استعرض عدد من القيادات النسائية في الدولة تجاربهن المتميزة والتحديات التي واجهنها لبلوغ تلك المكانة خلال الملتقى الذي نظمته جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تحت شعار “ المرأة بين تحديات الحاضر وطموح المستقبل “ . وبحسب معطيات إحصاءات جامعة الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا لسنة 2009 فإن نسبة الخريجات من الإناث تفوق نسبة الخريجين من الذكور بحوالي الضعفين ، كما بينت إحصاءات مركز الإمارات للدراسات والبحوث أن النساء الإماراتيات يشغلن 22.5%من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي ، إضافة إلى 10% من عضوية السلك الدبلوماسي، في حين تشغل نسبة 30% وظائف قيادية مرتبطة باتخاذ القرار و66% من الوظائف بالقطاع الحكومي ، وتضم الحكومة الاتحادية الحالية أربع نساء ضمن عضوية مجلس الوزراء. حضرت الملتقى الشيخة عائشة بنت خالد بن محمد القاسمي رئيسة جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي نائبة رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وعدد كبير من الشخصيات النسائية البارزة في المجتمع وزوجات سفراء وقناصل لدى الدولة وعدد من سيدات الأعمال. ويهدف الملتقى للتعريف برسالة الجمعيات النسوية في الدولة وتحليل مشاركة المرأة الإماراتية في مؤسسات المجتمع المدنى بالإضافة إلى إبراز وتعزيز دورها في جميع المجالات وإلقاء الضوء على أهم الصعوبات والتحديات التي واجهتهن . وأكدت نائبة رئيس الجمعية الشيخة مجد بنت سعود القاسمي في الكلمة التي افتتحت بها الملتقى أن المرأة في دولة الأمارات اقتحمت كافة مجالات الحياة العامة حيث لم تعد موضوع نقاش وجدال ، فالواقع يشهد بقدرات المرأة الهائلة والمبدعة في أغلب مجالات العمل والإنتاج ، مما يزيد القناعة الواعية للترابط الوثيق بين ضرورات التنمية والتطور الاجتماعي وضمان حقوق المرأة والتأكيد على إسهامها في الحياة العامة . وقالت إن المرأة قد حققت عدداً من المكاسب والإنجازات المضيئة بدعم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ‘’طيب الله ثراه’’ مؤسس الدولة وباني نهضتها الحديثة الذي أتاح كل فرص التعليم وحرص على تشجيعها لاقتحام كافة ميادين العمل وتحقيقها مكاسب تشريعية تكفل حقوقها الدستورية . وذكرت القاسمي أن النهضة النسائية في دولتنا الحبيبة بدأت في العام 1967 م بولادة أول جمعية في الإمارات “جمعية الاتحاد النسائية في الشارقة “ بإدارة المغفور لها الشيخة نوره بنت سلطان القاسمي ومجموعة من نساء الوطن المبدعات اللواتي خصصن جهدهن وطاقاتهن لخدمة هذا التجمع النسوي . وقالت من هنا كانت بداية انطلاق الاتحاد النسائي العام الذي تحملت مسؤوليته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام ، لتلتقي بسيدات المجتمع وتحثهن على إعداد أنفسهن والسهر على نجاح رسالتها تجاه الوطن والمجتمع، حيث قامت سموها بحملة واسعة لمحو الأمية كما أنها اعتبرت الأمية عدوها الأول وعليه أنشأت سموها جمعية نهضة المرأة الظبيانية كأول تجمع نسائي في الدولة. ومن جهتها ركزت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي في كلمتها على المرأة المعاقة التي هي جزء مهم من المجتمع وينبغي إشراكها بمثل هذه المناسبات، وسلطت الضوء في حديثها على دور المرأة الفعال ومسؤوليتها الكبيرة تجاه أحد أفراد الأسرة من ذوي الإعاقة، وتطرقت إلى دور أم المعاق في تحمل العبء والمسؤولية والجهود التي تسعى من خلالها إلى تجاوز كامل الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تتعرض لها من وراء اهتمامها بتقديم الرعاية من كل جوانبها والتي في الغالب تعرض حياتها الأسرية للفشل أو للعيش في عزلة عن المجتمع، وذلك حسب قدراتها وطاقة تحملها للمصاعب والمتاعب وهي امرأة مثالية تستحق كامل التقدير. وأشارت أيضا إلى أخت المعاق التي هي امرأة يمكن أن تكرس حياتها لتحمل مسؤولية الرعاية وقد يتسبب ذلك في تأخرها في الزواج وفي الغالب تعاني من نظرة المجتمع القاصرة، وأوضحت أن للمرأة المعاقة الحق كغيرها في الحياة العادية ويمكن أن تحقق إنجازات كبيرة إذا حصلت على التأهيل والرعاية والتمكين ومن ثم دمجها في المؤسسات الاجتماعية . وذكرت الشيخة جميلة القاسمي الكثير من الأمهات المثاليات والنساء من ذوات الإعاقة تجاوزن إعاقتهن بتحد وطموح في تحقيق الأمل للعيش حياة اجتماعية كغيرهن من النساء والتي تأثرت بشخصياتهن وكن قدوة ومثلاً لها ومن بينهن على سبيل المثال لا الحصر: كلثم عبيد، ميرة بن هندي، إخلاص قعفراني، جافيا علي، ندى شهاب.