بدأت شخصيات بارزة معارضة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي البحث في تحالفات جديدة مع المسؤولين الأكراد بهدف تشكيل الحكومة المقبلة، في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية وتوزيع المناصب الرئيسة. في حين أكدت قائمة التوافق العراقي أن طبيعة التحالفات المقبلة تعتمد على كل الكتل السياسية. وقال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئاسة في إقليم كردستان العراق إن “نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي سيبحثان نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة والتحالفات المستقبلية بين الأطراف السياسية العراقية” مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني في مقره في صلاح الدين شمال أربيل. وكان بارزاني بحث أمس الأول هذه المسائل مع الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى. لكن مصادر أكدت أن علاوي وبارزاني فقط اجتعا فعلا في أربيل دون أن يرشح شئ. من جهته قال خبير الشؤون الكردية ريبوار كريم إن “المباحثات جارية حاليا بين هذه الكتل السياسية حول إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة من دون مشاركة قائمة المالكي”. وأضاف “يبدو حتى الآن في ظل النتائج التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن هذه القوائم ستفوز”، مشيرا إلى أن “المحادثات لا تزال في مراحلها الأولية”. وقال كريم “جميع الأطراف السياسية تعرف حجمها والإسراع في تشكيل الحكومة خطوة جيدة. لكن رغم ذلك أعتقد أن المحادثات حول هذا الأمر ستطول أكثر”. وتابع كريم أن “الأكراد سيكونون طرفا رئيسيا في الحكومة وسيكون لهم دور فعال فهم يريدون الحصول على منصب رئيس الجمهورية، وهذا أحد أهم المسائل التي يبحثونها في هذه الاجتماعات بالإضافة إلى تشكيل الحكومة مع المالكي أو من دونه”. ودارت سجالات حادة قبل ثلاثة أيام بين الأكراد والهاشمي حول أحقية منصب رئاسة الجمهورية فبينما يؤكد الأخير طموحه إلى تسلم هذا المنصب، يبدي طالباني تمسكه به معلنا رغبته في ولاية رئاسية ثانية مدتها أربعة أعوام. وفي هذا الصدد أوضح كريم أن “الإصرار الكردي على تولي طالباني رئاسة الجمهورية مجددا له علاقة بالتوازن السياسي داخل إقليم كردستان لأن الأوضاع السياسية تتطلب أن يكون طالباني في بغداد”. واعتبر كريم أن “عدم تولي طالباني الرئاسة مرة أخرى سيحدث خللا في التوازن السياسي في الإقليم”. وفي السياق ذاته، قال الناطق باسم قائمة التوافق العراقي سليم الجبوري إنه بعد ظهور النتائج يمكن الحديث عن طبيعة وشكل ونوع التحالف بين الأطراف السياسية المشتركة في التحالف. وبين أن هناك لقاءات وزيارات تقوم بها شخصيات سياسية من أجل عقد صفقات لما بعد ظهور النتائج. من جهة أخرى أعلن النائب عباس البياتي المرشح عن “دولة القانون” بدء حوار مع قوائم أخرى لتشكيل الحكومة المقبلة برئاسة المالكي. وقال إن “ائتلاف دولة القانون شكل لجنة مصغرة تتولى وضع الأسس والإطار الذي يتم بموجبه التحاور مع الكيانات السياسية بهدف تشكيل تحالف يتولى تشكيل الحكومة المقبلة”. يشار إلى استحالة أن تتمكن قائمة بمفردها مهما كانت حظوظها من الفوز أو الحصول على الغالبية (163 من أصل 325 مقعداً) نظراً للنظام النسبي المعقد في عملية الاقتراع. وفي هذا السياق عبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل عن اعتقاده بأن الطريق ما يزال صعباً أمام المالكي. وقال إن “تقدم المالكي ليس كبيراً لأنه لم يحقق النجاح الذي يحيله رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه”.