دينا جوني (دبي)

أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن أحد الجوانب المهمة في قطاع التعليم، وتحديداً البيئة المدرسية، يدخل مرحلة جديدة وآفاقاً أكثر تطوراً وازدهاراً، لارتكازه إلى أفضل المعايير العالمية والمواصفات عالية الجودة، وتوافر الأدوات التعليمية التي ستسهم في إعداد أجيال مهيأة بشكل معرفي وتعليمي رائد، بجانب توافر المقومات التي ستجعل منه بيئة محفزة وجاذبية للطالب.
وقال إن اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ملياراً ونصف المليار درهم لبناء جيل جديد من المدرسة الإماراتية في مختلف مدن الدولة، من الأمور التي سوف تسهم في تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية مستقبلاً، حيث تواكب هذه المدارس الرؤية التربوية لوزارة التربية والتعليم، والهدف الذي تغرسه المدرسة الإماراتية في بناء أجيال مهارية ومقتدرة ومتمكنة من علوم العصر.
وقال إن اهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم، لا يتوقف ولا يحده طموح، وهو نابع من رؤية عميقة بأهمية أن نعايش مرحلة التقدم الحالية والمستقبلية من خلال بناء أجيال متعلمة، تسهم في تعزيز المكتسبات والبناء عليها، باعتبار العنصر البشري هو استثمار المستقبل، والأداة القادرة على تحقيق خطط وتطلعات الوطن بأجندته ومئويته 2071.
وأكد معاليه أن وزارة التربية أولت البيئة المدرسية جلّ اهتمامها، من خلال خطط التطوير، تحقيقاً لاستدامة التعليم، حيث حرصت على تطوير المباني والمرافق المدرسية المستدامة، وفقاً لأرقى المعايير العالمية المنسجمة مع الخطط الطموحة التي شرعت من خلالها الوزارة في تطوير منظومة التعليم في الدولة، وذلك في إطار اهتمام الوزارة البالغ بتوفير بيئة تعليمية عصرية مواكبة لمجمل خطط وسياسات تطوير التعليم في الدولة.
وأشار إلى أن خطط تطوير المباني المدرسية تراعي المقاييس العالمية، وتوفير متطلبات عمليات التعليم والتعلم، ضمن بيئة تربوية قوامها التنافسية، تشجع الطلبة على تنمية حس الابتكار لديهم، وتضيف بعداً آخر لمفهوم المنشأة المدرسية، بعيداً عن المفهوم التقليدي، إذ تتيح المدارس المطورة إمكانية استخدامها إلى جانب الطلبة، من قبل أفراد المجتمع والاستفادة من مرافقها.

البيئة المدرسية
بدورها، أكدت معالي جميلة المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم، أن المدرسة الإماراتية تخطو اليوم خطوات مهمة ورائدة على صعيد تحقيق التنافسية العالمية، وتشكّل البيئة المدرسية عنصراً مهماً في تكريس الأهداف المرجوة من عمليتي التعليم والتعلم، في إطار من الحرص على جعل عناصرها متكاملة ومتوافقة ومنسجمة مع خطط التطوير، بغية تحقيق مردود كبير ونوعي في المخرجات التعليمية.
وقالت إن اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ملياراً ونصف المليار درهم لبناء جيل جديد من المدرسة الإماراتية، يعزز من النهج الذي نسير وفقه، ويضمن تحقيق أفضل البيئات المدرسية لأجيال المستقبل، مقرونة بتوافر عناصر التعلم التقنية والذكاء الاصطناعي والمختبرات النوعية، بجانب المرافق الحيوية التي تسهم في صقل الطالب ذهنياً وفكرياً وبدنياً، وهو بالتالي ما سيسرع من وتيرة الإنجاز، وبناء العقول الوطنية والمهارية، ويكون ضامناً لمستقبل واعد.
وذكرت معاليها أن خطط التطوير التي تنفذها الوزارة من ناحية الاهتمام في الأبنية المدرسية، تأتي وفقاً لدراسة تفصيلية تجريها الجهات المعنية بالتعاون مع جهات حكومية أخرى مختصة، تراعي التوزيع الجغرافي للمدارس، وتحدد أولويات تطويرها وفق أعلى المعايير المتبعة، وذلك بما يخدم توجهات الوزارة الرامية إلى توفير بيئة مدرسية تساعد الطلبة على الاندماج والتفاعل الإيجابي مع مختلف مكونات المجتمع المدرسي.
وقالت إن البيئة المدرسية الجاذبة بما تحتويه من ملاعب ومختبرات ومرافق، تمثل عامل جذب للطلبة للتعلم، والاستمتاع بتجربتهم التعليمية اليومية، فضلاً عن أهميتها في تطبيق المنهج الدراسي، وبالتالي إسهامها في تسريع عملية التعلم بشكل منهجي وفعال ومدروس، بجانب أهمية توافر هذه النوعية من الأبنية المدرسية، كونها تعمل على إثراء البيئة المدرسية بأركان القراءة، وهو بالتالي ما يعزز من رؤيتنا في جعل القراءة عادة يومية محببة للطالب، من خلال توافر المرافق المدرسية المستحدثة والصحية والنموذجية التي تدفع الطالب لاتخاذ القراءة أسلوب حياة.
ولفتت معاليها إلى أن اهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم، محطة ملهمة لنا جميعاً، لنواصل العمل وتقصي أسباب النجاح، وريادة العالم تعليمياً، فنحن في وطن ملهم، ويواكب تسارع الأحداث والتطورات المتلاحقة، ويقدم للعالم أنموذجاً رائداً في الفكر النير والمشاريع والبرامج والمبادرات التي تسهم في رفعة ونهضة وخدمة البشرية.
واعتبرت معاليها أن هذا الدعم سوف يصب في مصلحة دوران عجلة التعليم بسلاسة من خلال مواكبة الحاجة المستقبلية مباني مدرسية بأعلى المعايير والمواصفات؛ نظراً لتزايد أعداد الطلبة، وبالتالي ضمان تعليم نوعي لا يقتصر على منطقة محددة، بل كل الوطن سيكون تحت دائرة الضوء والتطوير المستمر في التعليم، والهدف واحد، جيل رائد متسلح بأفضل العلوم يحمل راية التقدم والفكر الإماراتي الإنساني الراقي.

صناعة مستقبل
كما توجه معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، بعميق الشكر والامتنان لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، على زيارته المثرية لكليات التقنية العليا، وإطلاق سموه النهج الجديد لهذه الكليات، مؤكداً أن الزيارة والنهج يدلان على الدعم والرعاية غير المحدودين اللذين توليهما قيادتنا الرشيدة لتطوير المنظومة التعليمية في الدولة؛ وذلك لإيمانها العميق بأهمية العلم والمعرفة في تخريج أجيال جديدة قادرة على صناعة مستقبل دولة الإمارات والمضي قدماً في مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها الدولة.
وشدد معاليه على أهمية النهج الجديد الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه الكليات، وتحويلها لمناطق اقتصادية، واعتماد صندوق بـ 100 مليون درهم لدعم تخريج شركات ورجال أعمال فيها، وتطوير مسارات مهنية لـ 65 ألف طالب وطالبة في مجموعة من القطاعات، حيث أعرب معاليه عن أن هذا النهج سيشكل بداية لمرحلة جديدة من مواءمة مخرجات العملية التعليمية مع سوق العمل، واستثمارها بالشكل الأمثل في تزويد الدولة بالكفاءات الوطنية المتسلحة بالمعرفة والمهارة اللازمة للنهوض بعمل القطاعات الحيوية، وتسهيل وصول الإمارات إلى تحقيق مستهدفات مئويتها 2071.
واختتم معاليه تصريحه قائلاً: «نؤكد التزام وزارة التربية والتعليم التام بتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم السديدة، والمتمثلة في تخريج أجيال جديدة من العقول والمواهب المبدعة والتي بمقدورها أن توظف مهارات وتقنيات المستقبل في إيجاد غدٍ أفضل للأجيال القادمة، وتحقيق الازدهار بعيد المدى للإمارات وشعبها، وفي الوقت نفسه ترسيخ الأسس المتينة لاقتصاد المعرفة».

ثلاث مراحل لـ«صندوق دعم المشاريع الطلابية»
عبّر الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، عن سعادته بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كليات التقنية العليا بالفجيرة، وتدشين سموه مبنى الابتكار وقاعة «التسامح»، وحضوره فعاليات طلابية شملت مبادرة «شورك»، واطلاعه على المشاريع الطلابية المبتكرة، مثمناً زيارة سموه الملهمة، وتوجيهاته التي دفعت بكليات التقنية العليا نحو دخول مرحلة جديدة بنقلة نوعية في التعليم تخطت دورها كمؤسسة تعليمية تعد الطلبة لوظائف المستقبل إلى انطلاقها للعب دور جديد كمؤسسة منتجة وراعية للأفكار، تخرج رواد أعمال وشركات داعمة للاقتصاد الوطني.
وأضاف الدكتور الشامسي، أنه وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فإن الكليات ستبدأ العمل على تحقيق توجيهات ورؤى سموه. فعلى مستوى الأكاديميات المهنية المتخصصة المرتبطة بالقطاعات الحيوية بالدولة، فإنه سيتم تدشين أولى الأكاديميات في سبتمبر 2019 وستشمل أكاديميتي العمليات اللوجستية وقطاع التجزئة، وذلك بالتعاون مع معهد جنوب ألبرتا للتكنولوجيا الكندي، على أن يتم استكمال تدشين بقية الأكاديميات الخاصة بقطاعات الضيافة والبترول والغاز في عام 2020.
وأضاف أنه فيما يتعلق بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإنشاء صندوق بقيمة 100 مليون درهم لمدة خمس سنوات لرعاية الأفكار الريادية ودعم المشاريع الطلابية، فقد تم اعتماد خطة عمل لتنفيذ هذه المبادرة على مراحل عدة. تتضمن المرحلة الأولى «بحث الفكرة» التي سيتم فيها اختيار 100 مشروع، ودعم الفكرة الواحدة بقيمة 10 آلاف درهم، بإجمالي مليون درهم سنوياً، ومن ثم الانتقال لمرحلة «النموذج الأولي» والتي ستشمل من 10 إلى 45 مشروعاً، تدعم بقيمة تبلغ من 200 ألف درهم إلى مليون درهم، بإجمالي 9 ملايين درهم سنوياً. أما المرحلة الثالثة، فهي «مرحلة الاحتضان» والتي تشمل من 5 إلى 10 مشاريع، بتكلفة من مليون إلى مليوني درهم، بإجمالي يصل إلى 10 ملايين درهم سنوياً، ليكون المجموع 20 مليون درهم سنوياً. وعلى مدى خمس سنوات، يتم استثمار الـ 100 مليون درهم في دعم الابتكار والأفكار الريادية ومشاريع الطلبة. ويأتي ذلك بما ينسجم مع «وثيقة الخمسين عاماً» والتي نصت في بندها السادس على تحويل الجامعات الوطنية والخاصة إلى مناطق حرة تسمح للطلبة بممارسة النشاط الاقتصادي الإبداعي، وتمكين هذه المؤسسات التعليمية من تخريج رواد أعمال وبناء وتطوير شركات.