صرخ أحمد ابن السبع سنوات وهو ينظر بالتلسكوب إلى السماء ''ماما القمر فيه حفر''· العشرات من الأطفال والكبار تمكنوا من رؤية القمر وزحل في التلسكوبات التي نصبها نزار سلام رئيس مرصد الإمارات المتحرك للفلك في حديقة العائلة على كورنيش أبوظبي احتفالاً بفاعلية نشاط ''100 عام علم الفلك''· ويحتفل العالم في عام 2009 بالسنة الدولية للفلك لإحياء الذكرى السنوية الأربعمائة لاستعمال جاليليو للتلسكوب لأول مرة في النظر إلى سماء الليل، كما أنها تشكل الذكرى السنوية الأربعين لهبوط أول إنسان على سطح القمر· وفي اجتماع في مدينة ميونيخ في ألمانيا في 26 أكتوبر 2006 أعلن فلكيون العام 2009 السنة الدولية للفلك· واوضح نزار سلام رئيس مرصد الإمارات المتحرك أن هذا النشاط يتزامن مع نشاطات تقام في 170 دولة في الوقت نفسه والأجندة نفسها''· وقال: '' سيقوم الفلكيون في جميع أنحاء العالم بدعوة جميع الناس من مختلف الفئات والأعمار لتأمل عجائب الكون، وللنظر عبر التلسكوبات إلى روائع السماء، وإلى طرح الأسئلة التي تدور في ذهنهم حول علم الفلك· وستكون الإمارات ومرصد الإمارات الفلكي المتحرك جزءاً من هذه الاحتفالية التي تشمل العالم بأسره، فعلم الفلك خرج إلى الدنيا من هذه المنطقة من العالم، وعلينا ألا نفوت الفرصة للمشاركة في تظاهرة كبيرة كهذه''· نظم ''مرصد الإمارات المتحرك'' الفعالية بعد أن تم اختياره ممثلاً رسمياً لبرنامج 100 ساعة علم فلك عن دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل ''الاتحاد العالمي لعلوم الفلك والفضاء''· واستمر النشاط لمدة أربع أيام من 2 أبريل الفائت وحتى مساء 5 منه· وعاون المرصد في النشاط ''الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء'' والشرطة المجتمعية وبلدية أبوظبي· واصطف الناس بالعشرات خلف التلسكوبات العشر التي نصبها سلام في حديقة العائلة لمشاهدة السماء والأقمار والأجرام· وتقول ميرنا التي حضرت الى الحديقة مع أطفالها: ''سمعت بالنشاط من أصدقائي، فاردت إحضار الأطفال لرؤية السماء والقمر والكواكب· فهذا الأمر ممتع ولا يحدث كل يوم''· وصل سلام التلكسوبات بشاشة عرض كبيرة، وتمكن خلالها الحاضرون من رؤية ''كوكب زحل والقمر كونهما الأكثر بروزاً هذا الشهر اضافة إلى أجرام اخرى كالمجرات والعناقيد النجمية''، بحسب سلام· وجلست آية ابنة الثماني سنوات تلون الرسومات التي أمنها سلام للأطفال في المرسم الصغير الذي خصصه لهم· وجسدت الرسومات المجموعة الشمسية· وبدأت آية وزملاؤها الأطفال بالسؤال: ''ما لون زهرة؟ وكيف نلون زحل؟''· وقدم سلام الهدايا الرمزية للأطفال الذين كانوا يلونون الكواكب والمجرات بالألوان الصحيحة تشجيعاً لهم· وجلس الأطفال وأهلهم على الحشيش ليشاهدوا الأفلام التي عرضها سلام على الشاشة وتعرض للاكتشافات العلمية والفلكية الأخيرة في المجموعة الشمسية· كما نصب خيمة علق بسقفها مجسمات عن الأجرام والكواب المتحركة· وأقام متحفاً عرض عليه نيازك سقطت من السماء· وقال سلام: ''اشتريت هذه النيازك من الولايات المتحدة لعرضها حصرياً على الجمهور''· ايمن وهيام زوجان تطوعا لمساعدة نزار في نشاطه ''لاننا نؤمن بما يقوم به سلام· وهذا يبعد الأطفال عن الألعاب الإلكترونية ويشد انتباههم إلى ما هو مفيد''· وأشارا إلى أن الحديقة غصت بالناس والأطفال أيام الخميس والجمعة والسبت، وكشفا عن مدى تفاعل الأطفال مع ما عرضه سلام على الشاشة· وقالت هيام: ''الأطفال كانوا متحمسين، وبدأوا بالسؤال عن ألوان الكواكب والنيازك''· وأضافت: ''حتى الكبار تفاجأوا بالكثير من المعلومات التي طرحها سلام وهم لا يعرفونها''· في حين، أشار أيمن إلى أن العديد من الناس شاركوا في الفعالية وعادوا في اليوم الثاني ومعهم أصدقاءهم وأقاربهم· ودعا الى ''دعم ما يقوم به مرصد الإمارات المتحرك، لانه نشاط يفيد المجتمع''·