هدى جاسم (بغداد)

بدأ الزعماء السياسيون، وعلى رأسهم الرئيس العراقي برهم صالح، جولة ماراثونية في المباحثات التي أشعلتها عملية انسحاب رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، من تشكيل الحكومة، التي فشل في التوصل لاتفاقات من أجل تمريرها بين السياسيين، فيما كشفت مصادر من رئاسة الجمهورية لـ(الاتحاد)، أن الرئاسة تسلمت سيراً ذاتية لعدد من المرشحين بشكل انفرادي، خارج ترشيح الكتل السياسية.
وعقد صالح خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، عدة اجتماعات مع قادة الأحزاب والكتل السياسية، من أجل التوصل إلى حلول خلال الفترة التي منحها الدستور الخمسة عشر يوماً لتكليف شخصية بعيدة عن الجدل، تشكل حكومة مؤقتة بديلة عن حكومة عادل عبد المهدي المستقيل، والذي فضل الغياب الطوعي عن مهامه منذ أمس، وتكليف أحد نوابه لإدارة جلسات مجلس الوزراء.
وأشارت مصادر، إلى أن صالح تسلم طلبات ترشيح شخصيات لرئاسة الحكومة المقبلة من جهات مختلفة، بينهم أساتذة جامعات، فيما أشارت المصادر إلى أن صالح قد يقدم أكثر من مرشح لتولي المهمة، من أجل اختيار أحدها من قبل الزعماء السياسيين في البلاد.
وفي وقت سابق، تحدث القيادي في التيار الصدري، رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية السابق، حاكم الزاملي، عن محاولات تجريها قوى سياسية بارزة، لترشيح خمس شخصيات لرئاسة الحكومة المقبلة.
وقال الزاملي: إن «الكتل المعترضة التي أفشلت مهمة علاوي، بدأت تكثف من مفاوضاتها، من أجل تقديم مرشح بديل يضمن تحقيق مكاسبها وحصصها»، متهماً «رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وشخصيات أخرى بقيادة هذا الحراك».
وأضاف، أن «من بين الأسماء البديلة والمتداولة في اجتماعات هذا الحراك لرئاسة الحكومة، هي كل من فالح الفياض، ومحمد شياع السوداني، وقصي السهيل، وأسعد العيداني»، لافتاً إلى أن «كتل هذا الحراك تسعى إلى تشكيل جبهة برلمانية لتمرير مرشحها في البرلمان».
بدوره، قال النائب عن تحالف سائرون، رياض المسعودي: إن البرلمان سيُحل في حال فشله في منح الثقة للحكومة المرتقبة.
وقال‏ المسعودي: إنه «في حال فشل مجلس النواب في المرة المقبلة، بالتصويت على التشكيلة الحكومية، سيتم حلّه وإجراء انتخابات مبكرة».
وأضاف، أن «الدستور مـنـح رئيس‏ الجمهورية مهلة 15 يوماً للتكليف، بعد فـشـل عــرض الـحـكـومـة السـابقة على مجلس النواب»، لافتاً إلى أنه «في حال عدم التصويت المرة المقبلة
على تشكيل الحكومة، سيتم حـل مجلس الـنـواب، وإجــراء انتخابات مبكرة، لتكون هذه الخطوة آخر فرصة للبرلمان الحالي».
في السياق، قال النائب عن تحالف «الفتح»، مختار الموسوي، إن بديل رئيس مجلس الوزراء المكلف الذي اعتذر، سيفشل أيضاً في حال استمرار ضغط الكتل السياسية وإصرارها على تقسيم الوزراء حسب المحاصصة.
من جانبه، حث النائب منصور البعيجي، رئيس الجمهورية على تقديم مرشح قوي غير جدلي خلال‏ 48 ساعة، وعدم المماطلة والتسويف بتأخير تقديم المرشح لرئاسة الوزراء لحين انتهاء المدة الدستورية، كما حصل بتكليف المرشح السابق، الذي لم يستطع أن يمرر التشكيلة الوزارية داخل قبة البرلمان.