عندما تحدثت إليها حسبتها خريجة جديدة من الجامعة وتهوى الكتابة، حيث أعجبني أسلوبها كثيراً، فكتاباتها تدل على شخصيتها المرهفة والحساسة، لكني فوجئت عندما قالت لي أنا جدة ولي أحفاد من أبنائي الأربعة· واستغربت أكثر عندما قالت لي أنا لم أكمل تعليمي، لأن من يسمع حديثها ولباقتها وذوقها الرفيع لا يعطيها أقل من البكالوريوس، إنها إحدى المواطنات اللواتي يسعين الى خدمة وطنهن بالكلمة والقلم رغم تعليمها البسيط ومسؤولياتها العائلية، تقول الأخت المواطنة: برغم عدم إكمالي الدراسة كانت لي هواية حب الكتابة منذ الصغر، ولم أجد من يشجعني، وبإصراري وجدتني أبحر بلا شراع، منحت لنفسي التفكير والتنفس والطموح لأصل الى ما تتشبع به عقليتي من متابعة لشؤون كثيرة، بدأت أسبر أغوار قلمي في عالم الإنترنت وشاركت في بعض المنتديات التي تهتم بالأسرة، ثم بدأت بكتابة المقالات الاجتماعية وإرسالها إلى جريدتكم الغالية على قلبي·· برغم شحوب العالم من حولي ومحاولة تدمير مشاعر الحرف لدي، أحاول ألا أيأس وأفرض قلمي بما أرغب كتابته سواء بالشعر النبطي او النثر او الخواطر وبعض القصص القصيرة، احتضنني الكثير من الكتاب العرب ومنحوني فرصة كبيرة للانتماء إلى منتديات كبيرة وأصبحت كاتبة فرضت حرفها، بل شعرت أن حرفها يُقرأ من الخليج الى المحيط، وحتى الآن أعيش حب الكتابة بالرغم من قسوة حياتي ورغبة تحطيم مشاعري وقلمي بالجهل المترسب في عقول كثيرة، أقاوم بشكل هستيري وثقة عمياء بأني لن أكون مختلفة لدرجة الانطواء· ولن أعبأ·· لأنني أشعر من خلال ما أكتب بأنني أكتب للجميع، فالكثيرون قالوا لي: إنك تكتبين مشاعرنا في صور شعرية ونثرية عميقة وأكبر جوائزي من مشاركاتي في منتدى كبير جداً هو المتعة، الاحتضان الحقيقي لقلمي، ويشهد الله أني أرغب في أن أكون كاتبة في بعض صحفنا ومجلاتنا المحلية والشعرية لأخدم وطني بشكل حقيقي ولا أعتقد أن تُرفض مواطنة تعرف أن قيمة الوطن هو خدمته بالتفاني والتواصل والعطاء له، وبرغم وجودي بمجلة احتضنتني في أول صدور لها وحتى اليوم هذا إلا أنها اختفت وستعاود الظهور قريباً بإذن الله تعالى، كما أنني أمهد لإصدار ديوان يضم كتاباتي النثرية قريباً إن شاء الله· هكذا تكون المواطنة التي تسعى دائماً لأن ترفع اسم وطنها عالياً في كل الميادين، فهذه الأخت واحدة من مئات المواطنات اللاتي لهن إبداعات رائعة يحاول البعض طمس هويتها إما لغيرة أو حقد منهم، لكننا نشجع بنت الإمارات على أن تواصل مسيرتها دون أن تهتم لهؤلاء وأن ترى الدنيا دائماً بعين التفاؤل·