يفضل بعض الناس العمل بمفردهم، إلا أن ما يمكن تحقيقه بفريق عمل متكامل، لا يمكن مقارنته بعمل فردي مهما كان تميز من يقوم به.
فما هي المواصفات التي ينبغي توافرها في فريق العمل الأكثر فعالية؟ تكشف الدراسات بعضاً من هذه المواصفات المهمة..
1- قدرات خاصة
الإبداع ليس مهارة واحدة.. وينبغي أن يتمتع أفراد الفريق بتنوع في مهارات التفكير الإبداعي تناسب المهمة التي يقومون بها.. فمثلاً، يمكن تقسيم التفكير الإبداعي إلى مهارتين، مهارة الخيال الخصب: أي ابتكار أفكار بِكر جديدة غير مألوفة، ومهارة الإبداع التقني: المتمثل في كيفية تطبيق هذه الأفكار على أرض الواقع.. ولذا ينبغي لفريق العمل أن يكون متكاملاً قادراً على الانتقال من مهارة إبداعية لأخرى من دون تعارض، كي يستمر الإبداع في كل مراحل تنفيذ العمل.. مثل التكامل بين المهندس المعماري والإنشائي (المدني)، أو مصمم السيارة ومهندس الميكانيكا.. وهكذا.. أي ألا تطرح فكرة إبداعية جديدة، فتصطدم بتفكير تقليدي جامد حين يأتي الحديث عن التطبيق!
2 -تلاقي الأهداف
هل يتعارض هدف كل فرد مع هدف فريق العمل ككل؟ ما هو الهدف المشترك الذي يفيد الجميع؟
فكر في هدف فريق أوليمبي يريد حصد ميداليات ذهبية.. الكل يريد هدفاً واحداً ينعكس على الجميع.. في غياب مثل هذا الهدف، ستظهر أجندات شخصية ويحدث تضارب بين الأهداف الفردية.. فهذا يريد إرضاء المدير وذاك يريد الحصول على ترقية وهذا يريد التنظير في الاجتماع ليبدو بمظهر العالم ببواطن الأمور.. وذلك يخشى قول فكرته الإبداعية كي لا ينسبها شخص آخر لنفسه! باختصار: يجب خلق هدف مشترك يعود بالنفع على الجميع.
هل هدف الشخص في الاجتماع شخصي فقط؟ أم أن الهدف من الاجتماع هو الخروج بمنتج معين يحقق انتصاراً مشتركاً للجميع؟
3- الانسجام والصراع
نعم.. لابد من وجود درجة من الخلاف بين أفراد الفريق، وتشجيع الجدل ونقد الأفكار المطروحة.. فحين درس العلماء نمط التواصل بين أعضاء فرق العمل الأكثر كفاءة ونجاحا،ً وجدوا أن أمام كل ثلاث عبارات إيجابية تقال بينهم كان يقابلها عبارة سلبية تحتوي نقداً أو اعتراضاً على الأفكار التي تقال (تسمي هذه النسبة في علم الإدارة «نسبة لوسادا»). وهذا منطقي.. لأن أفراد الفريق المتفقين على كل شيء، لن يخرجوا إلا بأفكار تقليدية مكررة، لا تثير الدهشة أو الجدل، فلا تتحسن ولا يكون لها وقع يذكر. لكن لا تنس أن هذه النسبة تعني أيضاً، أن درجة اتفاق وانسجام أعضاء المجموعة تزيد (بثلاثة أضعاف) درجة الاختلاف والجدل بينهم!
4 -التنوع
ليس من المفيد أن يحضر اجتماع عصف ذهني شخص ليست لديه المعارف الأساسية التي تفيد في الاجتماع. لكن ليس ضرورياً أيضاً أن يلم كل فرد من أفراد الفريق بكل جوانب الموضوع الذي تتم مناقشته.. يكفي أن يلم كل منهم بجانب رئيسي من موضوع النقاش -بحكم تخصصه- بينما يتكامل معه باقي الأفراد بتخصصاتهم في باقي الجوانب. هذا قد يضيف تنوعاً لزوايا النظر والبحث في الموضوع.