الطبول تنشر البهجة والفرح وتلعب على وتر «الصوت والصدى»
من المؤكد أن أكثر ما يشيع البهجة من الآلات الموسيقية في الأفراح والمسرات، هي الطبول والآلات الإيقاعية التي تحول الصخب والضجيج إلى مشهد حماسي جميل، فتشارك دقات القلوب قرع الطبول. إذ تعتبر الطبول على أنواعها - تقريباً - الصفة السائدة في الموسيقى الشعبية التي تكون غالباً قوام الفنون الغنائية، فالآلات الإيقاعية هي نواة الفن الموسيقي، وكذلك الحركي، وتبث الانفعال الفني والحماسة والفرح الذين يجمّلون الأغنية أو الرقصة الفلكلورية، فضلاً عن كون الإيقاعات مظهراً أساسياً من مظاهر الفرح.
أنواع الطبول
تعتمد معظم الفنون الشعبية سواء في الدولة أو منطقة الخليج العربي عموماً، على الإيقاع وآلاته المتعددة. ولعل أبرز تلك الآلات هي الطبول مثل آلات النقر، البونجو، الدفوف، الطبل المطوق، والطبلة الصغرى، و»الرحماني». حيث مقارنتها بالآلات الموسيقية الأخرى المستخدمة بالفنون الشعبية مثل (القرب والناي والمزمار والربابة) تؤكد أنها - الطبول - تكاد تكون هي الأساس في تلك الفنون، ويلعب تعدد أنواعها دوراً مهماً في رواجها.
يشير زايد المنصوري - اختصاصي تراث البيئة البرية؛ إلى أشهر تلك الطبول التي تُستخدم خلال أداء الفنون الشعبية في الاحتفالات الرسمية ومناسبات الأفراح: «تعتبر سلسلة طبول «الرحماني» هي الآلات الرئيسة خلال تأدية معظم الفنون الشعبية المغناة منها والحركية الراقصة.
ويقوم ضابط الإيقاع بالتحكم في شدة أو لين الجلد أو الرقمة من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين أي الجلدتين اللتين يُضرب عليهما بالعصا، على أسطوانة جسم الآلة، أو الطبل الذي يحوي رقمة واحدة. إذ إن من خصائص طبول الرحماني احتواء جميع آلاتها على رقمتين من الجلد في نهاية فتحتي الجسم الأسطواني لهذه الآلة.
كما أن تمتعها بالتنوع والقوة والمرونة في آن معاً تجعلها في مقدمة الطبول المستخدمة في المنطقة».
أحجام وأنواع
من جهته، يشير صالح المقبالي - شاعر فرقة حربية (أي القائد الذي يتوسط الفرقة الفنية ويردد أبيات الشعر) إلى وجود أنواع وأحجام لطبول الرحماني، يقول في ذلك: «تضم طبول الرحماني أحجاماً عدة أو أنواعاً، فهناك (الطويل والقصير والمرواس والمفلطح والرنة والكاسر والطبل الكبير والدف). ويستخدم الرحماني في مختلف الاحتفالات بأنواعه كلها، خاصة الطبول القصيرة والطويلة، إذ يعرف أن هذه الأخيرة نحصل من خلال طولها على صوت أغلظ من صوت الطبل القصير، كما أنها خلال استخدامها تضيف عمقاً للإيقاع وصدى».
يسترسل المقبالي مضيفاً: «يُضرب الطبل الطويل على رقمة واحدة بسبب طوله وغالباً يحمل في الوضع الرأسي. أما طبل الرحماني القصير فيمنح موسيقياً دور القاعدة الإيقاعية التي تشكّل «الصوت والصدى» لذلك يجب أن يكون صوته عميقاً وممتلئاً مقارنة مع الطبول المصاحبة له في الفقرات الفنية». تصنع الطبول عادة من الخشب وأحياناً من أسطوانات معدنية (الفرق الرسمية في التشريفات الحكومية)، وتستخدم لأسطحها الجلود وغالباً هي من جلود الثيران والبقر والأغنام.
المصدر: أبوظبي