هيا بنا نلعب!
من منا يرفض أن ترجع عقارب الساعة بسرعة إلى الوراء ليعود طفلاً مرة أخرى يلهو ويلعب ويركض؟ من منا يتذكر هذا العالم السعيد الخالي من الهموم ؟
نحن الآباء والأمهات نملك هذه الفرصة الذهبية كل يوم لكننا نتركها تفلت من أيدينا.. إن ضغوط الحياة تسرق منا هذه الفرصة، وأحياناً نجد أنفسنا أمام تساؤل نلقيه على أنفسنا: «إلى أي مدى تفيد تلك الساعات التي نقضيها في صحبة أبنائنا واللعب معهم؟».
إن هذا السؤال مثار قلق لدى أي أم لا يبدي زوجها أي ميل لمداعبة الأطفال، أو هو دائم الغياب عن المنزل لأنه مشغول بالعمل وليست لديه فرصة لكي يشاهد أولاده إلا مرة أو مرتين كل أسبوع، وهكذا انقلبت المسألة إلى حلم نرغب فيه جميعاً هو أن نعود أطفالاً، وهذا يتحقق عندما نقضي عدداً من الساعات في صحبة الأبناء، وانقلبت الأمنية إلى مشكلة لأن ضغوط الحياة تمنع أن يقضي الأب بعض الوقت مع الأبناء، وأصبح يشعر بالذنب عندما يسمع عن ضرورة أن يقضي مع أطفاله بعض الوقت كل يوم أو كل أسبوع على الأقل.
إن الأب يعود كل ليلة بعد أن ينام الطفل ويخرج في الصباح قبل أن يستيقظ الطفل، وتشير هذه المقالات أيضاً إلى أن معظم العاملين في مجال تعليم الأطفال ورعايتهم من النساء، وهكذا فلا يستطيع الطفل أو الطفلة أن يكون فكرة واضحة عن دور الرجل عموماً في الحياة، وهذا يولد أول إحساس بعدم الأمان، لذلك فإن بعض الأمهات يصرخن في الأزواج وتطالب كل امرأة زوجها بأن يقضي بعض الوقت في رعاية أبنائه لأنه من غير المعقول أن يفتقد الأطفال والدهم، كما أن الطفل لا يستطيع أن يجد المتعة الكاملة في اللعب مع أمه لأنه معها معظم الليل والنهار وبينهما دائماً قدر من المشاكل لا يترك وقتاً للعب أو المرح، وهكذا تزيد هموم الأب ويقرر أن يخصص جزءاً من وقته ليقضيه مع أطفاله، وخصوصاً عندما تقول له الأم «العب مع أطفالك»، ويشعر أنه مرغم على ذلك، أو أنه أمام واجب ثقيل الدم، وهكذا يصبح الجلوس مع الطفل شيئاً مختلفاً، ومصطنعاً ومليئاً بالزيف وسرعان ما يشعر الطرفان بالملل لأن هذه الجلسة «مفتعلة»، لكنا نجد بعض الآباء الذين يعرفون فن صحبة الأطفال يستمتعون تماماً بقضاء بعض الوقت في العودة مرة أخرى إلى الطفولة واللعب مع الأبناء في جو من المرح.
ولو سألنا أنفسنا ما الذي يريده الابن من صحبة أبيه؟ إنه فقط يريد أن يتنازل الأب مرة أخرى عن دور الرجل الذي تقتله الهموم والمشاغل والمسؤوليات.
المحرر