تغلب القطاع الفندقي في العين على مصاعب الأزمة المالية بمحافظته على نسب إشغال مستقرة قريبة من معدلات العام الماضي تتراوح بين 70 إلى 80%، بحسب ما أفاد قائمون على القطاع في المدينة التي تستعد لهيكل تنظيمي تطويري جديد ضمن ''خطة العين ·''2030 ورغم تأثر سياحة الأعمال بدرجة طفيفة، انصب اعتماد القطاع بشكل كبير على السياحة الترفيهية الداخلية، بحسب مسؤولين في فنادق بالعين· وقال احمد مسلم بن حم نائب رئيس مجلس الإدارة بمجموعة سيتي سيزنز للفنادق إن انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على القطاع الفندقي كانت أكثر وضوحا في دبي·· العين لم تتأثر كثيرا حتى الآن لأنها تعتمد على السياحة الترفيهية الداخلية أكثر من غيرها''· وزاد ''خصوصية المدينة التي تتميز بالطبيعة الجميلة الخضراء والمعالم التاريخية والترفيهية ساعدتها في تجاوز تداعيات الأزمة''· وباشرت الجهات المعنية بتنفيذ ''خطة العين ''2030 التي أعلنها الأربعاء الماضي مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، بما يكفل المحافظة على الواحات وتحقيق نمو بيئي واجتماعي واقتصادي مستدام في المدينة التي ستبقى ''خالية من الأبراج''، ويتوقع أن يتضاعف عدد سكانها إلى مليون نسمة بحلول ·2030 وستحدد هذه الخطة استخدامات الأراضي والمساكن الجديدة والأماكن التجارية وتطوير الأماكن الترفيهية والتراثية· وقال القائمون على القطاع إن المشاريع الفندقية الجديدة في العين تمضي وفق الخطط المحددة لها دون تغيير يذكر وسط توقعات باحتفاظ القطاع بنفس معدلات الأداء خلال العام السابق بصرف النظر عن تداعيات الأزمة، لا سيما في ظل الجهود التي تبذلها هيئة ابوظبي للسياحة لدعم القطاع في المدينة التي تتمتع بمقومات سياحية خاصة تجعلها دوما هدفا للباحثين عن السياحة الترفيهية العائلية· وتضم العين حاليا 5 فنادق متفاوتة من حيث السعة تتضمن فندق انتركونتينتال ، الهيلتون ، ميركوري جبل حفيت ، روتانا ، وسيتي سيزنز، إضافة إلى بعض مشاريع الشقق الفندقية· ويبلغ متوسط عدد الوحدات الفندقية في المدينة 1000 وحدة تقريبا، وتقوم بعض الشركات الكبرى وعلى رأسها شركة شيراتون وميرديان وغيرها بتنفيذ عدد من مشروعات الفنادق المتميزة في مواقع مختلفة· وأوضح بن حم التي تمتلك مجموعته فندقا يضم 77 غرفة أن مؤشرات أداء القطاع الفندقي في المدينة لم تختلف كثيرا عن معدلاتها العام الماضي· وأكدت مديحة خلاف مديرة إدارة المبيعات والتسويق بفندق ميركوري جبل حفيت أن هناك تفاوتا في درجة تأثر القطاع النفدقي في العين، ولكن تنوع خيارات الزوار بين السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال ساهم في حفاظ الفنادق على مستويات إشغالها المسجلة العام الماضي· بيد أنها أشارت إلى أن فندق ميركوري جبل حفيت يتسم بنوع من الخصوصية التي يستمدها من موقعه المتميز على قمة جبل حفيت· وقالت خلاف ''سياحة البزنس تأثرت، ولكن سياحة الترفيه والعائلات بقيت على حالها''· وبالنسبة لخلاف وبن حم، فإن نسب الإشغال تتراوح بين 70 إلى 80%، والأسعار كما هي لم تتغير كثيرا· وقالت خلاف إن خطط وبرامج التوسعة والتطوير تمضي كما هو مخطط لها في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لامتصاص آثار الأزمة الاقتصادية وتجاوز تداعياتها على الاقتصاد الوطني· وأكدت خلاف أن القطاع الفندقي في العين ما يزال بحاجة إلى وحدات فندقية جديدة ضمن خطط التوسع المستقبلية حيث يتراوح عدد الوحدات في المدينة الآن بين 1000 إلى 1200 وحدة على أكثر تقدير· ويرى ايمن غريب المدير العام بفندق روتانا العين الذي يضم 198 غرفة أن القطاع الفندقي في العين ''لم يتأثر بدرجة محسوسة نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية حتى الآن''· وقال غريب ''رغم ارتباط القطاع الفندقي في العين بنظيره في دبي، إلا أن فنادق العين حافظت على إشغالها، كما هو الحال بالنسبة لأبوظبي''· وأضاف ''هيئة أبوظبي للسياحة تروج للإمارة بشكل ملحوظ·· العين تعتمد على المؤتمرات والندوات وغيرها من الفعاليات الموسمية التي تدخل ضمن سياحة الأعمال''· وتوقع غريب ازدهار القطاع الفندقي في المدينة خلال المرحلة المقبلة حال استكمال المشروعات الفندقية الكبيرة التي تنفذها الآن بعض الشركات الكبرى في المدينة· ومن المنتظر ان تستفيد المدينة كثيرا من الحملات الدعائية التي ستقوم بها هذه الشركات لترويج مشروعاتها الجديدة· ولم يغفل مدير عام فندق روتانا العين عن الدور المؤثر لمطار العين الدولي في دعم القطاع السياحي في المدينة خاصة في ظل توجهات المطار الجديدة نحو تشغيل رحلات لشركات طيران عالمية مما سيضاعف من فرص انعاش القطاع السياحي· وتخطط روتانا، بحسب غريب، إلى امتلاك فندق آخر جديد في العين، مجاور لفندقها الحالي بمنطقة وسط المدينة· واتفق مايكل بترسون مدير العمليات بفندق هيلتون العين الذي يضم 202 غرفة فندقية مع سابقيه حول استقرار القطاع الفندقي· وزاد ''الفندق لديه خطط وبرامج للتوسعة والتطوير يجري الآن مناقشتها على مستوى الإدارة العليا بشركة ابوظبي الوطنية للفنادق'' الجهة المالكة للفندق· وقال بترسون ''على أسوأ تقدير، ستحوم نسب إشغال العام الحالي حول نسب إشغال العام الماضي ·· درجة التأثر بالأزمة طفيفة''·