في كتابه «سرد الذات» يذكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة أن في العام 1969، عندما كان طالباً في جامعة القاهرة، قد أُبلغ بأن حصن الشارقة يتعرض إلى الهدم، ما اضطره إلى الانقطاع عن دراسته والعودة إلى المدينة كي يوقف الهدم فقط، ثم ليبقى ما تبقى من الحصن لمدة ثمانية وعشرين عاماً، وقد رُدمت جوانب عديدة فيه ثم عاد بعد ذلك واقفاً بهذه المهابة في الشارقة القديمة وطرازه المعماري العربي، مطل على البحر، كما لو أنه حارسها القديم، إنما في هيئة متحف يربض على بوابته مدفع، ويتبع إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وفي السيرة الذاتية لهذا المبنى أنه قد أمر ببنائه من قبل الشيخ سلطان بن صقر الأول عام 1820، فكان كل حاكم من بعده يأتي يضيف إلى الحصن شيئاً جديداً ليكون كما هو عليه الآن بعد ترميمه، في عهد الشيخ سلطان بن صقر الثاني (1924-1951). في الكتاب ذاته يروي صاحب السمو حاكم الشارقة أن والده الشيخ محمد بن صقر القاسمي قد اعتاد أن يأخذه وأشقاءه لزيارة شقيقه الشيخ سلطان بن صقر القاسمي في الحصن، وبالفعل سيكتب واحداً من أجمل فصول كتابه عن هذا الحصن وعن علاقة الحصن بالمدينة وناسها، وعن تلك الذكريات التي عاشها الطفل الذي كانه في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي وتحديداً الطابق الأرضي الذي يضم مجموعة من الغرف من بينها: غرفة التوقيف التي باتت الآن غرفة خاصة للعرض التلفزيوني لعرض فيلم يحكي تاريخ الشارقة والحصن. إلى جانب المكتبة القاسمية التي تحتوي على كتب للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ومكتب وكرسي قيم، وتضم المكتبة مختصراً خاصاً للحاكم يحتوي على (400) صورة تمثل عدداً من المناسبات المهمة لتاريخ الشارقة، وهي من مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. وذلك فضلاً عن غرفة تدعى اليوم بهذا الاسم: «أحداث جرت في إمارة الشارقة» وتشرح الأحداث التي وقعت في الشارقة منذ بداية حكم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي عام 1924م وحتى وفاته، كما تحتوي بعض الوثائق والرسائل أهمها معاهدة أهالي الشارقة واللية والحيرة لإحضار أولاد الشيخ صقر بن خالد القاسمي لحكم الشارقة، وتضم أيضاً أحداثاً أخرى جرت في تلك الفترة مثل انتشار مرض الجدري ووصول أول طائرة إلى المدينة. ثم غرفة التعليم التي تحكي عن بدايات التعليم النظامي في الشارقة وبعض الصور لمدرسة الإصلاح التي هي أول مدرسة نظامية في الشارقة، وكذلك غرفة المقتنيات وغرفة وجوه من الشارقة تضم مجموعة من الصور لرجال وسيدات وأطفال من أهالي المدينة وغرفة مدينة الشارقة وغرفة التجارة وغرفة تجارة اللؤلؤ. أما الطابق الأول من الحصن فيشتمل على غرفة الأسلحة وغرفة الشيخ التي فيها سرير قديم وصندوق أوراق وآخر خاص بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، يحتوي على مصحف قديم وخنجر قديم من الفضة، وشال، وغرفة الشرفة (استراحة الشيخ). وللحصن ثلاثة أبراج: هي برج المحلوسة وبرج الكبس ومربعة مشرف، بالإضافة إلى الشرفة الرئيسة التي تطل على الساحة الأمامية للحصن حيث توجد بها حطبة التوبة، والتي كانت تستخدم لإقامة الحدود.