مراكز التعليم المبكر تنمي القدرات الوجدانية والذهنية للأطفال
تكتسب الدعوة إلى التوسع في إنشاء مراكز التعليم المبكر، ودور الحضانة الحكومية- لاسيما في الدوائر التي يوجد بها عدد كبير من الأمهات العاملات- أهمية قصوى، لتوفير الحماية والتعليم للطفل منذ وقت مبكر.
ولعل تنظيم وزارة الشؤون الاجتماعية لملتقى الحضانات الأول في العين خلال الفترة من 21- 24 فبراير الجاري، خطوة عملية على هذا الطريق، حيث يهدف الملتقى إلى تعريف المجتمع بالحضانات وأهميتها، وحق الطفل في التعليم المبكر والحماية الحكومية، ومساوئ الحضانات المنزلية التي لا تتمتع بأي حماية، بالإضافة لوضع قاعدة بيانات شاملة لكل حضانات العين ليستفيد منها أولياء الأمور، خاصة إذا علمنا أن العاملات في الدولة يتولين رعاية 58% من الأطفال تحت سن ثلاث سنوات لمدة تتراوح بين 30 و 70 ساعة أسبوعياً. فالسنوات الست الأولى، خاصة السنوات الثلاث الأولى منها لها أهمية كبيرة نظراً لأن التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذين يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته.
إن الاتجاهات التربوية الحديثة في كافة أنحاء العالم تتبنى النظرة الشمولية لتنمية جوانب النمو الستة للطفل: “الجسمية، والعقلية، والحركية، والانفعالية، واللغوية، والوجدانية”.
ففي الولايات المتحدة الأميركية، واليابان، وسنغافورة، تتبنى برامج التعليم المبكر فيها تنمية القدرات العقلية من خلال تقنيات تحفز على تشغيل الدماغ بجزأيه الأيمن والأيسر، مما يساعد على التعلم إضافة إلى تنمية الروح الاجتماعية والاستقلال الذاتي.
إنهم يغطون جميع المهارات العقلية والجسدية، من خلال تقنيات تدريب الدماغ الأيسر والأيمن لتسريع قوة التعلم، فضلاً عن التدريب على المهارات الاجتماعية والمستقلة، بدءاً من الموسيقى والرياضيات واللغات، ثم الأنشطة البدنية والمهارات الحركية الدقيقة، ويحرصون أن يشارك الآباء والأمهات في بعض الحصص الدراسية.
تشير الاختصاصية التربوية خولة المرزوقي، رئيسة لجنة الموهوبات بمدرسة الموهوبات في أبوظبي، إلى الدراسات الإنجليزية الحديثة الصادرة عن المؤسسة الوطنية للبحث التربوي، التي تؤكد أن التعلم المبكر في مدارس رسمية- في سن أربع أو خمس سنوات- يؤثر بالسلب على تعلم الأطفال واستمرارهم في التعليم، بل يدفعهم أحياناً إلى ترك الدراسة، ويضعف حبهم للتعليم كما هي الحال في إسكتلندا وآيرلندا الشمالية، وهي البلدان الأوروبية الوحيدة التي تصر على التعلم الإلزامي في سن مبكر “أربع أو خمس أو ست سنوات” على عكس بقية بلدان أوربا التي يبدأ فيها تعلم الأطفال في سن السابعة مما يشجعهم على الاستمرار في الدراسة.
وتعلل المرزوقي ما ذهبت إليه كارولين شارب، رئيسة فريق البحث في المؤسسة الوطنية للتعليم في إنجلترا أن “التعلم في سن مبكرة يزيد من قلق الأطفال ويوترهم بما يؤثر بالسلب على احترام الذات ويقلل من حبهم للتعليم. وأن الحضانة وروضة الأطفال التي تستقبل الأطفال في سن مبكرة “3 ـ 5 سنوات” كما الحال في معظم البلدان الأوروبية تعتبر من أفضل الوسائل لتشجيع الأطفال على الاستمرار في التعلم بسبب الجو الدراسي غير الرسمي الذي يساعد الأطفال على احترام الذات”.
وتضيف المرزوقي: “إن مبيعات الألعاب التي تساعد على تنمية قدرات الطفل وتحرص على سلامته وسعادته في كافة أنحاء العالم تحتل مراكز متقدمة في حجم المبيعات نظراً لأهميتها وفائدتها التربوية في مراحل التعليم المبكر للطفل، ومن شأن مراكز التعليم المبكر أن تسهم في تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية للأطفال من خلال اللعب والأنشطة والهوايات التي يقبل عليها الأطفال بحب وشغف واهتمام”.
المصدر: أبوظبي