يوسف العربي (دبي)
بيع «هاتفك القديم» مغامرة تستوجب الحذر، لأنك ببيعه ربما تبيع معه أسرارك وصورك، وكل ما يخص حياتك الشخصية، وربما العملية والعلمية، والأرقام السرية لحساباتك البنكية والشخصية. الحل وفق مسؤولين تنفيذيين في شركات تكنولوجيا عالمية، وخبراء بقطاع أمن البيانات والمعلومات في عدة 3 طرق الأولى: تشفير البيانات المخزنة على الهاتف المتحرك بشكل كامل، والثانية حذف البيانات وإعادة تعيين الجهاز القديم لضبط المصنع بالطريقة الصحيحة، والثالثة التخلص من بطاقات الذاكرة الخارجية إن وجدت، ويؤكد الخبراء أن الاعتماد على خدمات الحوسبة الموثوقة التي تعتمد أنظمة تشفير للبيانات الساكنة والمرسلة لتخزين الصور ومقاطع الفيديو مع استخدام كلمات مرور قوية الوسيلة الأمن لحماية بيانات الهاتف.
1- الحل في «التشفير»
محمد أبو خاطر، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة «فاير آي» المتخصصة في أمن وحماية المعلومات يقول لـ«الاتحاد»: تشفير البيانات على أجهزة الهواتف الذكية مهم للغاية، ويوفر نسبة حماية فائقة والحيلولة دون استعادة البيانات بعد حذفها، إلا أنه يعتقد أن أي بيانات تم تحزينها على وسائط التخزين المختلفة يمكن استعادتها ولو بطرق تقنية صعبة للغاية. وأضاف: الشركات والأفراد الذين يثمّنون بياناتهم الشخصية الحساسة على نحو كبير ويعتقدون أن استعادة هذه البيانات من قبل أشخاص غير مخولين سيسبب لهم أضراراً بالغة لا يطيقونها سيكون القرار المناسب لهم تدمير وحدات التخزين بشكل كامل وبطريقة تقنية صحيحة.
ولفت إلى أنه على المستوى الفردي المعتاد لدى المستخدم مجموعة من الطرق لتعزيز حماية البيانات ومنع استعادتها على نحو غير شرعي، وأول هذه الطرق القيام بتشفير البيانات على جهاز الهاتف المتحرك الشخصي بشكل كامل مع استخدام رموز مرور قوية يصعب اختراقها أو التنبؤ بها، كما يمكنه الاعتماد على تخزين بياناته على «السحابة» التي توفرها شركات موثوقة مثل مصنعي الهواتف أو شركات التكنولوجيا العالمية.
2- إعادة ضبط المصنع
ماهر يموت، باحث أمني أول لدى «كاسبرسكي» أوضح أن التأكد من حذف البيانات بالطريقة الصحيحة قبل بيع الأجهزة التي تحتوي على وحدات تخزين داخلية مسألة حيوية يترتب عليها الكثير من التداعيات عندما يتعلق الأمر ببيانات حساسة سواء متعلقة بالفرد أو الشركة. وأضاف أنه على المستوى الفردي من المهم قبل أن يقوم المستخدم قبل بيع جهاز شخصي، مثل الهاتف الذكي أو الحاسوب المحمول، محو كل المعلومات والبيانات الشخصية تماماً وإعادة ضبط الجهاز إلى وضعية المصنع وفق الطريقة المحددة. وأوضح أن عملية القدرة على استعادة البيانات بعد محوها، تعتمد بشكل عام على عوامل عدة، منها على سبيل المثال، أن لبعض الهواتف الذكية تشفيراً يجري تفعيله تلقائياً عندما تقوم بإعداد كلمة مرور أو رقم تعريف شخصي أو رمز مرور للجهاز. وأشار يموت، إلى مجموعة من النصائح المتعلقة بحماية البيانات الشخصية على الأجهزة الشخصية خلال استخدامها أولها استخدم رمز مرور لقفل الجهاز، وهي خطوة أساسية تمنع خطر الكشف عن البيانات المخزنة عليه في حالة ضياعه أو سرقته، كما تحمي المحتوى الموجود عليه وحسابات البريد الإلكتروني والتواصل الاجتماعي مع ضرورة الانتباه لوسائط التخزين الخارجية: حيث إن تأمينها ليس مسألة تلقائية، لذلك عليك الحرص على التحقق من هذه الوسائط وتأمينها.
3- «السحابة» أكثر أماناً
إحسان عنبتاوي، الرئيس التنفيذي للتسويق والعمليات في شركة «مايكروسوفت» الشرق الأوسط، قال لـ «الاتحاد»، إن اعتماد مستخدم الهاتف الذكي على تخزين البيانات على السحابة الموثوقة يعد الطريقة الأكثر أمناً لحماية البيانات.
وأوضح أن ما يميز السحابة هي أن صاحب البيانات يملك السيطرة الكاملة على بياناته التي يتم تشفيرها من قبل مزود الخدمة، مشيراً إلى أن مايكروسوفت تقوم من خلال مراكز البيانات التابعة بعملية تشفير كاملة تشمل البيانات الساكنة والبيانات التي يتم نقلها من الإرسال، إلى نقطة الوصول.
وقال إن أكثر الجهات أهمية تقبل على تخزين البيانات عبر السحابة للاستفادة من خدمتي التشفير والـتأمين الفائقتين، حيث يتم اتخاذ القرار على أسس تجارية وفنية بحته فيما لا يزال إقبال الأفراد على تخزين البيانات الشخصية على خدمات السحابة أقل نظراً لعدم كفاية مساحات التخزين المجانية والحاجة إلى شراء مساحات تخزين «مدفوعة».
وأضاف أنه مع زيادة وعي الأفراد وزيادة إقبالهم على خدمات السحابة، فسيكون إنتاج هواتف متحركة من وحدات تخزين مدمجة في المستقبل ومن ثم الاعتماد على تخزين البيانات بشكل كلي على السحابة أمراً غير مستبعد.
نسخة احتياطية
بوسع المستخدم تشفير هاتفه الذكي، ما يصعِّب كثيراً من استعادة البيانات بعد حذفها، ولكن قبل أن تأخذ هذه الخطوة من المهم أولاً إجراء نسخ احتياطي للمعلومات والبيانات.
احذر «المجهول»
يعتري القلق مستخدمي الهواتف الذكية عند بيع هواتفهم القديمة خشية نجاح أي طرف في استعادة الرسائل والصور ومقاطع الفيديو بعد محوها حتى إن الكثير من المستخدمين يمتنعون عن إعادة بيع الهاتف القديم ويؤثرون الاحتفاظ به على الرغم من تقادمه، فيما يقوم البعض الآخر بتدمير الجهاز لوجود بيانات حساسة لا يمكن للشخص تحمل تداعيات خسارتها.
ولحماية أسرارك على الهاتف، أكد الخبراء ضرورة تجنب شبكات الإنترنت العامة قبل توصيل الهاتف الذكي بشبكة غير موثوقة، ويجب أن يكون المستخدم مدركاً للمخاطر التي تنطوي عليها هذه الشبكات التي تستقطب الكثير من المتسللين الساعين لاختراق الأجهزة.
وعلى المستخدم أن يعود نفسه على الاستخدام الذكي للتطبيقات من خلال تنزيل التطبيقات من مصادر موثوقة فقط، مثل Apple App Store أو Google Play.
معلومات حساسة
أجمع الخبراء على أنه على الرغم من فعالية وسائل التأمين المتبعة للحيلولة دون استعادة البيانات من قبل أشخاص غير مرخص لهم، فإنه يتوجب على المستخدم اتخاذ الحيطة وحفظ المعلومات الحساسة، سواء الشخصية أو المتعلقة بالعمل، والتي يعتقد أنه لا يمكنه تحمّل خسارتها، على وسائط تخزين خارجية وأجهزة خوادم آمنة أو تدمير وحدات التخزين والهواتف بالطريقة التقنية الصحيحة في حال الرغبة في إتلاف هذه البيانات بشكل كلي.
مكافحة الفيروسات
نصح الخبراء باستخدام برمجيات مكافحة الفيروسات نظراً لانتشار البرمجيات الخبيثة واستهدافها المتزايد للأجهزة المحمولة، ويمكن أن يؤدي تنزيل برمجيات مكافحة الفيروسات إلى حماية جهازك من هذه الهجمات. فكّر في تنزيل أحدها ليمنح جهازك مستوى إضافياً من الحماية.
مهمة مستحيلة
تشفير البيانات تعزز حماية البيانات وفي حال قام المستخدم بمسح جميع المحتويات والإعدادات، فإن محاولة أي شخص غير مُخوّل استعادة ما جرى مسحه تعد عملية «شبه مستحيلة»، ومن المهم أن يدرك المستخدم أن أية وحدة تخزين متصلة بالهاتف الذكي لن تكون محمية حماية تلقائية.