دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تضامن دولي مع تشيلي ، وذلك خلال زيارة إلى هذا البلد الذي شهد أمس الأول الجمعة ثلاث هزات ارتدادية بعد ستة أيام من زلزال ومد بحري أسفرا عن سقوط أكثر من 800 قتيل. فيما أكد عالم فيزياء أميركي أن الزلزال الذي ضرب تشيلي في 27 فبراير قوي الى درجة أنه سيؤدي إلى هزات ارتدادية لأشهر إن لم يكن لسنوات. ودعا بان الذي يقوم بزيارة تستمر يومين إلى تشيلي ، الأسرة الدولية إلى مساعدة هذا البلد “بسخاء مساو” للسخاء الذي أبدته تشيلي حيال هايتي عندما ضربها زلزال أودى بحياة أكثر من 225 ألف شخص. وكانت تشيلي واحدة من أوائل الدول التي أرسلت فرق إنقاذ إلى الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي. وأعلن بان أن الأمم المتحدة ستقدم مساعدة عاجلة بقيمة عشرة ملايين دولار إلى تشيلي ،عن طريق صندوقها لمواجهة الحالات الطارئة الناجمة عن كوارث. وقالت الرئيسة ميشال باشليه التي تنتهي ولايتها الرئاسية خلال ستة أيام إن 35 بلدا لبت طلبات محددة قدمتها تشيلي للحصول على مساعدة. وزار الأمين العام للمنظمة الدولية كوسيبسيون ومرفأ تالكاخوانو الذي دمره تسونامي. وقبل ساعات من وصوله وقعت ثلاث هزات أرضية ارتدادية قوتها 6,2 و6,6 وست درجات خلال ساعتين ونصف الساعة مسببة موجة من الذعر في كوسيبسيون التي تضررت الى حد كبير بزلزال السابع والعشرين من فبراير. وبعد جدل حول غياب انذار واضح بحدوث تسونامي أمس ،أقيل رئيس جهاز علم المحيطات والبحرية التشيلي ماريانو روخاس من منصبه. وقال هذا المركز إنه “فتح تحقيقاً في إجراءات اتخاذ القرار”. وكان المركز اعترف غداة الكارثة بحدوث “خطأ في تشخيص الوضع”. وتسببت الأمواج العاتية بسقوط قتلى أكثر من الزلزال الذي بلغت شدته 8,8 درجة وكان واحدا من أعنف الزلازل منذ قرن. واسفر الزلزال والمد البحري عن سقوط 802 قتيل حسب آخر حصيلة رسمية تم خفضها لشطب مئتي مفقود كانوا ادرجوا في الأرقام السابقة. ولهذا السبب لم تعد الحكومة تنشر سوى الأرقام المتعلقة بالموتى الذين “يتم التعرف على جثثهم”. في غضون ذلك أكد خبراء أن الهزات الارتدادية للزلزال يمكن أن تستمر أشهر وربما أعواما. وقال جون بيليني الجيوفيزيائي في مركز الرصد الجيولوجي الأميركي “كلما كان الزلزال قويا كانت الهزات الارتدادية قوية وازداد عددها واستمرت وقتا أطول”. وأضاف أن الهزات “ستهدأ من حيث عددها، لكن السكان سيظلون يشعرون بها لأشهر ، وربما لأعوام”. وأوضح بيل هربرت استاذ الجيوفيزياء في جامعة بيتسبرج أن زلزالا تتجاوز قوته 8 درجات يحصل مرة كل عشرة أعوام وفق الإحصاءات. وقالت الجيوفيزيائية جيسيكا سيجالا من المعهد الأميركي للجيوفيزياء إن “أحد أسباب هذا الأمر أن زلزال تشيلي كان أقوى بكثير”. ولفت اريك كالي الجيوفيزيائي الفرنسي في جامعة بوردو الى أن زلزالا بقوة ثماني درجات أقوى 30 مرة من زلزال بقوة 7 درجات. وأضاف أن “هذا الأمر يبعث بكمية كبيرة من الطاقة وتحاول الأرض استعادة وضعها الطبيعي. وعند محاولتها القيام بذلك, فإنها تواصل حركتها ، هذا ما يفسر الهزات الارتدادية”.