش فيها أكثر من أسرة تحت سقف واحد، مما ينشأ عن ذلك العديد من المشاكل الاجتماعية والخلافات بين الأسر، ففي معظم الأحيان لا تجد الزوجة الراحة وكذالك الأطفال يعيشون حالة من عدم الاستقرار النفسي أو التملك للحاجة التي تخصهم لأن العديد من أقرانهم في البيت يمكنهم استخدام وتملك المعدات الموجودة، ولذلك نطالب الجهات المعنية بأن تعطف على صغارنا بالإسراع في إنجاز المسكن الملائم لحياتنا، لأن هؤلاء هم جيل المستقبل ولا نريد ان يسيطر عليهم اليأس· طرق وكهرباء وأشار محمد عبيد فارس إلى أن المنطقة في أمس الحاجة للطرق الداخلية لتمنع عنهم التلوث الناتج عن تطاير الغبار أثناء مرور المركبات، بالإضافة إلى إنشاء وإنجاز جسر لتتمكن به المركبات من العبور من وإلى المنطقة عند تساقط الأمطار، لكون المنطقة جبلية ويقطعها واديان هما وادي الفرفار ووادي حام، وعند انهمار الامطار بقوة يصعب على السكان استخدام الطرق· وتكرر انقطاع التيار الكهربائي بمنزل محمد فارس بسبب الحمولة الزائدة من الكهرباء في البيت، وأثناء محاولة فارس تلطيف الجو لنا سعى إلى تشغيل جهاز التكييف مما أدى لانفصال التيار، وعلل ذلك بأن لديه أبناء كبارا متزوجين يعيشون معه وأنشأ لهم غرفاً إضافية· الشباب والفراغ وقال الشاب سعيد محمد عبيد ويبلغ من العمر 19 سنة إن شباب المنطقة يعانون الأمرين من سوء المساكن والفراغ لغياب الأنشطة الترفيهية، كون المنطقة لا يوجد بها جمعية ثقافية أو مركز اجتماعي ثقافي رياضي ولا حتى ملعب جيد لنمارس فيه الألعاب الرياضية· وأكد الصبي سلطان سالم اليماحي ويبلغ من العمر 13 عاماً من مدرسة أبو جندل بالفصيل ويدرس بالفصل الثامن أن أطفال وصبية الفرفار يقضون أوقات فراغهم في فترة الصيف في ملعب صغير بالقرب من موقع تحمل منه السيارات الثقيلة الرمل والصخور، حيث تم إنشاء هذه الملاعب بمجهود ذاتي من شباب المنطقة ولذالك نناشد المسؤولين عن الأنشطة الثقافية والرياضية النظر لحالنا· التحصيل العلمي قالت حسينة عبيد راشد: تزوجت وعمري 14 سنة وولدي البكر عمره 24 سنة فدرست حتى الصف الأول الإعدادي بمدرسة مسافي وتركت الدراسة عندما زاد عدد أفراد أسرتي، وشجعني زوجي في البداية على إكمال دراستي ثم أوقفني عنها لأن المسؤولية كبيرة وأبنائي بحاجة إلي فتعليمي البسيط ساعدني على متابعة دروس أطفالي في المدارس وبمتابعتهم ازدادت خبراتي وكنت أتابع الصحف والمجلات بشكل يومي وأطلع على الأخبار اليومية ثم التحقت بدورة كمبيوتر تعلمت فيها أساسيات الحاسب الآلي واستخداماته· وأضافت أن في المنطقة مدرسة الفرفار وهي للتعليم الأساسي ومدرسة الإتقان، وطالبت بإنشاء مستوصف في المنطقة ليستقبل الحالات الطارئة والحوادث، وكذلك نحتاج إلى سوبر ماركت ومتجر متنوع لأن البقالات الموجودة قديمة وأنشئت منذ سنة 1970 فنضطر دائماً للذهاب إلى مدينة الفجيرة ومدينة كلباء لشراء الاحتياجات المنزلية والمواد الغذائية· ملعب ترابي مشيرة إلى أن الأبناء في المنطقة ليس لديهم متنفس أو مكان يذهبون اليه بعد الانتهاء من المدرسة فقد قام الأولاد الصغار بترتيب ملعب ترابي لهم لممارسة كرة القدم· فأبناؤنا ليس لديهم مكان للتسلية أو قضاء أوقات الفراغ فنتركهم نائمين حتى صلاة الظهر ثم يلتقون بأصدقائهم أمام المنازل لفترات قصيرة ومن ثم الجلوس أمام شاشات التلفاز· وأكد سعيد سالم البريكي أن مشكلته هي مشكلة الجميع وهي المسكن، فقد راجعنا الجهات المعنية ولكن لا مجيب· وقال سالم عبيد خلفان ويبلغ من العمر 85 عاماً ولديه سبعة أبناء إن دولتنا بخير ونأمل منها الكثير بعد أن رزقنا الله بهذه القيادة الحكيمة التي تتابع أحوالنا· وأشار إلى انه لا يملك أي أرض تجارية ولا صناعية ولا سكنية وان راتبه الأساسي قليل ولا يريد من الحياة إلا أن ينعم بالراحة مع أبنائه· ليست أحسن حالاً وقال راشد خلفان عبيد من منطقة مدوك إن أهالي منطقته بحاجة إلى الشيء الأساسي وهي المساكن الشعبية حيث تعيش 3 أو 4 أسر في منزل صغير لا يتعدى الـ4 غرف للنوم وصالة صغيرة وحمام، فضلاً عن إنشاء هذه المساكن الشعبية قبل 25 سنة، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة وحكومة الإمارات لم يقصروا في توفير الحاجات والمستلزمات للمواطنين، لكن العتب يعود على من يكون مسؤولا عن جهة معينة ويقصر معها سواء في المساكن أو المرافق الصحية أو الطرق أو المناطق التي تفتقر حتى إلى وجود مصلى للعيد· وأضاف : طالبنا بلدية الفجيرة بتحديد مكان لمصلى العيد لنتكفل نحن أهالي المنطقة بإنشائه لكن إلى الان لم نجد أي شيء· الغلاء المعيشي وأكد راشد خلفان أن الغلاء المعيشي اكتسح منطقة مدوك وخاصة المواد الغذائية فمثلاً كيس ''جونية'' الأرز التي تزن 40 كجم وصل سعرها إلى 140 درهماً بينما كانت في السابق 70 درهماً، هذا بالإضافة إلى طباعة المعاملات فقد كنا في السابق نطبع الورقة الواحدة بقيمة 15 درهماً، أما الآن فقد وصل سعر الورقة الواحدة إلى 50 درهماً، مشيراً إلى ان معاش التقاعد الذي يتقاضاه لا يكفي لحاجة الأبناء أو رواتب المزارعين أو الخدم· ندرة فرص العمل وأضاف مانع سيف عبدالله أن المسؤولين في امارة الفجيرة والجهات الرسمية في الدولة يجب عليهم إيجاد الحلول لمشاكلنا وخصوصاً مشكلة الحصول على عمل مشيراً إلى أنه يبحث عن العمل في جميع الجهات من كلية الشرطة أو الجيش أو المؤسسات المحلية والاتحادية وحتى الشركات الخاصة وإلى الآن لم يحصل على العمل إضافة إلى انه اكبر إخوته وهو بحاجة إلى العمل ليتحمل المسؤولية· وأكدت روية عبيد خلفان أن وضع البيوت الشعبية في منطقة مدوك سيئ لدرجة أنها غير صالحة للصيانة، مشيرة إلى أن المسكن الذي تقطنه لا يكف لعدد أفراد أسرتها المكونة من 12 فرداً موضحة أن حالتهم الاقتصادية صعبة· لا بذور أو أسمدة منذ 10 سنوات أشار خميس خلفان عبيد من منطقة مدوك إلى أننا نقوم بصيانة مساكننا الشعبية وذلك بقروض من البنك تقارب الـ 180 ألف درهم، ونحن نطالب المسؤولين بإيجاد حل للمساكن الشعبية التي كلما قمنا بصيانة جزء منها تلف الجزء الآخر· وأضاف خميس خلفان : إننا بحاجة إلى دعم من وزارة البيئة والمياه في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أنهم لم يحصلوا منذ 10 سنوات على أي إمدادات من المكائن أو البذور أو الاسمدة وانهم يقومون بشراء جميع المستلزمات من مصاريفهم الخاصة· وأكد راشد خلفان انه عندما كانت مزرعته بحاجة إلى مبيدات للقضاء على مرض في محصول المانجو طلب من الوزارة وضع حل لهذا المرض ليتلقى رد المهندسين بأن الوزارة لم توفر الأسمدة والسموم للقضاء على مرض أشجار المانجو، فقام بالبحث عنه واشتراه من مدينة دبا· طالب الطفل خليفة راشد خلفان بإنشاء ملعب ثابت، مشيراً إلى أنه كلما قمنا بإنشاء ملعب رياضي لكرة القدم أو كرة السلة نفاجأ بإزالته، مضيفاً بأنه توجه إلى أخذ الدورات الصيفية في مركز التنمية الاجتماعية بالفجيرة لاستغلال وقت الفراغ والاستفادة من دورة اللغة الانجليزية والكمبيوتر· أثناء حديثنا مع سعيد الكندي انقطع التيار الكهرباء عن منطقة الفرفار وعاد بعد نصف ساعة وعلق الكندي بأن الكهرباء تتدلل علينا، وهي الأخرى ترغب أن تأخذ نصيبها فينا وتزيد علينا مرارة الحياة وصعوبة العيش بهذا الجو الصيفي·