نوف الموسى (دبي)

أسدلت هيئة دبي للثقافة والفنون، مساء أول من أمس، الستار على عروض الأفلام والفعاليات المصاحبة للنسخة الأولى لـ «المرموم: فيلم في الصحراء»، بعد 4 أيام مستمرة في الاحتفاء بالسينما، باعتباره تعبيراً جمالياً عن التجربة الإنسانية، بكافة تعقيداتها وأبعادها الاجتماعية والثقافية والفكرية، وهو بحث مبدئي - كما أوضح القائمون على الحدث في النقاشات الجانبية مع المهتمين في القطاع الثقافي - نحو اكتشاف توجهات الجمهور وطرق تفاعلهم مع البيئات الطبيعية العامة الحاضنة للفعالية الثقافية.
وشهد اليوم الأخير، مناقشة نوعية حول «صناعة الرسوم المتحركة في الإمارات»، بمشاركة محمد سعيد حارب، مخرج المسلسل الكرتوني الشهير «فريج»، الذي أطلع الجمهور من الشباب المهتمين بالقطاع، بأنه في موجة الأعمال الإبداعية الجديدة في الوقت الراهن، الكل يبحث عن المهارة، لا أحد يسألك عن السيرة المهنية أو ما هو معدلك الجامعي، وإنما ما تستطيع القيام فعله بشكل واضح وملموس، والحديث عن وظيفة ذات فترة زمنية طويلة بشكل ثابت، فكرة غير محبذة على مستوى الاستثمار في الأعمال الإبداعية المستقبلية.
حديث المخرج محمد سعيد حارب، قائم على تجربة لافتة ومهمة، لشخص استطاع فتح أفق المنطقة نحو مسألة صناعة الرسوم المتحركة بشكل مذهل، في وقت كان الناس فيه لا يملكون الإيمان أساساً بإمكانية حدوث ذلك، وإعادة اكتشاف الطريقة التي استطاع من خلالها الوصول لإنجاز تجربته الإبداعية ككل، يستدعي الدراسة البحثية لمسارات المبدعين في الإمارات، وحول مستقبل الرسوم المتحركة في الإمارات يقول: «أعتقد أن الاستماع إلى قصتي قد تكون مُلهمة، نحن في وقت تتوفر فيه وسائل التواصل الاجتماعي، ولا نحتاج إلى الدعاية، كل شخص يملك حسابه الخاص، ويستطيع التعبير عما يود تقديمه، ويمكننا أن نرى كيف أن منصة عرض مثل «نتفليكس» اليوم، تبحث بشغف عن المحتوى المحلي، وبالنسبة لي فإن الآن هو الوقت الجيد للدخول إلى عالم صناعة الرسوم المتحركة».
واستكمل محمد سعيد حارب، بأننا نعيش في منطقة من العالم، تدور حولها الأسئلة فضلاً عن الغرابة التي تظهر حين يتم الحديث عن هذه الصحراء من حولنا، وفي المقابل نحن لدينا ما يلهمنا أيضاً، إلى جانب قضايانا التي نريد التعامل معها، وبطبيعة الحال فإن مختلف الثقافات تود معرفتها بنهم، وهو دورنا أن نعبر عنها بأفضل طريقة ممكنة، مع الاحتفاظ بتلك الأصالة التي تبرز تفردنا، مبيناً أن ما يود قوله للشباب بأن يؤمنوا بما يودون فعله، ويدافعون عن أفكارهم مع الاستعداد التام بأن يكون لديهم دائماً سبب جيد ويستحق، من خلال أن يكونوا واعين لما يودون تحقيقه والوصول إليه.

ورش متخصصة
حرص جمهور «المرموم: فيلم في الصحراء»، على حضور مختلف الورش المخصصة ضمن البرنامج الثقافي للحدث، وأبرزها «عن صنع فيلم وثائقي بلغات مختلفة»، و«التصوير الفوتوغرافي كمجال عمل»، و«المكياج السينمائي»، فالأخير جاء مثيراً بعض الشيء وقدمته المتخصصة في المجال ماسة محتشم، وتخلله العديد من أسئلة الجمهور حول كيفية الدخول إلى عالم المكياج السينمائي، وكيف يمكن تعلم هذا المجال، وبالنسبة لماسة، فقد طورت مهارتها من خلال الـ «يوتيوب»، مؤكدة أن الممارسة والتجريب في عالم المكياج هي العناصر المهمة للاحترافية، مقدمةً نموذجاً لمكياج يتقاطع مع روح الصحراء، موضحةً من خلال شرحها بعض التفاصيل التي نشاهدها في ماكياج، بعض الشخصيات الشهيرة في الأفلام من مثل شخصية «الجوكر».