أحمد مرسي، لمياء الهرمودي (الشارقة)

أكد الدكتور طلال أبوغزالة، رجل الأعمال، ضيف شرف الدورة التاسعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، أن العالم العربي في حاجة ماسة لتطوير منظومة التعليم وآلياته ومخرجاته، بما يتناسب والواقع الحالي الذي يعيشه العالم من تطورات متسارعة ومتلاحقة طالت جميع المجالات.
وقال لـ «الاتحاد»، إن الجهود العربية التي تنفذ حالياً على أرض الواقع، مجرد «جهود»، لا ترتقي بما هو مطلوب تحقيقه، وخطوات ومبادرات تحتاج إلى مساع أكثر للارتقاء والنهوض بالتعليم ومخرجاته، والعمل على خلق عقول مبتكرة مخترعة، وتجنب تخريج عقول وخريجين حافظين فقط غير مطبقين على أرض الواقع، أو غير مسلحين بالتقنيات الحديثة والثورة التكنولوجية التي نعيشها حالياً.
وذكر أن الطالب العربي يتم تلقينه في غالب الدراسات، ولا يكون له أي حرية في اختيار ما يملى عليه من أفكار وموضوعات، غالباً ما ينساها أو تغيب عنه، بمرور السنوات والخبرات الحياتية، وبالتالي لا يستفيد منها في حياته العملية المستقبلية، مما وجب على الأنظمة العالمية إدراك مثل هذه الأمور ومنح الطلاب الفرص للإبداع والابتكار، وأن يكون لهم بصمتهم الخاصة في صناعة حاضرهم ومستقبلهم. وأضاف الدكتور طلال أبوغزالة أن العالم يتغير من حولنا بصورة كبيرة، وأن الذكاء الاصطناعي، طال كل المجالات، التكنولوجيا، الزراعة، الصناعة، ويجب على العالم العربي بذل جهوده في أن يكون ضمن هذه المنظومة صانعاً ومبتكراً لا أن يكون مستخدماً فقط أو ممارساً للبعض منها.
ونوه بأن العالم الآن يعيش تحدياً مهماً، فيما يتعلق بالاحتباس الحراري، وخاصة أن التقارير تثبت أنه في حال عدم وجود أي جهود حقيقة من قبل البلدان المعنية والمؤثرة في هذا الأمر، فإن البشرية كلها ستكون معرضة لتهديد كبير، مؤكداً ضرورة أن يكون هناك مساع من الدول الصناعية الكبرى كأميركا والصين، في تنفيذ جهودهم ومساعيهم لتدارك هذا الأمر، وأن الواقع يؤكد مقدرتهما، من خلال اتخاذ بعض الإجراءات الحقيقية وتنفيذها.

المحبة عطاء
وقال أبو غزالة، إنه ووسط هذه الأمور وما يتعرض له العالم من نكبات وكوارث، تبقى هناك حقائق إنسانية ثابتة، وهي أنه بالمحبة يستطيع الإنسان أن يحقق الكثير والكثير على أرض الواقع، وأن يغير ويتغير للمصلحة العامة، وترتقي وتنهض المجتمعات، فمن خلالها «المحبة»، يظهر التصميم على العطاء وحب التميز والتفوق وعلو الأوطان، وبها أيضاً تتشكل الإرادة والعزيمة وتحقيق الذات وبالتالي التميز والبذل والنجاح.
وتابع: «لا يمكن أن تحب ولا تٌحب من قبل الآخرين، فالحب أقوى فيروسات الدنيا، عبر العصور، وعلينا أن نتحلى به فيما بيننا، وأن نسعد أنفسنا والآخرين، وكذلك التحلي بالصبر والبساطة، فكلما ازداد الإنسان علماً ازداد تواضعاً، وأيقن كذلك أن الكون به الكثير والكثير من العلم وبالتالي فهو لم يعلم شيئاً».
ولفت إلى أن من أهم الأشياء والمبادئ والحكم التي يجب أن نتعلمها في حياتنا بصورة عامة، أن نتحلى بـ «السكوت والابتسامة»، فهما يعتبران من أقوى أسلحة النجاح، لتجنب الصراعات والحديث الطويل غير المفيدة وغير المجدي، كما ويدرك الإنسان أن هناك حقيقة واضحة تشجعه على البذل والعطاء ما أحياه الله وهي: «أن الراحة مضّرة بالصحة»، وبالتالي عليه بالعمل ما دام قادراً في الحياه.
وأوضح أن الإمارات وقيادتها الرشيدة تعطي دروساً يقتدى بها في العطاء وحب الإنسانية والمحبة، وأن القيادة الرشيدة للبلاد استطاعت أن تغرس المحبة في نفوس أبنائها ومن يقيمون على أرضها، وبالتالي عشق الكل وطنه، ويسعى لخدمته وأن يكون مخلصاً في عمله معطاءً فيه.
وأفاد رجل الأعمال المعروف بأنه عاش قصة صنعتها المعاناة، وأن الإنسان يستطيع دائماً أن يحول نقمته التي عاش فيها لنعمة سيعيش فيها، وأن مسيرة الطموح غالباً ما تكون حافلة بالإنجازات الفريدة، وأنه استطاع طوال مسيرته الحياتية «82 عاماً، أن يغير التحديات إلى فرص ومكتسبات حققت له الكثير من النجاحات التي يرضى عنها».
وقال: إنني فخور بهذا الاختيار الذي خصني به منتدى الشارقة للاتصال الحكومي، وأن أكون ضيفاً لدورته الحالية «9» في موضوع مهم يتعلق بالتواصل بين الأفراد والجهات والحكومات، وأن أقدم تجربتي التي بدأتها في المحاسبة من داخل صندوق سيارة، إلى أن وصلت لما أنا عليه – ولله الحمد – عربياً ودولياً.