أنجزت شركة مبادلة للتنمية نحو 30% من مشروع ''مربّعة الصوّة'' في جزيرة الصوّة المركز التجاري الجديد لأبوظبي ''منهاتن أبوظبي''، المقرر افتتاحه رسمياً مطلع العام ،2011 بحسب جون توماس المدير التنفيذي لوحدة العقارات والضيافة في الشركة· وقال توماس أمس إن الحي التجاري الجديد الذي تم اعتماده من قبل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني سيكون المركز التجاري الأرقى على مستوى الشرق الأوسط من حيث الخدمات والامكانات والتقنية المتوافرة والبنى التحتية والتخطيط والتنظيم، لافتا الى أن مربعة الصوة ستستوعب نحو 15 ألف موظف في حين سيقيم في الجزيرة نحو 30 ألف نسمة وسيعمل في الحي التجاري كاملا عند استكماله نحو 80 ألف موظف· وأوضح خلال جولة للإعلاميين في المشروع أن مربعة الصوة تتكون من 4 أبراج مساحتها 180 ألف متر مربع، اثنان منها بإرتفاع 30 طابقا والآخران بارتفاع 36 طابقا تحيط بالمبنى الجديد المخصص لسوق أبوظبي للأوراق المالية وهو المبنى المعلق على ارتفاع 30 متراً عن سطح الأرض ويصل ارتفاعه الأقصى الى نحو 50 مترا ويتكون من أربعة طوابق كل منها بمساحة ملعب كرة القدم تقريبا· كما يتضمن مشروع مربعة الصوة مولا تجاريا ضخما ومحلات للتجزئة ومطاعم بمساحة 22 ألف متر مربع وفندقين راقيين على جانبي المشروع إحداهما سيتم الاعلان عنه خلال الأسبوعين المقبلين ويتكون من 190 غرفة و130 جناحا فندقيا· ويخدم مربعة الصوة مبنى للمواقف يتسع لنحو 5200 سيارة تم حتى الآن إنجاز جزء كبير منه· وقال توماس إن المشروع سينجز في الوقت المقرر، حيث يتوقع افتتاح مربعة الصوة رسميا مطلع 2011 فيما سيتم تسليم المساحات التجارية للشركات المستثمرة في أول برجين مطلع النصف الثاني من عام 2010 والبرجين الآخرين خلال نهاية 2010 وكذلك السوق المالية· أما الفنادق فمن المتوقع إنجازها في عام ·2012 وتجري أعمال الإنشاء في المشروع في جميع الوحدات بالتوازي، حيث ارتفع مبنى البرج الأول بنحو 10 طوابق والبرج الثاني بنحو 9 طوابق والأبراج الأخرى بمستويات أقل وانتهت الشركة من إنجاز الأعمدة العملاقة التي سيعلق عليها مبنى السوق المالية· شبكة الطرق ولفت توماس الى أن الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 1,16 مليون متر مربع مملوكة بالكامل لشركة مبادلة وسيتم تطويرها على مراحل وبالتعاقد مع شركات محلية وأجنبية، موضحا أنه سيتم ربط الجزيرة بـ 13 جسرا كل جسر منها بثلاثة مسارات في كل اتجاه مع الحي التجاري مع جزيرة السعديات والريم ومدينة أبوظبي القديمة· وقال ''هناك جسران على وشك الإنجاز وهما الجسر الذي يعتبر إمتدادا لشارع الفلاح باتجاه الجزيرة وجسر آخر يربط الجزيرة بالمنطقة المحاذية لأبوظبي مول باتجاه مبنى البلدية''، مبينا أن هذين الجسرين سيتم الانتهاء منهما خلال العام الحالي· كما تجري أعمال الإنشاء أيضا في مبنى مستشفى كليفلاند كلينك الذي تقوم بتنفيذه شركة الدار العقارية· وبين أن مخطط الجزيرة يعتمد على نموذج متطور من البناء والتخطيط العمراني، إذ أن الشوارع ستكون من مستويين أحدهما للشاحنات والخدمات وآخر للسيارات الصغيرة والعادية كما سيكون هناك مسارات مظللة ومتصلة للمشاة وخطين للمترو والترام· ولفت إلى أن المشروع حصل على شهادة ''ليد'' الذهبية والتي تمثل إعترافا دوليا مهما بأن المشروع منسجم تماما مع مبادئ المباني الخضراء، وهو في الوقت ذاته مشروع يقوم على أساس مبادئ الاستدامة التي وضعها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني· الاستدامة وأوضح توماس أن المواد المستخدمة في المباني لها ميزات خاصة بحيث تسمح بدخول أكبر قدر من الاضاءة بدون حرارة، وهذا يتطلب استخدام أنواع خاصة من الزجاج، كما أنها مصممة بحيث يمكن استخدام أكثر من 86% من المساحات مقارنة مع نحو 60% في المباني العادية· وسيكون المركز متصلا بسهولة مع جميع النقاط الحيوية في المدينة والمطار الدولي الذي سيتمكن المقيمون من الوصول اليه في 30 دقيقة فقط من خلال طريق سريع مباشر· وبين أنه يجري العمل في إنشاء محطتين للتبريد بطاقة 160 ألف طن بمعدل 80 ألف طن لكل منهما، وتقوم شركة تبريد بإنشائهما، كما يجري إنشاء محطتين للكهرباء ونظام للماء المضغوط ومحطة لتنقية المياه وإعادة تكرير المياه المستخدمة لاستعمالها في أعمال الري· وعلى صعيد البنى الأساسية للمشروع، أطلع توماس الصحفيين خلال الجولة على النفق الذي يجري العمل به بطول 3,4 كيلو متر والذي سيكون شريانا رئيسيا لجميع الخدمات في الجزيرة من المياه والكهرباء والاتصالات وغيرها، وتقوم الرؤية على أنه في حال تطلب الأمر تطويرا أو تغييرا أو إصلاحا في المستقبل فإن كل الأعمال ستتم تحت الأرض ولن تعرقل حركة السير ولن تؤثر على مسار الحياة الطبيعية في الحي التجاري· وفي بيان صحفي صادر عن ''مبادلة'' قالت الشركة إنه ''من أبرز دلالات الأهميّة الاستراتيجيّة لجزيرة الصوّة أنّ مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني قد اعتمد الجزيرة لتكون الوسط التجاريّ الجديد لمدينة أبوظبي''· وإلى جانب هذا الدور الاستراتيجيّ الذي ستلعبه، فإن جزيرة الصوّة تتمتع كذلك بموقع استراتيجيّ، فهي نقطة تقاطع تلتقي عندها جزيرة الريم وجزيرة أبوظبي ومنطقة الميناء وجزيرة السعديات، مما يجعل منها وسطاً طبيعياً ومحوراً مركزياً للمدينة· موقع الجزيرة وقالت الشركة ''عندما وقع الاختيار على جزيرة الصوّة لتكون الوسط التجاري الجديد لمدينة أبوظبي، كانت هذه الجزيرة الطبيعية ما تزال أرضاً خالية لم تصل إليها يد العمران، وهذا الأمر يجعلها أشبه بصفحة بيضاء أو قطعة من القماش الخام تنتظر من يحوّلها إلى لوحة''· وقال الشركة '' أعطتنا جزيرة الصوّة ليس فقط فرصة لننشئ وسطاً تجاريّاً جديداً، وإنما فرصة لننشئ ذلك الوسط التجاريّ من الصفر ووفقاً لتصميم يفي بالمتطلبات ويلبي الاحتياجات وينسجم مع خطة أبوظبي ·''2030 وأوضحت أن الرؤية التي تسعى ''مبادلة للعقارات والضيافة'' إلى تحقيقها تستند الى مبادئ الفعالية والإستدامة والجودة· وقالت الشركة في بيانها إن جزيرة الصوة ستشكل بيئة عمرانيّة مستدامة، تشجع على استخدام وسائل المواصلات البديلة، وتشجع بشكل فاعل على إعادة تدوير المخلفات الصادرة عن الجزيرة وإعادة الإنتفاع بالمواد المستهلكة فيها· إضافة إلى ذلك، تتبنى الجزيرة وسائل لتقليص استهلاك موارد المياه، وتعتمد أساليب مبتكرة في هندسة المباني وتنسيق المناظر مصممة للحد من الحاجة إلى موارد الطاقة· ومن خلال الاستثمار في إقامة بنية تحتية للمواصلات، لا سيما من حيث توفير نظام للقطارات الخفيفة والثقيلة والمترو، سيتم الحد من الكثافة المرورية لحركة السيارات في الجزيرة· وللمساعدة أكثر في الحد من هذه الكثافة، توجد شبكة من المعابر المراعية لاحتياجات المشاة وشبكة من الممرات المخصصة لركوب الدراجات· من ناحية أخرى، فقد راعى المخطط الرئيسي للجزيرة توفير مسارب هوائية لتركيز تدفق نسائم الهواء وتوجيهها بشكل يعمل على تلطيف الأجواء وتهوية الجزيرة عن طريق استغلال الطاقة التبريدية للرياح· ومن جانبها، ستسهم المناطق المشجرة والمساحات المزروعة في تشتيت التراكمات الحرارية الصادرة عن المباني المجاورة لها، علماً بأن الجزيرة ستستخدم في تنسيق المناظر أصنافاً نباتية محلية معروفة بمقاومتها للجفاف، الأمر الذي يسهم في التقليل من استهلاك المياه· وإلى جانب تصميمها بشكل يؤدي إلى إيجاد مساحات مظللة في مختلف أرجاء الجزيرة، فإن هندسة المناظر على جزيرة الصوّة ستعمل أيضاً على التقليل من قابلية المباني لامتصاص الحرارة الناجمة عن وهج الشمس·كما أوضحت الشركة أنه ستستخدم الألواح الفوتو ولطية في أبنية الجزيرة ومنشآتها، لتعمل هذه الألواح على امتصاص الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها لتستخدم في مجالات شتى· كذلك، ستكسى المباني بواجهات خارجية مكونة من طبقتين، مع وجود حيز بين الطبقتين يعمل كتجويف هوائي عازل للحرارة، بحيث تنخفض حاجة المباني لتكييف الهواء· وستصمم المباني على الجزيرة بشكل يتيح الاستفادة القصوى من الإنارة الطبيعية، الأمر الذي يحقق خفضاً إضافياً في استهلاك موارد الطاقة·