استعادة الحياة الفطرية
كل حكومات العالم التي تسعى للمقدمة والصفوف الأولى تضع ضمن خططها واستراتيجياتها ما يبرز نواياها فعلياً نحو التنوع البيولوجي، الذي حدث له خلل بسبب فقد أنواع كثيرة من الحيوانات أو النباتات والأشجار وغيرها بل إن هناك أنواعاً مهددة بالانقراض في العالم وأنواعاً انقرضت بالفعل.
لكن من هم الذين يحتاجون حقاً للتوعية بالأسباب التي أدت لذلك الخلل؟ وهو ليس خللاً فحسب وإنما تحديات كبيرة بحاجة لأكثر من توعية وتثقيف، وأن المليارات التي تنفق لإصلاح الأضرار وللإنفاق على المحميات حول العالم ولمعالجة احترار كوكب الأرض الذي تسبب في الاحتباس الحراري، لم تعّد موازنتها من جيوب وحسابات من يتسببون في تلك السلسلة المتصلة حلقاتها من الضرر، حتى وصل العالم الى مستوى التكهن حول إن كان هناك ما يمكن تحقيقه لإعادة التوازن، وإلى أي مدى يمكن تحقيق شيء من النجاح.
الحياة الفطرية هي أن لا يكون هناك انقراض في صنف كي لا يحدث الخلل في التنوع البيولوجي، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة لمناخ معتدل وغير ملوث وأن تكون درجة الحرارة أقل من المعدل ب 6 درجات، وهو أمر لن يحدث إن استمرت كثير من الدول على السير على ذات النهج لتحقيق مصالحها الصناعية الخاصة بعيداً عن السرب، غير آبهة لما يحدث حولها .
رغم أن عمر دولتنا صغير من حيث التنمية الصناعية والعمرانية والعمل البيئي إلا إنها خطت خطوات عملاقة في مجال المحافظة على الأنواع، ومن خلال الاستراتيجيات انتقلت إلى مفهوم أوسع يقوم على حماية النظم البيئية المهمة التي تشكل منظومة متكاملة من الأنواع والعلاقات والعوامل الطبيعية.
حاليا تعمل أبوظبي على أن يكون الحفاظ على البيئة وحماية الحياة الفطرية إحدى الأولويات من خلال هيئة البيئة، حيث قامت الهيئة بوضع استراتيجية متكاملة للحفاظ على التنوع البيولوجي لإدارته بشكل مستدام، من خلال وضع برامج الحماية والمحافظة على الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض وإدارة المحميات الطبيعية والحفاظ على البيئات الطبيعية وتطبيق القوانين في مجال البيئة البرية والبحرية.
هذا المفهوم يمكّن الهيئة من معرفة ومعالجة وتخفيف الأسباب الجذرية لتدهور الحياة الفطرية، كما يمكنها من إنشاء المحميات المناسبة والقيام بعمليات إعادة تأهيل واستعادة النظم البيئية المتدهورة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض في هذه النظم، وكل ذلك يعد من الخطوات التي ترمي لعلاج المشاكل ومواجهة التحديات البيئية.
المحررة