أنور الخطيب يقارب بين المسرح والشعر والسرد
استضاف منتدى الاثنين المسرحي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، أمس الأول، الشاعر والروائي الفلسطيني أنور الخطيب، في محاضرة حول العلاقة بين المسرح والشعر والسرد، وذلك في مستهل جلساته لهذا الشهر، بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، وعدد من المسرحيين والمهتمين.
وبدأ أنور الخطيب حديثه بمقاطع من نص شعري له بعنوان “حوار على حافة النعاس”، بدا قريباً في أسلوبيته من النصوص المسرحية. وبعد حديث قصير عن الفروق الشكلية بين المسرح والشعر والسرد والأداءات الطقسية الشعبية، أشار الخطيب إلى روايته الموسومة بـ”صراخ الذاكرة”، وقال إنها ربما كانت أقرب إلى المسرح، فهي عبارة عن حوارات بين القصر والطول، تدور بين رجلين أحدهما قادم من رحلة مأساوية عبر الصحراء، والآخر قادم من رحلة مماثلة عبر البحر. يجلس الرجلان، يسند كل ظهر الآخر، ويبدأ الحوار على رمل شاطئ البحر، حيث الموج يتكسر، حاملاً معه قصص الأعماق، وحيث الرمل يتمدد ليحك عذابات عبور الكثبان والهجير.
لكن، هل يكفي الحوار في بنية الرواية ليقال إنها تشبه المسرح، وهل يشفع مشهد الرجلين على شاطئ البحر، وجه أحدهما للصحراء والآخر للبحر، أن يكون مشهداً مسرحياً؟ يطرح المحاضر السؤال ولكنه لا يجيب ليلفت النظر إلى رواية أخرى له بعنوان: “رائحة النار”، وفيها يجمع أهل القرية في حلقة دائرية ويدير حواراً بينهم عن المستوطنة التي تبتلع الأطفال، وعن الشاب الذي يظهر فجأة وحين يغادر بسرعة البرق يترك خلفه رائحة الريحان والنار! مرة أخرى يطرح الخطيب سؤاله ذاته بطريقة أخرى: هل تكفي الحلقة والناس لتجسيد ما ظل يطالب به برشت من إشراك الجمهور في العرض؟
المونودراما، على عكس المسرح التقليدي، قد تكون أقرب إلى الشعر والرواية، هذا ما يقوله الخطيب، مشيراً إلى أن المماثلة متحققة في كون المونودراما تعتمد صوتاً واحداً مثلها مثل الرواية المكتوبة بضمير الأنا، مثلها مثل القصيدة المونولوجية أو التي تتضمن شخصية واحدة تحاور ذاتها.
المصدر: الشارقة