علي معالي (الشارقة)
لم تكن «النقطة التاريخية» التي حصل عليها المنتخب الفلسطيني بتعادله السلبي مع المنتخب السوري القوي، مفاجأة للمتابعين من قرب للكرة الفلسطينية، حيث كان المنتخب قد نجح في التأهل إلى نهائيات النسخة الماضية في أستراليا، كما أن نتائج «الفدائي» في المباريات الودية كانت لافتة، حيث تعادل مع كل من الصين وإيران (1/1)، وفاز على باكستان 2/ 1، ولم يخسر إلا من العراق بهدف.
لقد دخل المنتخب الفلسطيني مباراة سوريا وهو يملك مزيداً من الثقة والخبرات، معتمداً على 9 لاعبين محترفين بدا أنهم قادرون مع زملائهم على كتابة تاريخ جديد، وهو ما فعلوه بالفعل بالحصول على أول نقطة للمنتخب الفلسطيني في نهائيات آسيا.
وتضم قائمة المحترفين في المنتخب الفلسطيني عدداً من اللاعبين الذين ولدوا ونشأوا في دول أخرى وهم، الحارس عمرو قدورة وهو من مواليد السويد ويلعب لنادي لانسكرونا، والمدافع دانييل مصطفى «الأرجنتين» ويلعب لنادي سارمينتو الأرجنتيني، والمدافع جاكا «سلوفينيا» ويلعب لنادي برافو السلوفيني، والمدافع أليكسيس باتريسيو «تشيلي» ويلعب لنادي ديبورتيس ميليبيا التشيلي، ولاعب الوسط جوناثان «تشيلي» ويلعب حالياً لنادي هلال القدس، وبابلو برافو (تشيلي) ويلعب في معهد البيرة الفلسطيني، وياسر إسلامي (تشيلي) ويلعب لنادي كوكييمو أونيدو، ونظمي البدوي (أميركا) ويلعب لنادي أف سي كونكنناتي ومعهم محمود وادي المحترف في المصري البورسعيدي.
ولعل من عوامل الاستقرار والتميز في صفوف المنتخب الفدائي أن المدرب الجزائري نور الدين ولد علي يعمل مع الفريق منذ سنوات طويلة، حيث كان متواجداً أيضا في الجهاز الفني الذي كان يقوده المدرب السابق جمال محمود، والذي حقق مع الفدائي نتائج مبهرة، سواء بالفوز من قبل بكأس الاتحاد الآسيوي أو التأهل لآسيا 2015، وعندما استقال جمال محمود تم تكليف نور الدين بقيادة الفريق، علماً بأنه سبق للمدرب الجزائري أن أشرف مرتين على تدريب المنتخب الفلسطيني، كانت الولاية الأولى بين 2009 و2010، ثم الولاية الثانية من 2016 حتى 2017.
يقول نور الدين ولد علي: «أي مدرب يتمنى وجود لاعبين محترفين في صفوف فريقه، باعتبار أن اللاعب المحترف عادة يملك خبرات تراكمية مهمة يمكن الاستفادة منها، خاصة مع فريق مثل المنتخب الفلسطيني يعاني قلة الخبرات، بوجود هؤلاء اللاعبين يبدو الفارق كبيراً بين ما نقدمه الآن وبين عروضنا ونتائجنا في أستراليا، وهو ما ألمسه من أداء وسلوك اللاعبين داخل وخارج الملعب، وجود المحترفين يضاعف طموحاتنا، ويمنحنا الثقة في مواصلة المشوار في البطولة».
وقال نور الدين ولد علي: «لا يهمنا أين ولد اللاعب أو أين يعيش، لأنهم كلهم أبناء فلسطين، كل ما يهمنا أن يكون اللاعب قادراً على أن يؤدي ما نريده في التدريبات لكي يطبقه وينفذه في المباريات».
وأضاف: «الأهم أن يكون اللاعب قادراً على خدمة مصالح الفريق بالطريقة التي نريدها، وهذا يجعل عناصر الفريق تقدم أقصى ما لديها في التدريب، ومن الممكن ألا تجدوا عدداً كبيراً من المحترفين في أرض الملعب، لأن الجاهز هو من ندفع به في المباريات».
وتابع: «لا توجد لدينا عقدة اسمها اللاعب المحترف في المنتخب الفدائي، وأنا متفائل بالبطولة، وكل ما يهمني حالياً بعد مباراة سوريا، أن نفكر في مباراة أستراليا، وندرك خطورة المباراة، لكن الفدائي جاهز بعزيمته وحرصه على أن يظل اسم فلسطين يتردد في كل المدرجات».
البهداري: حان وقت الاعتزال!!
يعتبر عبداللطيف البهداري واحداً من أصحاب الخبرة الكبيرة في صفوف المنتخب الفدائي، حيث خاض 90 مباراة دولية بما فيها مواجهة سوريا، ولعب البهداري دوراً كبيراً في إيقاف خطورة الثنائي السوري الخطير عمر خريبين وعمر السومة، من خلال قوته البدنية، البهداري كان قد أكد قبل المباراة أنهم قادرون على إيقاف خطورة الهجوم السوري. ومع الفرحة الكبيرة بالنقطة التاريخية في أمم آسيا، قال البهداري: حان وقت الاعتزال، حيث إنها أفضل فرصة بعد مشوار طويل، وسيكون ذلك عقب الانتهاء من أمم آسيا. وأضاف: قدمنا مباراة كبيرة، ولم نحاول اللعب بخشونة، حتى أن حالة الطرد التي تعرض لها محمد صالح كانت مثيرة للجدل؛ لأنه لم يتعمد إيذاء لاعب سوريا، نجحنا في تضييق المساحات، وبعد الطرد تمت بعض التعديلات في المراكز لسد الثغرات.
وتابع: مباراة أستراليا ستكون قوية للغاية، وسوف نفعل كل ما في وسعنا للتعامل مع خطورة وقوة المنتخب الأسترالي، وعزيمتنا كبيرة في هذه النسخة، التي أرى أنها رائعة في كل شيء، الإمارات تنظم بطولة مثالية وهو ما شعرت به منذ وصولي لبلد زايد الخير، التي تحتضن الجميع بمنتهى الود والمحبة. وقال: النسخة الحالية تختلف كثيراً بالنسبة لنا عن أستراليا 2015، في البطولة الماضية كنا نحتفل بالتواجد ضمن الكبار، أما في هذه البطولة فإننا نريد التأكيد على أننا نسير بكرة فلسطين نحو مستقبل أفضل، وعلينا أن نفكر في التأهل للدور الثاني.
محمد صالح: قادرون على الفوز أمام أستراليا
أكد محمد صالح مدافع المنتخب الفلسطيني، أنه لا يستحق الطرد، وعند العودة لشريط المباراة فإن الجميع سوف يتأكد أنني تعرضت لظلم كبير. وقال: المباراة جاءت قوية، ومع كل الاحترام، فقد نجحنا في إيقاف خطورة السومة وخريبين، وقدمنا مباراة كبيرة أمام هجوم قوي، نمتلك عناصر متميزة في الدفاع والوسط أيضاً، كان هدفنا خطف نقاط المباراة.
وتابع: لن يتأثر «الفدائي» بما حدث، وستكون مباراة أستراليا المقبلة محطة جديدة من التحدي، وما نطلبه من جماهيرنا الوفية التي حضرت بكثافة أمام سوريا، أن تواصل دفعنا للأمام، غيابي لن يؤثر لأن هناك عناصر قوية تمتلك نفس الروح والعزيمة القتالية. واختتم قائلاً: تابعنا مباراة أستراليا ضد الأردن، ونحن قادرون على تحقيق الفوز عليهم، وخسارتهم أمام «النشامى» لن تكون وسيلة ضغط علينا.
مراعبة.. من سجن أمم 2015 إلى أفراح 2019
يعتبر سامح مراعبة واحداً من لاعبي المنتخب الفلسطيني الذين صنعوا الفرحة أمس الأول، وقد تعرض هذا اللاعب لموقف صعب للغاية، ففي النسخة الماضية كان جاهزاً للمشاركة مع المنتخب، ولكن تم اعتقاله من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي ليتم سجنه 6 أشهر، ولم يستطع أن يلعب مع زملائه، ولكن تغير الوضع في 2019، حيث عبر اللاعب عن سعادته الكبيرة قائلاً: «تمنيت أن أكون في النسخة الماضية أيضاً».
وأضاف: لعبنا ضد منتخب قوي، وظروف الطرد أثرت علينا، وهذه النقطة الأولى نهديها لشعبنا الفلسطيني، وعلينا أن نبذل الجهد الكبير لإسعاد شعبنا.