الفجيرة (الاتحاد) - أكدت الدكتورة مريم الشناصي وكيل وزارة البيئة والمياه، أن صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت يومي السبت والأحد الماضيين، أظهرت وجود نشاط بيولوجي (صبغات الكلورفيل)، والتي تدل على وجود الهوائم النباتية، أو احتمال حدوث المد الأحمر، أو تنذر بحدوثه على بعض مناطق المياه الإقليمية للدولة المطلة على بحر عمان والخليج العربي، والتي تتخذ شكل خيوط وبقع متقطعة. وذكرت أن تحليل ما تم رصده يظهر أن هذه الهوائم النباتية ليست من النوع الضار، ولم تسبب نفوقاً للأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وتعمل وزارة البيئة والمياه على تنسيق عمليات المراقبة للبيئة البحرية بالدولة، بواسطة الأقمار الاصطناعية، بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية، وذلك لضمان الاستجابة الفورية في حالة حدوث ظاهرة المد الأحمر أو ازدهار الهائمات النباتية، وحالات نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى. وأشارت الشناصي إلى أن فريق الفنيين والمختصين بوزارة البيئة والمياه عمل على رصد وجمع عينات من تلك المناطق في مياه الساحل الشرقي من مواقع مختلفة، مثل مدخل ميناء دبا بالعكامية وداخل ميناء دبا الحصن والمحمية البحرية بالفقيت وخورفكان وكلباء، وقبالة سواحل أم القيوين، وذلك لرصد ومراقبة ومعرفة أنواع الهائمات النباتية المسببة لظاهرة ازدهار الهائمات النباتية، انطلاقاً من حرص وزارة البيئة والمياه على تحقيق أهداف مشروع الخطة الوطنية للمد الأحمر. وأكدت وكيل وزارة البيئة والمياه أنه لم يلاحظ وجود الهائمات النباتية الضارة، خاصة من النوع الذي يسبب موت الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، والذي كان سائداً خلال عامي 2008-2009 م، موضحة أن تحاليل خواص المياه والقياسات الهيدروجرافية أظهرت أن درجة حرارة المياه تتراوح بين 22,1 و22,7 درجة مئوية، وتميزت المياه الساحلية على امتداد السواحل التي يوجد بها تلك الأنشطة البيولوجية بتركيز معتدل من الأكسجين المذاب، حيث تراوحت قراءته بين 6,8 و7,2 مليجرام لكل لتر، كذلك تراوحت قراءة الأس الهيدروجيني pH بين 8,42 و8,46، وتراوحت نسبة الملوحة بين 37,5 و37,9 جزء في الألف. ولم يلاحظ أي نفوق للأسماك أو الكائنات الحية البحرية الأخرى. وأفادت الشناصي بأن نتائج التحاليل أظهرت وجود ازدهار للهائمات النباتية (المد الاحمر) ذات اللون الأخضر والبني، والتي تتخذ شكل خيوط وبقع متقطعة وتشكل خليطاً من الهائمات النباتية من ثنائية الأسواط غير الحلقية والديوتومات والتي تعمل على التوازن البيئي في تلك المناطق، وقد طغت أنواع الدياتومات في مياه الساحل الشرقي بنسبة تصل إلى 98% من متوسط عدد الخلايا، بينما طغت في مياه الساحل الغربي المطلة على الخليج العربي الهائمات ثنائية الأسواط بنسبة تصل إلى 68% من متوسط عدد الخلايا. الجدير بالذكر أن عملية ازدهار الهوائم النباتية والنشاط البيولوجي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية والظواهر المصاحبة له، مثل تغير في درجات الحرارة للمياه البحرية وحركة التيارات البحرية، وكذلك نشاط الرياح الموسمية، خاصة في هذا الوقت من السنة.