أبوظبي (الاتحاد)

قال سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت دائماً نموذجاً للتسامح والتعايش في المنطقة والعالم بفضل قِيمها وسياساتها، التي تشجِّع على الانفتاح وقبول الآخر، وتحترم التعدد العرقي والديني والمذهبي وحرية المعتقَد، وتجرِّم كل أشكال التمييز والكراهية والعنصرية، وتمد يدها بالخير إلى كل الشعوب المحتاجة إلى المساعدة في العالم، متجردة من اعتبارات الدين، أو العرق، أو الجنس، أو الطائفة، أو الموقع الجغرافي.
وأضاف سعادته في محاضرة ألقاها أمس الأول في مجلس الدكتور عبدالله المحياس، بحضور إبراهيم صوري سيلا، سفير جمهورية السنغال لدى الدولة، أن «وثيقة الأخوة الإنسانية»، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر الشريف، على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، في 4 فبراير 2019، برعاية ومشاركة فاعلة من قيادتها الرشيدة، حفظها الله، هي تجسيد حي لنموذج التسامح الإماراتي، وهدية الإمارات إلى العالم، بما تضمنته من مبادئ سامية لتعزيز نهج التسامح والحوار وقبول الآخر، وإعلاء قيم الأخوة الإنسانية والعيش المشترك بين أتباع الديانات المختلفة على مستوى العالم كله.
وقال: «إن تلك الوثيقة التاريخية غير المسبوقة، التي خرجت من أرض التسامح إلى العالم كله حاملة رسالة السلام العالمي والعيش المشترك بين أصحاب الديانات المختلفة، ومجسِّدة فلسفة دولة الإمارات العربية المتحدة ونهجها في العمل من أجل التسامح، تستحق منا، ومن كل المهتمين بنشر قيم التسامح والسلام في العالم، أن نعمل بقوة على وضع بنودها ومبادئها السامية موضع التطبيق، وأن نعلّمها لأبنائنا وشبابنا، حتى تكون خير زاد ومعين لهم في مواجهة موجات الكراهية والتطرف التي تغزو العالم كله من شرقه إلى غربه.
وتحدث سعادة الدكتور جمال السويدي عن دور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في نشر قيم التسامح، وأشار إلى رسالته الحضارية الرائعة، التي وجهها إلى العالم كله، بمناسبة زيارة قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر، حيث عبرت خير تعبير عن مبادئ هذه الوثيقة التاريخية ورسالة الإمارات السامية في مجال التسامح، حيث قال سموه موجِّهاً رسالته إلى كل البشر في العالم، وكل المؤمنين بالمصير المشترك للإنسانية:«إن الكون يتسع للجميع، والتنوع مصدر للثراء، وليس سبباً للصراع أو الاقتتال، لقد خلقنا الله متنوعين، لكي يكمل بعضنا بعضاً، ونتعارف ونتعاون من أجل الخير والسلام والنماء لنا جميعاً».
وأكد سعادته أن ترسيخ أسس الدولة الوطنية الحديثة في عالمنا العربي والإسلامي هو خيار لا بديل له، مشيراً إلى بعض العوامل، التي استقاها من تجربة الإمارات، وهي: عامل الوحدة الوطنية والتماسك الوطني، ووجود القيادة السياسية الحكيمة التي تملك الرؤية الطموحة والإرادة الصلبة لتحقيق نهضة الدولة، ووجود ثقافة التسامح والعيش المشترك.
وذكر أن عوامل بناء الدول الوطنية، وترسيخ أركانها، وتحقيق طموحاتها في التنمية والتطور، لم تعد لغزاً أو أمراً سرياً، فوصفة النجاح والتقدم باتت معروفة، وأولى خطواتها تحقيق الاستقرار والأمن في دولنا ومجتمعاتنا، وترسيخ أسس دولة المواطَنة وحكم القانون، وقيم التسامح والحوار والعيش المشترك، ومجابهة الأفكار المسمومة التي تروِّج لها الجماعات الدينية السياسية الظلامية.