أبوظبي (مواقع إخبارية)

أكد راشد الغفراني، أحد شيوخ قبيلة الغفران القطرية، أمس الثلاثاء، أن معاناة القبيلة تصاعدت مع وصول حمد بن خليفة للحكم في قطر. جاء ذلك خلال ندوة عقدتها قبيلة الغفران في جنيف لتسليط الضوء على سحب قطر الجنسية من نحو 6000 شخص من أبناء القبيلة. وفي الندوة، قال شيخ قبيلة الغفران: «بدأ حرماننا من ملكياتنا والطبابة والتعليم مع وصول حمد بن خليفة للحكم». ويؤكد أفراد القبيلة أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية تتجاهل قضيتهم، فضلاً عن عدم امتثال اللجنة لمبادئ باريس المنظمة لاستقلالية المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، ومخالفة قطر التوجه الدولي إلى محاربة انعدام الجنسية.
ويشدد أفراد القبيلة على تأثير إسقاط الجنسية التعسفي على حقوق التعليم والصحة، وانتهاك حقوق الأطفال والمرأة بنزع جنسية الآباء والأزواج.
يذكر أن قبيلة الغفران أحرجت حكومة قطر باعتصام نشطاء من القبيلة أمام مركز المؤتمرات في جنيف، حيث كانت الدوحة تنظم فعالية بحضور الشيخة موزة حول نشاط مؤسسة «صلتك» القطرية في توظيف الشباب بمختلف دول العالم ودعم أسرهم. وأصرت الشيخة موزة على البقاء وعدم الخروج من المبنى حتى يجبر الأمن نشطاء الغفران على المغادرة.
وكانت الشيخة موزة، ترعى مؤتمراً يوضح نشاط المؤسسة في دعم وتوظيف الشباب في العالم، كذلك دعم أسرهم، وتضمن الحضور رئيس الوزراء الصومالي، والمفوضة السامية لحقوق الإنسان، ومديرة المنظمات الدولية، ورؤساء البعثات الدبلوماسية، وبعض المسؤولين السويسريين والأمميين.
وأثار موقف الشيخة موزة، استغراب الحاضرين، خصوصاً أن شباب الغفران مارسوا حقهم في حرية التعبير وبشكل حضاري، حيث حضروا أمام البوابة الرئيسة للمؤتمر - قبل وأثناء وبعد المؤتمر - وقاموا بتوزيع مطويات تتضمن معاناة الغفران، وحرمانهم من الوظائف، وحرمان أسرهم من الدعم، في الوقت الذي يتشدق فيه نظام الدوحة بدعمه لآلاف من الشباب في بقاع عديدة.
وتضمنت مطالب النشطاء القطريين رد حقوق المتضرّرين من الغفران، والإشارة إلى أن حكومة قطر بادرت بتوظيف الشباب في العالم وحرمت أبناء القبيلة أهل البلاد الأصليين من حق التوظيف.
ويبدو أن نشاط «الغفران» أمام المركز الدولي للمؤتمرات في جنيف أثار حفيظة موظفي النظام، حيث راقبوا مقابلة النشطاء القطريين للمسؤولين الأمميين الذين حضروا المؤتمر، واستطاعوا كسر حاجز الصمت واللقاء وجهاً لوجه مع أهم المسؤولين، كالمفوضة السامية لحقوق الإنسان ومدير المنظمات الدولية، ورؤساء بعثات دبلوماسية عديدة.
وكان من أهم النتائج التي حظي بها النشطاء القطريون، إفشال المؤتمر بشكل كامل، والاستفادة من جهود نظام الدوحة في جمع المسؤولين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والنشطاء من أنحاء العالم والبعثات الدبلوماسية في جنيف في مكان واحد، حيث سهّل ذلك للنشطاء بثّ رسائلهم والتعريف بقضيتهم والحوار مع مَن لا يعلم عنها شيئاً.
ولم تتحرك الشيخة موزة المسند، ومرافقوها إلا بعد أن أنهى النشطاء عملهم والابتعاد عن محيط المركز، حيث تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها في المواجهة بين أطراف من النظام القطري ونشطاء من مواطنيه وعلى أرض أجنبية.
وجددت قبيلة الغفران شكواها ضد نظام الدوحة إلى الأمم المتحدة، لتفضح زيف وادعاءات تنظيم الحمدين الإرهابي، واللجنة القطرية لحقوق الإنسان.
وأطلق نشطاء هاشتاق «قطر تخلف وعودها للغفران» على موقع «تويتر»، ليتصدر «الترند» في عدة بلدان عقب ساعات قليلة من انطلاقه، للتنديد بمسلسل الوعود الكاذبة التي تنتهجها قطر، وكان أحدثها وعدها لقبيلة الغفران.
وتقدم أبناء القبيلة بشكوى لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمطالبة بتدخل دولي، لحمايتهم وضمان حقوقهم في قطر من الانتهاكات التي تمارس ضدهم.
يذكر أن عشيرة الغفران هي أحد الفروع الأساسية لقبيلة آل مرة.
وعام 1996 بدأت قطر سحب الجنسية من آلاف من أبناء القبيلة بتهمة تورط نحو مئة شخص في محاولة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني استعادة السلطة من ابنه حمد الذي انقلب عليه سابقاً.