حوار: رشا طبيله

أكد سيف السويدي المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، أنه سيتم إدخال نظام جديد لإدارة الملاحة الجوية العام الجاري، وزيادة سعة المجال الجوي لاستيعاب الحركة الجوية المتزايدة في المستقبل، مشيراً إلى أن الهيئة بصدد العمل على تطوير التشريعات لدعم قطاع الطيران والناقلات الوطنية الجديدة، إضافة إلى تشجيع العاملين وتطوير مهاراتهم لتواكب التطوّرات الهائلة التي يشهدها القطاع سنوياً، وتوقع السويدي في حوار مع «الاتحاد»، أن يكون عام 2020 بداية جديدة للازدهار في الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات عموماً وقطاع الطيران المدني بشكل خاص. وأكد السويدي: تشهد الدولة حالياً تنفيذ مشاريع ضخمة في قطاع الطيران المدني تقدر قيمتها بـ85 مليار درهم، سينجم عنها القدرة على التعامل مع أكثر من 300 مليون مسافر سنوياً، إضافة إلى توفير فرص استثمارية ضخمة للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
وحول اتفاقيات النقل الجوي التي تتصدر الإمارات دول العالم في عددها، قال السويدي، «قامت الدولة العام الماضي بتوقيع 5 اتفاقيات لخدمات النقل الجوي مع دول مختلفة في العالم ليصل مجموع اتفاقيات النقل الجوي الموقعة إلى 180 اتفاقية مع دول مختلفة حول العالم».
وبين السويدي «تسعى باستمرار إلى زيادة الحركة الجوية عبر المجال الجوي للبلاد، حيث تم توقيع مذكرتي تفاهم في شهر فبراير الجاري مع جمهورية مصر العربية وجمهورية النمسا، تضمنت زيادات كبيرة في عدد الرحلات إلى المدن التي تسير إليها ناقلاتنا الوطنية، كما أسفرت على إنشاء رابط جوي بين العاصمة أبوظبي والعاصمة النمساوية فيينا، ورابط جوي بين دبي ومدينة سالزبورغ».
وقال «خلال شهر مارس المقبل ستقوم الهيئة بالتوقيع النهائي على اتفاقية الخدمات الجوية مع جمهورية الكاميرون كما سيتم عقد جولة جديدة من المباحثات مع جمهورية أوزبكستان لتحديث اتفاقية الخدمات الجوية الحالية وتعزيز العلاقات الجوية الثنائية بين الدولتين».

الإنجازات في 2019
وشدد السويدي على أن 2019 كان عاماً استثنائياً بالإنجازات التي تؤكد ريادة دولة الإمارات في قطاع الطيران، إذ تمكنت الدولة من تعزيز دورها الريادي في مستقبل قطاع الطيران من خلال فوزها بمقعد في مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني «الايكاو» للمرة الخامسة على التوالي، حيث حصلت دولة الإمارات على 152 صوتاً في الانتخابات التي تمت خلال اجتماعات الدورة الأربعين للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولية «الايكاو».
وحول دور الإمارات في المنظمة الدولية للطيران المدني الدولي، أكد السويدي «تعتبر دولة الإمارات لاعبا رئيسا في المنظمة، حيث تقوم بتطبيق إستراتيجية منظمة الطيران المدني بالتنسيق والتعاون مع مختلف قطاعات وأقسام المنظمة، ويعبر هذا التعاون عن العلاقات الدبلوماسية المتينة التي تتمتع بها الإمارات مع دول العالم في ظل القيادة الرشيدة ومالها من تأثير في ازدهار جميع القطاعات بما فيها قطاع الطيران.
وأوضح السويدي «تعمل الإمارات من خلال مكتبها التمثيلي في المنظمة على دعم ورعاية مصالح الدول العربية لدى منظمة الطيران المدني الدولي، إضافة إلى المشاركة الفاعلة في المجلس التنفيذي لـ«الايكاو» واللجان الفنية التابعة له ودعم وتطوير استراتيجية عمل المنظمة وتطوير الأنظمة الداخلية والتدريب التخصصي للدول الأعضاء في المنظمة.

قمة الاستثمار
وأضاف «كما نجحت الهيئة في تنظيم النسخة الأولى من القمة العالمية للاستثمار في قطاع الطيران، تحت شعار «ربط الأسواق المتقدمة والناشئة عبر الاستثمار في قطاع الطيران»، حيث استضافت أكثر من 600 مستثمر ومتحدث، إلى جانب عدد من الوفود الرسمية والمتخصصين العاملين في قطاع الطيران، والذين يمثلون 50 دولة من مختلف أنحاء العالم.

جذب شريحة أكبر من المسافرين
وشدد السويدي على استمرار الناقلات الوطنية في التوسع فأصبحت رحلاتها حالياً تصل إلى 108 دول وحققت الإمارات المراكز المتقدمة في عدد المسافرين وبلغ عددهم عبر مطارات الدولة العام الماضي 128 مليون مسافر، إلى جانب إنشاء أول شركة طيران اقتصادي منخفض التكلفة في أبوظبي والتي تسهم في جذب شريحة أكبر من المسافرين وتعزيز حركتهم عبر مطار أبوظبي الدولي، ودعم الاقتصاد في الإمارة».

إكسبو 2020
وحول دور إكسبو 2020 دبي في تنشيط حركة السفر للإمارات للعام الجاري، أكد السويدي أن استضافة حدث عالمي كبير مثل إكسبو 2020 هو فخر لكل مواطن ومقيم في دولة الإمارات، وعليه تم توحيد الجهود لتتم هذه الاستضافة بنجاح، ولذلك تم العمل وفق خطط مستقبلية للارتقاء بالخدمات الخاصة بالمطارات ومشاريع التوسعة والبنية التحتية».
وقال» «من المتوقع أن يصل عدد زوار دبي خلال فترة الستة أشهر من المعرض إلى حوالي 25 مليون زائر، 70% منهم من خارج دولة الإمارات، كما سيقسم العدد الإجمالي لزوار إمارة دبي إلى 7.5 مليون زائر من المقيمين على أراضي الدولة، و2.2 مليون زائر من دول مجلس التعاون الخليجي و5 ملايين زائر ترانزيت».

تأثير مؤقت لـ «كورونا» على حركة السفر
فيما يتعلق بتأثير انتشار فيروس «كورونا» على حركة السفر عالمياً ومحلياً، قال السويدي« ما يحدث من عزوف المسافرين عن السفر لبعض الدول التي انتشر فيها الفيروس سيؤثر سلباً على حركة السفر عالمياً ولكنه «مؤقت» مثل ما حدث في أعوام سابقة مع أمراض أخرى.
وقال «بدأ النمو في إصابات المرض ينحسر في الصين فنتمنى أن ينحسر انتشاره بسرعة»، وقال «أصبح العالم مستعداً بشكل أكبر للتعامل مع هذا المرض والإجراءات الاحترازية بدأت تأخذ مكانها رغم أن بعض الدول كانت غير مهيأة أو مستعدة له وشهدت زيادة في الإصابات فيها». وتوقع السويدي أن لا يكون التأثير كبيراً على السنة التشغيلية 2020، مؤكداً أن التأثير سيكون محدوداً على قطاع الطيران محلياً عالمياً. وشدد السويدي على أن «مطاراتنا على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا المرض، بل إن الإجراءات بدأت باكراً وتكاملت لتحصين الدولة من احتمالية دخول المرض من الخارج، بعكس كثير من الدول في العالم».
وأكد السويدي «عملت الأجهزة المختصة بفريق واحد وتكاملي ومتناغم لتحصين الدولة من هذا الفيروس».

%14 مساهمة الطيران بالناتج المحلي
أكد سيف السويدي «يعد قطاع الطيران حالياً من أهم القطاعات الاستراتيجية الرئيسة التي تستهدفها الخطط الحكومية لبناء اقتصاد قوي ومستدام، فقد أدركت حكومة الإمارات مبكراً أهمية قطاع الطيران وأولت له الاهتمام اللازم الذي نرى نتائجه اليوم».
وقال: «يسهم قطاع الطيران بـ%14 من الناتج المحلي الإجمالي، ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة بشكل مطرد خلال السنوات الـ 15 المقبلة». وأضاف« من المتوقع أن ينمو سوق الطيران بنسبة كبيرة في عام 2037 ليدعم 1.4 مليون فرصة عمل ويسهم بمقدار 128 مليار دولار في اقتصاد الدولة، لا سيما مع استمرار تنفيذ المشاريع الريادية التي تسهم بتطوير البنية التحتية للمطارات لزيادة قدرتها الاستيعابية، بما يلبي توقعات الإمارات لخدمة المسافرين عبر مطاراتها في السنوات الخمس المقبلة».