محمد نجيم ( الرباط)

ثمة حراك قوي تشهده السينما المغربية، وثمة أعمال سينمائية تبدعها بعض الأسماء جديرة بالتأمل، لأنها تطرح إشكاليات فلسفية، وتسلّط الضوء على قضايا مجتمعية، تساير التّحول الذي يشهده المجتمع المغربي والعربي عموماً، ومن هذه الأسماء المخرج المغربي سعد الشرايبي، الذي يقدم فيلمه الجديد «الميمات الثلاث.. قصة ناقصة» في القاعات المغربية، وهو سابع أفلامه التي قدمها للسينما المغربية والعربية.
تحكي قصة الفيلم عن الثلاثي «مليكة، موريس، وماثيو»، الذين رأوا نور الحياة في نفس اليوم وفي نفس المدينة ونفس الحي، الأولى (مليكة) المسلمة، والثاني (موريس) اليهودي، والثالث (ماثيو) المسيحي، وتربطهم صداقة متينة خلال فترة الطفولة والمراهقة، على الرغم من أوجه الاختلاف بينهم، إلا أن التطورات السياسية التي يعيشها العالم قد تفرق بينهم، حيث يترك موريس المغرب متجهاً إلى إسرائيل، وماثيو إلى فرنسا، ثم تشاء الأقدار أن يجتمع الثلاثة من جديد، محاولين الوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم، على الرغم من الأحداث الصاخبة التي تعرفها هذه الحقبة، والتي كان لها الأثر الشديد والعنيف في بعض الأحيان، في بروز الاختلافات فيما بينهم.
ويقول المخرج سعد الشرايبي، أن فيلم «الميمات الثلاث» هو قصة عن الصداقة والحب التي تتحدى الاختلافات والهويات، ورحلة تاريخية تعبر العقود الستة الأخيرة من تاريخ المغرب والعالم العربي والإسلامي، فعلى إثر الربيع العربي أصبحت التساؤلات حول أصله وعواقبه أمراً لا مفر منه، في ظل تقلبات تزداد حدة، قد تؤدي إلى انحباس أفقها، كما يطرح الفيلم قضايا منها الهجرة، البترول، النزاع العربي الإسرائيلي، واختلاف الديانات والهويات والتسامح والتعصب، من خلال تتبع مسيرة هؤلاء الأصدقاء الثلاثة «الميمات الثلاث»، الذين يشتركون في أفراح الصبا والمراهقة، حتى تفرقهم الظروف، ثم تقربهم من جديد. قام ببطولة الفيلم، صونيا عكاشة، صلاح الدين بن موسى، راوية، سعيد باي، وعبد الإله عاجل، وغيرهم.