أسامة أحمد (الشارقة)

تكشف كل مشاركة لمنتخباتنا وأنديتنا في البطولات الخليجية والعربية، أن معظم لاعبينا يفتقدون لمواصفات اللعبة الحديثة، التي تعتمد على طول القامة، والتي تصل لأكثر من 190 سم على أقل تقدير، مما يكون له المردود السلبي على محصلة النتائج، وخاصة أن عامل الطول يلعب دوراً حاسماً في الطائرة الحديثة.
السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى تظل مواهب الطائرة دون المواصفات الحديثة للعبة، ومن المسؤول؟!
يرى عبدالله زويد، مدير الفريق الأول بنادي العين، أن الأندية هي المسؤولة، ولكن يجب على الاتحاد وضع الخطط للأندية، والعمل على تشجيعها، ووضع الحوافز من أجل انتقاء لاعبين بمواصفات اللعبة الحديثة، مبيناً أن النادي الذي يفرخ لاعبين بمواصفات اللعبة الحديثة، يجب أن يكون له حافز من الاتحاد، بمنحه 10 نقاط إضافية في الدوري على صعيد المراحل السنية.
وأشار زويد، إلى أن المراحل السنية بحاجة إلى هزة قوية ، حتى تفيق من نومها العميق، لتفريخ اللاعبين بمواصفات حديثة، مبيناً أنه حان الوقت لعودة الأندية إلى الكشافين، وصولاً إلى المواهب التي يكون لها المردود الإيجابي على الأندية والمنتخبات الوطنية المختلفة. وقال أحمد حمزة، مدرب الناشئين بشباب الأهلي دبي: إن 90% من مدربي المراحل السنية همهم الفوز والوصول إلى منصات التتويج دون البناء، وكشف أن بعض المدربين يركزون على لاعبين فقط، والبقية «تكملة عدد»، مما يكون له المرود السلبي في عملية التكوين، والوصول إلى مواهب بمواصفات اللعبة الحديثة، التي تعمد على الأطوال، فعلى سبيل المثال يجب أن يكون طول اللاعب في الأشبال أ وب أكثر من متر، والشباب 180 سم، والرجال أكثر من مترين، من أجل التطوير حتى ينعكس ذلك على فرق المراحل السنية، ويقطف الفريق الأول ثمار ذلك، إضافة إلى المنتخبات السنية.
وقال: يجب أن يعمل مدرب المراحل السنية على تطوير مهارات 12 لاعباً، ورفع شعار البناء والتفريخ، حتى يصل اللاعب إلى الفريق الأول والمنتخبات الوطنية المختلفة، وهو يملك مواصفات اللعبة الحديثة التي تؤهله لتفجير مواهبه.
ويواصل حمزة حديثه عن روشتة التطوير العاجلة، مبيناً أنه يجب أن يتم اختيار اللاعبين في المراحل السنية، وفق نهج مرسوم ومدروس، وعدم الاستعجال لأن الهدف ليس وقتياً، يتمثل في البناء دون التفكير في تحقيق البطولات، وخصوصاً أن القاعدة الصحيحة هي أساس النجاح.
وقال: يجب على المدرب توفير الأدوات الفنية المساعدة على تطوير اللاعبين في قطاع حيوي ومهم بحجم المراحل السنية، من أجل رفد الفريق الأول والمنتخبات المختلفة بلاعبين يملكون مواصفات اللعبة الحديثة في جميع المشاركات.
ويرى خالد وليد، اللاعب الدولي السابق، أن المستوى الحالي لا يؤهل أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية المختلفة للمشاركة في البطولات الخارجية، في ظل التراجع المخيف، ليس على صعيد الطائرة وحدها، وإنما معظم الألعاب الجماعية.
وأرجع وليد، غياب المواهب بمواصفات اللعبة الحديثة، إلى عدم رغبة اللاعبين، وغياب الطموح لديهم من أجل تطوير مهاراتهم، وخصوصاً أن الماديات غلبت على رغبات هؤلاء اللاعبين، من أجل إبراز أنفسهم، والوصول إلى النجومية.
وأشار إلى أن لاعب الطائرة «زمان»، كان لديه الطموح، وهدفه واضح هو الوصول إلى المنتخب الأول، بعد أن يقوى عوده في المنتخبات السنية المختلفة، فعندما يصل المنتخب الأول يكون في أوج مستواه، وبالتالي يترك بصمته خلال مشاركاته مع «الأبيض».
ووصف وليد، الواقع الحالي للعبة بأنه «مرير»، مبيناً أن البناء يحتاج إلى عمل كبير وفترة طويلة من أجل تغيير الفكر الحالي للاعبين، وخصوصاً أن المسؤولية مشتركة بين القائمين على أمر الرياضة والأندية، الشريك الأصيل مع الاتحاد في توفير أدوات التطوير، وصولاً إلى لاعبين بمواصفات الطائرة الحديثة.
وحمّل وليد، مسؤولية الاتحاد في قلة مشاركات منتخب الرجال، مبيناً أن ذلك لا يتم بصورة صحيحة. وقال: حان الوقت من أجل التركيز على قطاع المراحل السنية بصورة صحيحة، والعمل وفق نهج مرسوم ومدروس، من أجل اكتشاف خامات جيدة في اللعبة، يتم تدريبها بشكل صحيح على أساسيات الطائرة، وزرع مفهوم وثقافة التطوير لدى اللاعبين، حتى يكون الناشئ متسلحاً بهذه الثقافة، التي تساعده في تحقيق طموحاته المطلوبة في الصالات.