تنشط شركات الصيانة وورش التكييف هذه الأيام لتلبية الطلب المتزايد على صيانة أجهزة التكييف المركزي والوحدات الخاصة استعداداً لفصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً في استهلاك الطاقة· ويستهلك المكيف الواحد الذي يعمل بمتوسط 12 ساعة يومياً 900 كيلو وات بقيمة 180 درهماً· فيما أكد أطباء أهمية تنظيف المكيفات لتجنب الأمراض المصاحبة خصوصاً مرضى الربو محذرين من التعرض المباشر للهواء البارد مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بقلة مناعة الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العلوي والسفلي وتعرض الأشخاص لنزلات البرد والرشح وآلام العضلات والحمى· وتشهد محال أجهزة التكييف إقبالاً على الشراء يستمر من نهاية مارس إلى شهر أكتوبرالمقبل· ويتراوح سعر المكيف 1,5 طن ''حسب النوعية'' من 1100 درهم إلى 1200 درهم أما المكيف 2 طن فيتراوح سعره بين 1300 و1400 درهم· وتصل كلفة صيانة المكيف الواحد من 70 إلى 100 درهم بحسب ورش صيانة التكييف التي وصلت نسبة العمل فيها إلى حوالي 90 %· وتخضع معظم المكيفات العادية لأعمال التنظيف والتزود بغازالتبريد ''صديق البيئة'' والتأكد من الوصلات الكهربائية· في حين تقوم شركات خاصة بأعمال صيانة وتنظيف المكيفات وفقاً لعقود سنوية· وذكر عزام عبد الراضي محمدين فني صيانة، أن هناك إقبالاً كبيراً من الأفراد على ورش الصيانة لإجراء أعمال الصيانة لأجهزة التبريد· وأضاف: أن العاملين في هذا المجال يزيد الطلب عليهم كثيراً وتركز أعمال الصيانة على اختبار الغاز ونظافة الفلاتر ومراكز توزيع الهواء و تنظيم الأجهزة الخاصة بالنوافذ من الأتربة وغسلها لتجنب تصاعد الأتربة المتراكمة خلال فترة وقف التشغيل · وقال محمدين ''إن الصيانة تتضمن أيضاً فحص التوصيلات الكهربائية لتجنب حدوث ماس كهربائي قد يؤدي إلى حريق عند التشغيل · ويقول المواطن عبد الله حسن الأميري تاجر، ''أحرص في شهر فبراير من كل عام على الاستعانة بإحدى الشركات لإجراء عملية الصيانة الدورية لأجهزة التكييف والتأكد من مدى جاهزيتها لاستقبال أشهر الصيف وحرارتها المرتفعة ورطوبتها العالية''· وأوضـح أشـرف صـلاح عــــبد الرحمن، محاسب في القطاع الخاص بالشارقة، أن صيانة أجهزة التكييف وتنظيفها مع بداية أشهر الصيف في الإمارات أمر لا مفر منه لاعتماد الجميع على استخدامها غالبية ساعات اليوم· وأشار إلى أن أعمال الصيانة تساعد على عمل المكيفات بصورة جيدة ومريحة· بالإضافة إلى ترشيد الاستهلاك خصوصاً مع تطبيق نظام الشرائح ''نظام التعرفة التصاعدية الذي أقرته هيئة كهرباء ومياه الشارقة مؤخراً حيث يتصاعد سعر الكيلو وات مع زيادة الاستهلاك، وأضاف أن هذا النظام سيجعل الجميع أكثر حرصاً على التقليل من ساعات تشغيل أجهزة التكييف وعدم تركها تعمل ساعات طويلة تقليلاً للنفقات ولترشيد الاستهلاك· 65 % من الاستهلاك وأكد المهندس الوليد بن خادم مدير عام هيئة كهرباء ومياه الشارقة أن أجهزة التكييف المنزلية تستهلك 65 % من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في المنازل وهو رقم كبير سعت الهيئة خلال السنوات الماضية إلى توضيحه للمستهلكين وتوعيتهم بأهمية الترشيد في استخدام الكهرباء من خلال التقليل قدر المستطاع من تشغيله·وأضاف أن الهيئة تقوم بتوزيع نشرة توعوية بصورة مستمرة على المستهلكين ترشدهم خلالها بضرورة إغلاق النوافذ والأبواب لمنع دخول الهواء في الداخل والحرص على سد الثقوب وإسدال الستائر العازلة والاهتمام بتنظيف مرشحات أجهزة التكييف وكذلك غسلها لدى مراكز الصيانة وضبط مؤشراتها لتعطي نتائج جيدة في تكييف الأجواء حتى لا يتعرضوا إلى زيادة الطاقة الاستهلاكية للكهرباء· وبيّن بن خادم أن النشرة التوعوية تضمنت أيضاً جدولاً يوضح الأجهزة ومتوسط ساعات عملها ومتوسط عدد الوحدات الكهربائية التي تستهلكها وكذلك قيمتها بالدرهم ومنها: مكيف ''فريون'' 18 ألف وحدة يعمل بمتوسط 12 ساعة يومية يستهلك 900 كيلو وات بقيمة 180 درهماً ومكيف ''سبلت'' 30 ألف وحدة يعمل 12 ساعة بواقع 1440 كيلو وات بقيمة 280 درهماً والثلاجة 18 قدماً عن الفترة نفسها 90 درهماً وسخان ماء سعة 80 لتراً يعمل لمدة أربع ساعات 36 درهماً ومفتاح ''فلورسنت'' 40 شمعة يعمل لمدة 12 ساعة بقيمة ثلاثة دراهم· أمراض التكييف وأكد أطباء ضرورة تنظيف المكيفات قبل إعادتها للتشغيل مع ارتفاع درجات الحرارة لتفادي الغبار المتراكم خلال فترة وقف التشغيل وحذروا من الأمراض المصاحبة لتشغيل المكيفات خصوصا مرضى الربو· وأكد الدكتور حيدر عباس استشاري الأمراض الباطنية في مستشفى الذيد بالشارقة أن هناك كثيراً من الأمراض التي ترتبط بفصل الصيف نظراً لتبدل الطقس واستعمال أجهزة التبريد وإحداث التغيرات المناخية من التعرض لدرجة حرارة كبيرة في الشارع العام يتبعها انخفاض واضح نتيجة الاستعانة بتلك الأجهزة مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص بقلة مناعة الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي العلوي والسفلى وتعرض الأشخاص لنزلات البرد والرشح وآلام العضلات والحمى والسعال أيضاً· وأضاف عباس أن تقارير منظمة الصحة العالمية أفادت بأن التعرض للتكييف لفترات طويلة، يسبب أمراضاً مزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي ونزلات البرد وأمراض الجهاز العصبي كما يؤثر التكييف سلباً على الجهاز المناعي للجسم· وحذرت تقارير منظمة الصحة العـــــالمية من استخـــــدام أجهزة التكيــيف سواء في المكاتب أو المنـــازل أو السيارات، حيث إنها أشبه بالمغناطيس في جذب وتربية الفطريات داخل مرشحاتها· وقال الدكتور حيدر عباس ''الأجواء في دول الخليج لا تسمح بالاستغناء عن تلك الأجهزة مما يتطلب صيانتها وتنظيفها بصورة دورية خصوصاً إذا تعرضت لعدم التشغيل طوال الأشهر الماضية· ونصح بضرورة أن ينتبه الأفراد إلى عدم التعرض المفاجئ للبرودة واتباع طرق تدريجية لتشغيل المكيفات وكذلك التخلي عنه قدر المستطاع خصوصاً لدى الأطفال والبالغين الذين يعانون من حساسية في القصبة الهوائية وأمراض الربو حتى لا يكونوا عرضة للإصابة بالتهابات وأمراض أخرى ناجمة عن التكييف·