تركيا تستدعي سفيرتها لدى السويد للتشاور
استدعت تركيا أمس سفيرتها لدى السويد احتجاجاً على إصدار البرلمان السويدي الليلة قبل الماضية قراراً اتهم فيه السلطنة العثمانية التركية بارتكاب جريمة “إبادة جماعية” للأقليات المسيحية خصوصاً الأرمن في أعوام 1915، 1916 و1917 خلال الحرب العالمية الأولى، مؤكدة أنها لن تقبل “أعمال سوء نية” و”مواقف غير مسؤولة”.
وبعد أسبوع واحد من استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة بسبب موافقة إحدى لجان الكونجرس الأميركي على قرار بشأن “إبادة الأرمن” المزعومة، وافق البرلمان السويدي بأغلبية صوت واحد على قرار جاء فيه “إن السويد تعترف بإبادة الأرمن والآشوريين والسريان والكلدانيين واليونانيين الذين كانوا مقيمين في أراضي السلطنة العثمانية، وبالتالي كل الأقليات المسيحية التي كانت مقيمة هناك”. ورداً على ذلك، استدعت الحكومة التركية سفيرتها في ستوكهولم زرجون كوروتورك إلى أنقرة للتشاور. وقالت في بيان رسمي أصدرته في أنقرة “ندين بشدة هذا القرار. إن شعبنا وحكومتنا يرفضان هذا القرار الذي تشوبه مغالطات كبرى وليس له أي أساس من الصحة”. وألغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان زيارة إلى السويد كانت مرتقبة الأسبوع المقبل.
كما استدعت وزارة الخارجية التركية السفير السويدي في أنقرة كريستر اسب إلى مقرها، حيث عبرت له عن “امتعاض” تركيا من القرار. وقال اسب في تصريح صحفي إن السويد تري أنه يجب ترك مهمة البت في الأحداث التاريخية للمؤرخين وترغب في الحفاظ على “علاقاتها الجيدة” مع تركيا.
وقال أردوجان في كلمة ألقاها خلال افتتاح مصنع بالقرب من اسطنبول شمال غربي تركيا “إن هذا (القرار السويدي) يمكن أن يضر بالعلاقات بين تركيا وأرمينيا، التي نجهد لتطبيعها. إن تركيا لن تفزع ولن تخضع أمام الأمر الواقع وأعمال سوء النية والمواقف غير المسؤولة”.
استطلاع يرجح فوز «حزب العدالة والتنمية» في أي انتخابات تركية مبكرة
أنقرة (رويترز) - أظهرت نتيجة استطلاع للرأي العام في تركيا أمس، أن “حزب العدالة والتنمية” ذا الاتجاه “الإسلامي” الحاكم بزعامة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان سيفوز بأغلبية برلمانية كبيرة للمرة الثالثة على التوالي إذا أجريت انتخابات عامة مبكرة الآن.
وعزز التوتر بين الحكومة و”المؤسسة العلمانية” المهيمنة على الجيش والقضاء بسبب مؤامرة انقلابية مفترضة، تكهنات بتقديم موعد الانتخابات المقررة إجراؤها في شهر يوليو العام المقبل 2011، لكن أردوجان رفض ذلك مراراً. ويفضل المستثمرون في تركيا وجود حكومة قوية يشكلها “حزب العدالة والتنمية” منفرداً خشية أن تجلب حكومة ائتلاف انعدام الاستقرار. وسيسعى الحزب المؤيد لقطاع الأعمال إلى الفوز بولاية ثالثة في السلطة التي تولاها للمرة الأولى عام 2002، ثم احتفظ بها في انتخابات عام 2007. ورأى المشاركون في الاستطلاع الذي نشرت نتيجته صحيفة “خبر ترك” التركية، أنه سيفوز بنسبة 39.6%، فيما سيحصل “حزب الشعب الجمهوري” المعارض الرئيسي “العلماني” على نسبة 23.1% وحزب “الحركة القومية” المعارض “العلماني” أيضاً على نسبة 16.5%.
ولا يمكن دائماً الاعتماد على نتائج استطلاعات الرأي العام في تركيا. فبالمقارنة مع استطلاع سابق الشهر الماضي، انخفضت النسبة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية 2.8 نقطة مئوية وتراجعت نسبة “حزب الشعب الجمهوري” 1.2 نقطة وارتفعت نسبة “الحركة القومية” 1.4 نقطة.
ويأمل أردوجان في أن يعزز انتعاش اقتصادي شعبية حزبه العدالة والتنمية في الانتخابات. وقبل أن تعاني تركيا من الركود في العام الماضي حققت حكومته سنوات من النمو الاقتصادي القوي وبدأت محادثات “تاريخية” مع الاتحاد الأوروبي بشأن انضمام تركيا إليه. لكن الصفوة “العلمانية” القوية في البلاد لا تثق في “حزب العدالة والتنمية” بسبب جذوره في “الإسلام السياسي”، بينما ينفي الحزب وجود أي “أجندة إسلامية” لديه.
المصدر: أنقرة