تكبدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) خسائر أسوأ من المتوقع في الربع الأول من العام، وهي الخسارة الأولى منذ عام ،2001 وقالت أمس إنها قد تخفض الإنتاج أو تغلق مصانع لمواجهة الأزمة العالمية التي تعصف بأسعار الكيماويات• وتتناقض خسائر ''سابك'' التي بلغت 974 مليون ريال (259,3 مليون دولار) في الربع الأول من العام بشدة مع أرباح صافية قدرها 6,92 مليار ريال في نفس الفترة من عام 2008 أثناء ازدهار الطلب وأسعار الكيماويات• وقال محمد الماضي الرئيس التنفيذي للشركة السعودية الأساسية ''سابك'' في مؤتمر صحفي إنه يتوقع انتعاش الطلب على البتروكيماويات وتحسن الأسعار، ولكن ليس إلى مستوى مرض، وامتنع عن إعطاء أي توقعات للإيرادات خلال باقي العام• وتمثل نتائج سابك مؤشراً لغيرها من كبرى شركات البتروكيماويات مثل داو كيميكال وباسف الالمانية• وقال محللون إن النتائج لا تبشر بالخير للقطاع• وقال جيتيش جوبي رئيس الأبحاث في بنك الاستثمار اس•آي•سي•او في البحرين ''إذا كانت سابك تواجه مشاكل بسبب انخفاض هوامش الربح فأعتقد أن من المؤكد أن الشركات العالمية تواجه مشاكل أكبر''• وأضاف أن ''سابك'' تحصل على خام التغذية بأسعار أقل، لكن من المرجح أن الشركات العالمية الأخرى تعاني أكثر منها بكثير• وفتحت أسهم سابك أمس على انخفاض 9,9 بالمئة، وهبط مؤشر الأسهم السعودية نحو ستة بالمئة، وانخفض السهم بنسبة 25,3 بالمئة منذ مطلع العام• وعزت سابك في بيان على موقع السوق المالية السعودية على الانترنت الخسائر إلى هبوط أسعار البتروكيماويات والمعادن وانخفاض في قيمة الشهرة بمبلغ 1,18 مليار بعد شراء وحدة إنتاج البلاستيك التابعة لجنرال الكتريك التي غيرت اسمها إلى ''البلاستيكيات المبتكرة''• وقالت ''سابك'' في البيان إن الكميات المباعة زادت خمسة بالمئة عن الربع الأول من العام الماضي، ولكن الأزمة العالمية أضرت بالأسعار والطلب على منتجات البلاستيكيات المبتكرة التي تعمل في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا• وأردفت الشركة التي يقع مركزها في الرياض أن التدني في الطلب على المنتجات البتروكيماوية، لا سيما البلاستيك، نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، قد أثر على صناعة السيارات وقطاع البناء، وعليه كان له تأثير كبير على أداء الشركات الدولية على غرار ''سابك''• وقال لوران جالي محلل شؤون الكيماويات في شعاع كابيتال في دبي ''حجم الخسائر يتيح مجالاً لمزيد من الشطب في النتائج الفصلية المقبلة فيما يتصل بالعمليات التي تمتلكها في الولايات المتحدة ما لم تنتعش الربحية بسرعة''• وأضاف أنه كان يتوقع أن تعلن ''سابك'' خفض قيمة الشهرة بين ملياري وثلاثة مليارات ريال• وأضاف أنه مع استبعاد خسائر اسم الشهرة فإن أرباح ''سابك'' لا تزال أقل من مستواها في الربع الأخير من العام الماضي، مما يوحي بعدم حدوث تحسن أساسي في النشاط، وقد هبطت أرباح ''سابك'' أكثر من 95 بالمئة في الربع الأخير بسبب انخفاض الطلب العالمي على البتروكيماويات، وقال جالي ''الكثيرون سيرون هذا أمراً سلبياً•• وأي انتعاش لن يحدث قبل النصف الثاني''• وقال الماضي إن ''سابك'' تجري عملية إعادة هيكلة لخفض النفقات، وإن التغييرات قد تؤدي إما إلى خفض الإنتاج إجمالاً أو إغلاق المصانع التي لا تعمل بشكل جيد على مستوى العالم، وذكر أن إعادة الهيكلة أسفرت بالفعل عن إلغاء 1600 وظيفة في سابك• وكان محللون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا أن تسجل سابك أرباحاً صافية تبلغ في المتوسط 1,2 مليون ريال