«سقيا الماء» الوقفي بادرة كريمة وصدقة جارية أطلقتها الأمانة العامة للأوقاف في الشارقة منذ مطلع عام 2009، كأحد المشاريع الهادفة لتحقق مبدأ التنوع في الخدمات الوقفية في المدينة، وتأتي في مجملها تعزيزاً لأواصر التراحم والتكافل الاجتماعي الذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، حيث تعتبر عملية بناء وحدات «سقيا الماء»، المستمرة في الإمارة إلى يومنا هذا كمرافق حيوية وإنسانية مهمة منتشرة في معظم ربوعها، لتعيد إحياء تراث تاريخي قديم كان يميز المدن العربية والإسلامية في القرون الماضية، يحمل في طياته أبعادا إنسانية واجتماعية ودينية. ويهدف هذا المشروع الخيري إلى بناء السبيل المائي المتعارف عليه تراثياً وتاريخياً وإلحاقه ببرادات خاصة، حيث تصمم بشكل وطابع هندسي مستوحى من المعمار الإسلامي القديم، لتوافر المياه العذبة الباردة طوال اليوم للمارة وعابري السبيل بأسلوب حضاري راق ومتميز، وتوزع في أماكن متفرقة بين مناطق الشارقة. الصورة التراثية وقال طالب المرّي مدير عام الأمانة العامة للأوقاف: ضمن إطار المحافظة على الصورة التراثية والإسلامية التي تطبع إمارة الشارقة، بهدف تنويع مصادر الوقف الخيري التي نقوم بها، جاءت فكرة إنشاء مشروع «سقيا الماء» كلفتة إنسانية واجتماعية تحقق مبادئ الصدقة الجارية، وتدعم التكافل المجتمعي، لتكون هذه المبادرة منابع رحمة وخير توفر المياه العذبة الباردة للشاربين، وتعود بالنفع على كل إنسان يعيش في الشارقة. ويتابع: لقد وزعنا هذه الأسقية المائية في العديد من الأماكن كملحقات بالمساجد والجوامع المنتشرة في الشارقة، وجاءت أحجامها بقياسات مختلفة حسب مساحة كل موقع والحاجة التي تلبيها له، بمعنى أنه تكون بحج أكبر في المناطق المزدحمة التي تحتاج إليها أكثر، ونعرف مدى الحاجة لكل سقيا من خلال قراءة عدادات المياه الملحقة بالبراد، وتشرف أمانة الأوقاف أيضاً على شكل التصاميم الإسلامية وطرق تنفيذها وصيانتها ليتناسب مع هندسة كل مسجد وتنسجم مع مظهره العام، وعادة ما تكون مستلهمة من التصميمات التراثية القديمة للمغاربة والأتراك الأندلسيين والشاميين في قبل مئات السنين، حيث تنتشر فنون الموازييك والمعشقات والفسيفساء، لتتموضع بأشكالها وألوانها المدهشة في مقدمة المساجد. صدقة جارية وعن منجزات الأمانة العامة لأوقاف الشارقة في هذا المشروع، أوضح المري أنه تم إنجاز حوالي 45 وحدة سقيا ماء كملحقات بالمساجد خلال عام 2011 فقط، ليصل العدد الإجمالي منذ إطلاق مشروع سقيا الماء سنة 2009 إلى 84 وحدة نفذت على نفقة أهل الخير، كما أن هناك حالياً ثلاث وحدات مازالت تحت الإنشاء، وسيتضاعف العدد خلال العام الجاري بإذن الله، حتى يتحقق الهدف في تزويد جميع مساجد الشارقة بهذه الأسقية العذبة والبالغ عددها 664 مسجداً خلال السنوات الثلاث المقبلة، لنتوسع بعد ذلك ونصل إلى الحدائق العامة والأسواق والمدارس. ويكمل: نحن ندعو كل أصحاب الخير والراغبين من المتبرعين في نيل الأجر والثواب لصدقة جارية يدوم أجرها لعموم الناس، بالتبرع بما يستطيعوا من مال سواء من خلال الكوبونات التي نطرها على الدوام في أمانة الأوقاف والجمعيات التعاونية، أو بمساعدة من يريد أن التكفل ببناء سقية كاملة على نفقته الخاصة، لنحدد له حسب رغبته التصميم والتكلفة المناسبة لميزانيته والتي تبدأ من قيمة عشرة آلاف درهم وتصل إلى حدود 25 ألف درهم وقد تزيد عن ذلك قليلاً، حسب المظهر الجمالي المرغوب به.