حوار: حاتم فاروق

تبدأ شركة ستراتا تسليم أولى شحنات المثبت العمودي لطائرات بوينج 787 دريملاينر نهاية العام الجاري، بحسب إسماعيل عبد الله الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال عبد الله لـ«الاتحاد»، الشحنة الواحدة من المثبت العمودي لطائرات بوينج 787 دريملاينر تشمل 500 قطعة، حيث سيتم شحن الأجزاء إلى مدينة نورث تشارلستون في ولاية كارولاينا الجنوبية، ليتم تركيبها على طائرات بوينج 787. وأوضح أن «ستراتا» ستبدأ إنتاج شحنات المثبت العمودي لطائرات بوينج 787 دريملاينر خلال النصف الثاني من العام الجاري، بعدما اقتربت الشركة من اكتمال عمليات إنشاء خط الإنتاج الجديد ستراتا بلس على مساحة 4500 متر مربع.
قال إسماعيل عبد الله، إن الشركة تعاونت مع أبرز الشركات الموفرة لأدوات وتقنيات التصنيع عالية الدقة لاستكمال خط الإنتاج الحديث، لضمان قدرتها على إنتاج وتسليم المثبت العمودي بالمواصفات العالمية، مؤكداً أن المثبت العمودي الواحد لطائرات بوينج 787 دريملاينر، يبلغ طوله 13 متراً ويصل وزنه إلى نحو 907 كيلو جرامات.
وأضاف: «تهدف عملية التوسعة التي أطلقتها «ستراتا» يوليو الماضي، من خلال إطلاق خط إنتاج «ستراتا بلس»، إلى تمكين الشركة من تلبية متطلبات خط تجميع المثبتات العمودية لطائرة بوينج 787 دريملاينر، ضمن مرافقها في مجمع نبراس العين للطيران، وذلك في إطار الاتفاقية التي تمت مع شركة بوينج».
وأوضح أن مرافق «ستراتا بلس» تشمل إلى جانب خط تجميع المثبت العمودي لطائرات بوينج 787، مستودعات للمواد، بالإضافة لمساحة مخصصة للمكاتب والاجتماعات، والتي تشرف على خط الإنتاج بشكلٍ مباشر.
ولفت إلى أن «ستراتا» اعتمدت ذات المعدات والأدوات المستخدمة في مصنع بوينج لطائرات 787 دريملاينر في مدينة سولت ليك، بالولايات المتحدة، لضمان أعلى مستويات الجودة في برامج التصنيع.
ونوه إلى أن التوسعة الجديدة تعكس التزام الإمارات، وشركة «ستراتا» بالاستثمار في تطوير القدرات الصناعية المتقدمة في قطاع صناعة الطيران، ما يدعم الرؤية الاقتصادية طويلة الأمد لدولة الإمارات، مؤكداً أن أهمية خط إنتاج «ستراتا بلس» تنبع من كونه يمثّل انتقالاً تاريخياً في حجم خطوط الإنتاج والذي يعد الأكبر من حيث المساحة، وكذلك التوسع في مجال تكامل الأنظمة الهيدروليكية والكهربائية.

ريادة عالمية
وأضاف، أن فريق «ستراتا بلس» يعمل على تجميع هيكل المثبت العمودي مع كامل الأنظمة الكهربائية والهيدروليكية، وهي الوظائف التي تسمح بتحريك الدفات وتوفير الطاقة الكهربائية للمثبت العمودي، ما يشير إلى قدرات «ستراتا» الكبيرة لدفع عجلة التوسع والنمو، وتبوؤ الريادة في صناعة الطيران العالمية من خلال التزامها بتطوير عملياتها التكنولوجية.
وقال: حرصت «ستراتا» على ضمان توسعة كوادرها البشرية بشكلٍ يواكب توسعة عملياتها، حيث عملت على تطوير قدرات الكوادر الوطنية من خلال إرسال مجموعة من المهندسات والمهندسين الإماراتيين الذين يشرفون على عمليات التصنيع، للمشاركة في برنامج تدريبي مكثف لدى «بوينج» في الولايات المتحدة.
وأشار إسماعيل عبد الله إلى أن بعثة «ستراتا» إلى الولايات المتحدة شملت 15 فني تصنيع أجزاء هياكل الطائرات و4 مفتشي جودة، يستكملون تدريبهم بحلول الربع الثاني من العام الجاري، هذا إلى جانب خطط الشركة لتدريب 17 فني تصنيع أجزاء هياكل الطائرات، ضمن منشآتها، قبل نهاية العام الجاري، مؤكداً أنه ومع عودة المتدربين من بعثتهم التدريبية في الولايات المتحدة، يسهمون بشكلٍ كبير في إدارة عمليات الإنتاج وتطبيق أفضل الممارسات والمنهجيات في تجميع المثبت العمودي، بالإضافة للعمل على نقل معرفتهم للفريق المتواجد في الشركة.

نقل المعرفة
وقال إن برنامج الابتعاث يعد أكبر مشروع لنقل المعرفة من مصنع شركة بوينج في الولايات المتحدة، مؤكداً أن الدورات التدريبية تعزز من قدرات مهندسي «ستراتا»، من خلال تزويدهم بفهمٍ معمّق للمسؤوليات الفنية والتقنية التي تلبي المتطلبات الدقيقة لبرنامج المثبت العمودي لطائرات بوينج 787، حيث يتمحور جزء كبير من التدريب حول نظام الإنتاج ككل، بما في ذلك اختبارات النظام الكهربائي، وكلّ من الأنظمة الهيدروليكية وأنظمة إلكترونيات الطيران.
وكشف عبد الله عن انتهاء ستة من المهندسين الإماراتيين من برنامج التدريب في سولت ليك، بالولايات المتحدة، فيما يعمل على خط إنتاج «ستراتا بلس» 32 فنياً بحلول نهاية 2020، في الوقت الذي تواصل فيه الشركة خطط التدريب لتصل إلى 63 شخصاً بحلول نهاية 2021، لافتاً إلى أن عمليات مشروع التوسعة يشرف عليها حالياً 14 شخصاً، بينهم 4 إماراتيين، يعملون في مجالات التصنيع والهندسة والجودة وهندسة الأدوات والتدريب والدعم.

التقنيات الحديثة
وأضاف الرئيس التنفيذي للشركة أن الاعتماد على التقنيات الحديثة والمتطورة واستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات تصنيع هياكل الطائرات، يشكل محوراً رئيساً ضمن خطوات «ستراتا» الطموحة، حيث تعتمد على التقنيات الرقمية في استخدام وتحليل البيانات المتوفرة والتي تسهم بشكل فعال في تحسين عمليات التصنيع وتقديم الحلول الاستباقية المتخصصة التي تدعم التطور، واستناداً إلى هذه الحلول سيكون بمقدور الشركة زيادة تنافسيتها في قطاع صناعة الطيران.
وقال: تمثل الثورة الصناعية الرابعة مدخلاً رئيساً لشركة «ستراتا» للعبور نحو عهد جديد من التصنيع وفي ظل تطور مجالات الذكاء الاصطناعي، تعد الروبوتات تقنية أساسيةً في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، حيث تساهم في تقليل الهدر وزيادة كفاءة وجودة الأجزاء التي نقوم بصناعتها ونظراً لارتفاع الطلب على الفحوصات غير المدمرة.

الكفاءات الوطنية
أكد إسماعيل عبد الله التزام «ستراتا» بتعزيز مكانة أبوظبي بصفتها لاعباً رئيساً في قطاع صناعة الطيران، وهي تفعل ذلك بطريقة مستدامة من خلال الاستثمار في بناء طاقات موظفيها، ومنحهم فرصة التدرب والعمل مع أفضل المتخصصين والخبراء في القطاع.
أضاف أن تطوير القوة العاملة الذكية يعد عنصراً جوهرياً في تطوير عمل الشركة التي تواصل الاستثمار في الموارد البشرية المواطنة، توظيفاً وتدريباً وتأهيلاً، وتوفير البيئة الملائمة لتحقيق نمو الموظفين وإنتاج الكفاءات المتميزة والمواهب القادرة على قيادة الشركة نحو تحقيق أهدافها على المدى الطويل. وأشار إلى أن «ستراتا» تضع هدفاً إستراتيجياً لها خلال العقد القادم، يتمثل في المساهمة في تعزيز قطاع الطيران في دولة الإمارات، وإيجاد العديد من فرص العمل التي تلبي متطلبات نمو القطاع.
وذكر أن نسبة الكوادر الوطنية في شركة ستراتا تمثل 58% و90% منها إناث، حيث تفخر الشركة بعدد الإماراتيين الذين اختاروا ستراتا وجهتهم المفضلة للعمل؛ إذ يمثل ذلك دليلًا على نجاح الشركة في استقطاب الجيل المقبل من المهندسين والفنيين الذين سيقومون بدور محوري في رسم معالم مستقبل قطاع صناعة الطيران العالمي. وقال إن ملف التوطين من أولويات «ستراتا»، حيث تعمل الشركة بشكل مستمر على دفع عجلة التوطين في القطاع الصناعي من خلال التزامها بتوفير فرص التدريب والتطوير للقوة العاملة من مواطني الدولة، حيث أطلقت عام 2010 برنامج فنيي صناعة الطيران التدريبي، من خلال شراكتها مع جامعة الإمارات العربية المتحدة، وتخرج أكثر من 400 إماراتي من برنامج فنيي صناعة الطيران التدريبي.

صنع بفخر في الإمارات
على مدار الأعوام الماضية، استطاعت «ستراتا» وضع بصمتها على خريطة الصناعة المحلية والعالمية من خلال تكريس موقعها في سلاسل القيمة العالمية لقطاع صناعة الطيران، كأحد الموردين الرئيسيين لكبرى شركات صناعة الطائرات العالمية.
كما نجحت الشركة في تعزيز برنامج التنويع الاقتصادي من خلال مبادرة «صنع بفخر في دولة الإمارات»؛ إذ سلّمت ’ستراتا‘ منذ العام 2009، أكثر من 3 آلاف شُحنة مكونة من 50 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات المصنّعة لكبرى شركات صناعة الطائرات العالمية.
ووقعت ستراتا عدة عقود جديدة مع كبريات شركات صناعة الطائرات العالمية، مما أدى إلى ارتفاع عدد خطوط إنتاجها من خط إنتاج واحد في العام 2010 إلى 14 خط إنتاج مع نهاية 2019، ويعود هذا الإنجاز لحرص ستراتا، منذ بدء عملياتها، على تسليم أجزاء هياكل الطائرات وفق أرقى معايير التصنيع العالمية.
كما يتمّ استخدام أجزاء الأجنحة ومثبتات ذيل الطائرة التي تحمل شعار «صنع بفخر في دولة الإمارات» في الوقت الراهن، ضمن أكثر من 8% من أساطيل الطائرات التجارية ذات البدن العريض حول العالم.

التقنيات والتكنولوجيا
شكل التزام «ستراتا» بتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة دفعةً كبيرة للشركة نحو آفاق جديدة في عمليات التصنيع؛ حيث تعمل الشركة على توظيف تقنيات مثل التصنيع الذكي، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي.
وتلعب وحدة الأبحاث والتطوير في «ستراتا» دوراً محورياً في تعزيز الكفاءات الفنية، من خلال التركيز على عددٍ من المشاريع المتميزة التي ترسّخ مكانة الشركة وقدرتها على المنافسة على المستوى العالمي.
وتركز الوحدة على عدد من المشاريع، تتمحور حول تكنولوجيا التصنيع الرقمي والروبوتات.
وتغطي المشاريع مجالات تتضمن تقنيات خاصة لتجميع أجزاء هياكل الطائرات باستخدام الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات الفحص المتقدمة، وتحليل البيانات، وتحسين آليات تصنيع وتجميع أجزاء هياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة.