على مشتركات عديدة تنطوي التجربتان الإنسانية والاقتصادية في كل من الإمارات وسنغافورة. وتأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكي تجعل من هذه المشتركات وشائج علاقة مثمرة ومتجددة، سواء في سياقاتها المحلية في كلا البلدين، أو في الإطار الإقليمي لكليهما، أوعلى الصعيد الدولي.
قامت النهضة المدنية في كل من الإمارات وسنغافورة على قاعدة الانفتاح والتعددية، وأصالة الهوية ورحابة الثقافة، اعتماداً على إرادة الإنسان والقدرات الكامنة لدى الأفراد والمجتمع.
فبحسب أكثر المعايير الدولية تشدداً، يعتبر الاقتصاد الإماراتي عملاقاً ناهضاً، وقادراً على تحقيق معدلات نمو مرتفعة، وتنفيذ استثمارات خارجية ناجحة. ومثله اقتصاد جمهورية سنغافورة التي جرى تصنيفها بين النمور الآسيوية، وحافظت على إنجازاتها من دون أن تصاب بالأمراض التي لحقت بجاراتها.
من هنا نفهم حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، خلال لقائه الرئيسة حليمة يعقوب، عن اهتمام الإمارات بالتجربة التنموية السنغافورية، و«التعرف على مقومات وعوامل تميزها ونجاحها، وبما تستطيع الإمارات أن تحققه من خلال دورها الإنساني في التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والدول في العالم».
وهذا هو جوهر الزيارات التي يقوم بها سمو الشيخ محمد بن زايد. فعلاقات الإمارات مع الخارج هي ذات نسيج إنساني بالدرجة الأولى، ويأتي الاقتصاد عاملاً مساعداً. وبين الإمارات وسنغافورة تبدأ الحكاية من الإنسان وإرادته.

"الاتحاد"