«الإمارات للفضاء»: مشروع «المريخ 2117» خدمة للبشرية
إبراهيم سليم (أبوظبي)
كشف الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء عن أن أكثر من 600 شخص يعملون في مشروع «مسبار الأمل» نصفهم من المواطنين ومتوسط أعمارهم يتراوح بين 30 و35 عاما ما يدل على أن طاقم العمل في هذا المشروع شابا، مؤكدا أن لدى الدولة طموحات كبيرة يمكن تحقيقها من خلال الشراكات والتعاون حيث أبرمت وكالة الإمارات للفضاء أكثر من 13 اتفاقية مع أكثر من وكالة فضاء حول العالم منها وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، جاء ذلك خلال فعاليات منتدى «أسبن أبوظبي» للأفكار الذي اختتمت فعالياته أمس.
وقال: إن حكومة الإمارات أدركت أن الفضاء قطاع ضروري لابد من تطويره لأنه جسر نحو المستقبل ومنذ عدة أعوام عملت الدولة عدة مبادرات في مجال الفضاء ولديها نطاق من الأبحاث في مجال الفضاء هو الأكبر في المنطقة كما أنها تمتلك وتدير 6أقمار صناعية وأطلقت أول مهمة فضائية عربية إسلامية «مسبار الأمل».
وأشار إلى أن إعلان الإمارات عن (مشروع المريخ 2117) حظي بتقدير القادة والحكومات وهو يأتي ليس فقط لخدمة الإمارات وشعبها فحسب بل خدمة المنطقة والعالم برمته.
فيما تحدث الدكتور اوبري دي غري، كبير خبير علم الجينات حول علاقة الشيخوخة بتوقف العمر، ويجب أن يؤمن الجميع بأهمية البقاء أصحاء، من أجل إطالة عمر الإنسان، مشيراً إلى أن 75% من البشر يموتون بأمراض كبر السن، وأن مسألة الرعاية الصحية مهمة وان هناك نقطة هامة تكمن في صعوبة تضامن المجتمع مع فكرة أن الشعوب قررت عدم الخوض في هذا الوضع ولو كانت مسألة محاربة التقدم في العمر قضية خاسرة.
وحول الحياة الصناعية وإطالة العمر للإنسان، أكد الدكتور براد بيركنس، كبير الموظفين الطبيين في مؤسسة (هيومان لونجيفيتي إنك)، أن علم الجينات حقق القدرة على استخدام الحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة، إلى جانب التمكن من تحليلها وتفسيرها وتكوين أكبر ترتيب للجينات البشريه، مبيّناً أن 24% من السيدات في أميركا يتوفين في عمر 47 سنة بينما متوسط عمر الرجال يصل إلى 39 سنة، وأن الأبحاث التي تقوم بها المؤسسة تسعى لمساعدة الأشخاص الذين يتوفون في سن مبكرة.
من جهته، قال الدكتور أنتوني عطا الله، مدير معهد «ويك فورست للطب التجديدي»: «بدأنا باستزراع أول عضو مخبري في جسم الإنسان وأحدثنا نقلة في تجديد الأعضاء البشرية، ولكن هذا العلم يواجه تحديات كبيرة تتجلى في عدم توفر الأعضاء من جهة ورفض جسم المريض للعضو المستزرع من جهة أخرى».
وأشار إلى ارتفاع أعداد المرضى على لائحة انتظار استزراع الأعضاء إلى 6 أضعاف في الوقت الحالي، لأن الإنسان يعيش حتى عمر أطول وتزداد نسبة الشيخوخة.
ولفت إلى أن المعهد في أميركا يركز على أخذ قطعة جلد أو جزء من الخلايا الجذعية، بحجم طابع البريد من المريض ويعالجها ويعيد إنتاجها ويعيد رش الخلايا على جسم المريض، منوهاً بأن هذه التقنية لتجديد الأعضاء تستخدم في 10 مراكز في الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً نجاح هذه التقنية الحديثة كذلك وإحداثها تقدماً لخدمة مرضى الفشل الكلوي وإنقاذ عدد منهم من الموت عبر استزراع خلايا في الكلى، إلى جانب دمج الخلايا الجذعية بجسم المريض.
بدورها أكدت الدكتورة مها بركات مدير عام هيئة الصحة أبوظبي أنه تم الانتهاء من إنشاء نحو 30 في المئة من مركز سرطان الأطفال المتخصص في زراعة النخاع للأطفال والذي تنفذه vps في مدينة محمد بن زايد والذي سيوفر أيضاً العلاج للأطفال المصابين بالسرطان.
وأكدت أن الهيئة تولي أهمية لسد العجز في التخصصات الطبية النادرة وتقدم أوجه الدعم للقطاع الخاص للاستثمار في الرعاية الصحية وتوفير الخدمات وعلى وجه الخصوص في التخصصات النادرة. موضحة أن الخطة الاستراتيجية لتحسين القطاع الصحي تعتمد على تشجيع الاستثمار بالنسبة للقطاع الخاص الذي يلعب دوراً مهماً في توفير الشواغر للتخصصات الطبية المطلوبة.
وأكدت أن أبوظبي شهدت نقلة نوعية في جميع المجالات ومن بينها الصحة منذ عام 2007، حيث شهد تطبيق نظام التأمين الصحي وأنه حدث تحول في العمل والارتقاء بجودة الرعاية الصحية، وتكون لدى الهيئة بيانات ضخمة ومنها سجل خاص بالأمراض المزمنة.
ولفتت إلى أن المجال الصحي في أبوظبي حقق إنجازا خلال سنوات قليلة بينما استغرق ذلك عشرات السنين في دول أخرى، منوهة بأن أبوظبي لديها مبادرات في مجال الرعاية الصحية ومنها المصفوفات التي يتم تقييمها وبعدها تظهر النتائج.وأشارت إلى أن وفيات الأمراض تتفوق على وفيات الحروب العالمية، إذ توفي في الحرب العالمية الأولى 17 مليون شخص، وفي الحرب العالمية الثانية 60 مليون شخص، بينما قضى مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» على 80 مليوناً.وأوضحت بأن إرث القرن العشرين هو ما سيطلق عليه تطوير الأمصال، حيث يتم علاج مرضى السكري والقلب وغير ذلك وعلاج الأعراض، مضيفة أن الهدف هو إطالة عمر الإنسان والوصول إلى 130 سنة، لافتة إلى أن متوسط عمر المرأة في دولة الإمارات 78 عاماً لكن هناك أمل أن يكون المستقبل أفضل، وفي محور «الفضاء: الحياة المستدامة خارج الأرض»، تحدث الدكتور باز ألدرن، رائد فضاء من بوز ألدرن للمشاريع، والدكتور أندرو ألدرن، مدير معهد بوز ألدرن، عن «مستقبل البشرية على كوكب المريخ: وأكدا أن ما تقوم به دولة الإمارات في مجال الفضاء، سيكون له دور كبير في خلق جيل من العلماء الإماراتيين الشباب لخدمة البشرية.
برنامج لمتابعة النقص في التخصصات الطبية
أوضحت مها تيسير بركات، بأن أبوظبي دائماً ما تقوم بمبادرات لرعاية المرضى وتقديم الخدمات لهم، ومن إحدى المبادرات الأساسية؛ البدء في برنامج «ماتريكس» داخل المستشفيات، إذ قمنا بعمل مصفوفات لحساب المخاطر، حيث قمنا بتغطية 74 مستشفى وتلقينا منها تقارير كمية عن المصفوفات المستهدفة لنقاط محددة يتم تقييمها، كما لدينا مخطط يخبرنا أي من المستشفيات التي تعمل بشكل جيد فيما يتعلق برضا المرضى والنتائج ومعدلات الإشعاع، كما أن هناك فريقا يتابع لحظة بلحظة النقص في التخصص الطبي بأي مستشفى، وأيضاً يخبرنا بأي من المستشفيات التي لا تعمل بشكل جيد ونسبة الخطر على المرضى، ونقوم باتخاذ إجراءات فورية فيما يتعلق بهذا الشأن، لذا فإن عملنا استباقي لمنع حدوث الخطأ الطبي الذي يضر بصحة المرضى.