طالب المشاركون في اليوم العلمي حول رعاية المسنين ومعالجة أمراضهم الشائعة، والذي نظمه مستشفى الذيد صباح أمس، بضرورة تزويد مستشفيات الدولة بأطباء متخصصين في أمراض الشيخوخة وذلك لتقديم الرعاية الطبية والخدمات الصحية وإعداد الكادر الطبي والتمريضي لهم بأفضل الطرق لعلاجهم من الأمراض الشائعة. وأكدت عفاف المري مدير عام دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة أن الدائرة تقدم الرعاية الصحية لأكثر من 1200 مسن منتشرين في أرجاء الإمارة من خلال 20 وحدة متنقلة تضم أخصائياً اجتماعياً وممرضة وعلاجاً طبيعياً وأخصائي تغذية، حيث تقوم الوحدات بزيارتهم بصورة منتظمة في منازلهم. وأضافت أن دار رعاية المسنين بالشارقة تقدم الرعاية أيضاً لما بين 30 إلى 35 مسناً ومسنة موجودين بصفة دائمة فيها كإيواء، مشيرة إلى أن هناك تزايداً بصورة مستمرة في أعداد المسنين داخل الدولة نظراً للرعاية الصحية الجيدة التي تقدم لهم. وذكرت أن الدائرة تقدم أيضاً خدمات أخرى لفئة المسنين غير العلاجية والرعاية الصحية، تتمثل في تنظيم رحلات لهم في الأماكن المتفرقة بالدولة، إضافة إلى تقديم التوعية لأهاليهم بصورة مستمرة لتقبلهم وتأهيلهم ليتعاملوا معهم بصورة حسنة. وأكد الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية خلال كلمة ألقاها أثناء افتتاح الفاعلية بفندق راديسون بلو صباح أمس، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجه بضرورة توفير احتياجات المسنين من خدمات صحية ونفسية وأن وزارة الصحة أولت اهتماماً كبيراً لفئة كبار السن من أجل الحفاظ على صحتهم وتعزيزها، إضافة إلى نشر التثقيف الصحي وتنظيم الدورات التدريبية للعاملين الصحيين للإطلاع على الأمراض الأكثر شيوعاً لديهم. ولفت إلى أن قضية المسنين تعتبر من القضايا المهمة التي استحوذت على اهتمام المسؤولين الصحيين على مستوى العالم وذلك بسبب زيادة أعداد هذه الفئة بصورة مستمرة بسبب تطور الخدمات الصحية التي تقدم لهم والتي ساعدت في علاج كثير من الحالات المرضية والحد من الأوبئة والتقليل من نسب الوفيات بشكل عام. من جانبها، أشارت الدكتورة سلامة سعيد المدير الفني لمستشفى الذيد إلى أن الفاعلية تعتبر اليوم العلمي الخامس الذي تنظمه لجنة التعليم الطبي المستمر بالمستشفى بعد تنظيم مؤتمرات سابقة عن حوادث الطرق والسكري وغيرها من الموضوعات الأخرى التي تهم المجتمع، مشيرة إلى أن اختيار المسنين وعلاج أمراضهم الأكثر شيوعاً، جاء إيماناً من إدارة المستشفى بأهمية تلك الشريحة في المجتمع وعرفاناً وتكريماً لدورهم في السابق. وأوضحت أن المستشفى، كغيره من غالبية المستشفيات، لا يوجد به طبيب متخصص في علاج أمراض الشيخوخة وأن كبار السن يمرون على العيادات المتخصصة بشكل عام، مشيرة إلى أن المستشفيات والدول المتقدمة تضم أطباء متخصصين للتعامل مع تلك الشريحة كما هو الحال مع أطباء الأطفال وغيرها من الاختصاصات الأخرى، وذلك نظراً لطبيعة التعامل معهم ومع ظروفهم الصحية والفسيولوجية وتغير الأنسجة لديهم بحكم التقدم في السن مما أضاف عليهم أمراض أخرى. وبيّنت المديرة الفنية لمستشفى الذيد أن المرضى من كبار السن يعانون بصورة مستمرة من مشاكل في الأنف والأذن والحنجرة والعظام وآلام المعدة والضغط والسكري والقلب وغيرها من الأمراض، مما يجعلهم قد يأخذون من 10 إلى 15 دواء في اليوم الواحد وهو ما يتطلب رعاية صحية بصفة مستمرة. ولفتت إلى أن هناك من 20% إلى أكثر من 40% من مراجعي عيادة الباطنية في المستشفى هم من كبار السن ما فوق 65 عاماً، مطالبة بضرورة وجود دار لرعاية المسنين في منطقة الذيد تخدم المناطق المجاورة لها في ظل الأعداد المتزايدة لتلك الشريحة. وألقى الداعية الإسلامي الشيخ أحمد الكبيسي كلمة بيّن خلالها فضل الدين في الاهتمام بكبار السن وضرورة تقديم الرعاية الكاملة لهم وعقوبة عقوق الوالدين. وتضمن اليوم العلمي، الذي شهده أكثر من 400 شخص من أطباء وممرضين من المستشفيات والجهات الخاصة، 12 محاضرة ألقاها أطباء مستشفى الذيد.