حسونة الطيب (أبوظبي)

رغم إعادة ولادة السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية في النصف الثاني من عام 2010، وانتشار استخدامها بعد ذلك، إلا أنها لا تشكل أكثر من 3% من إجمالي مبيعات السيارات ونحو 0,5% من مجموع تلك التي تسير على الطرقات حول العالم خلال 2019. ولا يزال القطاع في مهده وفي حاجة لدعم كبير ليدخل ساحة المنافسة، بحسب موقع «رينيوابل إنيرجي وورلد».
وبصرف النظر عن صغر حجم حصة القطاع السوقية، إلا أن مؤسسة وود ماكينزي تتوقع أن يمثل العقد الحالي نقطة انطلاق لنمو السيارات الكهربائية. وترجح المؤسسة، ارتفاع حصة السوق من 3% في 2019، لنحو 14% بحلول نهاية العقد الحالي، بينما تزيد حصة السيارات الهجينة من 4% إلى 9%، لتتراجع حصة تلك التي تعمل محركاتها بالبنزين من 79% إلى 66%.
ويقول رام شاندراسيكاران، المحلل الرئيس في وود ماكينزي: «سيكون لذلك تأثير كبير على العديد من القطاعات الأخرى. وبحسب توقعاتنا، ينخفض الطلب على المنتجات البترولية، بنحو مليون برميل يومياً، نتيجة لنمو السيارات الكهربائية وحدها. كما أن من المتوقع، أن تشكل بطاريات السيارات، معظم الطلب العالمي على المكونات المعدنية للبطاريات مثل، الكوبالت بنحو 46% وأيون الليثيوم بنحو 69%. كما أن من المنتظر، أن توفر الحاجة لمحطات شحن قطاعات جديدة لصيانة وتركيب هذه المحطات». وفي حين انصب تركيز العقد الماضي، على التكلفة والمسافة التي يتم قطعها بكل عملية شحن، يتركز اهتمام العقد الراهن، على كثافة الطاقة وسعة محطات الشحن. ومن بين أكثر البطاريات تطوراً، موديل 3 من تيسلا التي تزن نحو 480 كيلوجراماً، أي ما يساوي 25% من وزن السيارة تقريباً.
ويؤكد شاندراسيكاران، أن كثافة الطاقة تسهم في تقليل وزن البطارية ومن ثم السيارة. ويساعد ذلك، في تقليص الحجم الكلي للبطارية المطلوب لتحقيق المسافة المطلوبة.
وتتوقع وود ماكينزي، زيادة كثافة الطاقة في بطاريات أيون الليثيوم، ما بين 25 إلى 35%، اعتماداً على نوع الكيمياء المستخدمة خلال العقد المقبل. هذا قبل الوضع في الحسبان تقنيات الجيل المقبل مثل البطاريات الصلبة التي تعمل بكبريت الليثيوم. وينتج عن زيادة كفاءة السيارة بفضل هذه التغييرات، مصحوبة بانخفاض متوقع في تكلفة البطارية، وتراجع ملحوظ في أسعار السيارات الكهربائية عند منافذ البيع.
ومع أنها لم تزل في بداياتها، لكن من المرجح أن تلعب التقنية الديناميكية لشحن السيارات الكهربائية، دوراً مهماً قبيل نهاية العقد الحالي.
ولتحقيق اختراق الأسواق، لا بد للسيارات الكهربائية أن تحظى بقبول الناس، الذي لن يتحقق إلا عندما تكون أسعار هذه السيارات في متناول الجميع، ويمكن الاعتماد عليها، وسهلة في شحنها أيضاً.