سامي عبدالرؤوف (دبي)

أكد سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية، رئيس هيئة صحة دبي، أن دولة الإمارات تتمتع بمكانة اقتصادية وسياسية متميزة على المستوى العالمي، بسبب الجهود الكبيرة والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة.
وأشار سموه إلى أن الإمكانات الكبيرة للدولة نتج عنها تطور هائل في القطاع الصحي بصفة عامة والقطاع الصيدلاني بصفة خاصة، وهو ما أدى إلى تشجيع ودعم التعليم الطبي المستمر بما يخدم المجتمع ككل.
وذكر سموه، خلال افتتاحه فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا «دوفات»، أمس بمركز دبي التجاري العالمي، أن مؤتمر «دوفات» شهد في دورته الحالية نمواً كبيراً، حيث بلغت مساحته الإجمالية 21,000 متر مربع، ويضم 659 شركة عارضة من 75 دولة.
وقام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، عقب حفل الافتتاح، بجولة في المعرض، بحضور معالي حميد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وكبار الشخصيات والأطباء والمختصين والعاملين في قطاع الصيدلة من المنطقة والعالم، حيث اطلع على ما تقدمه الشركات في مجال الأدوية والتكنولوجيا الحديثة.
وقال الدكتور علي السيد حسين، مدير إدارة الصيدلة بهيئة الصحة في دبي، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، في تصريحات صحفية على هامش الافتتاح: إن «الهيئة» ستقوم خلال العام الجاري بافتتاح ثلاث صيدليات جديدة في مراكز الرعاية الصحية الثلاثة المزمع افتتاحها في أم سقيم وأبو هيل والقصيص.
وأشار إلى أن هيئة الصحة قامت مؤخراً بإدخال أحدث الأدوية البيولوجية للسرطان والتصلب اللويحي والأمراض الصدرية، كأول جهة في المنطقة تقوم بإدخال هذه الأصناف المكلفة لمنظومتها الصحية.

تحديات الصيدلة
ولفت إلى أن هناك تحديات عدة تواجه القطاع الصيدلاني، منها مشكلة نقص الدواء التي تعتبر من أكبر التحديات، لما لها من آثار سلبية مباشرة على صحة المرضى ومحصلاتهم العلاجية، خاصة المرضى الذين يعانون أمراضاً حرجة وخطرة، حيث يقع على الصيدلي إيجاد حلول آنية واستراتيجيات طويلة الأمد لتفادي مشكلة نقص الأدوية.
وذكر أن التحدي الثاني يتعلق بمقاومة المضادات الحيوية؛ لأنها باتت تشكل مشكلة عالمية، خاصة في ظل زيادة عدد سلالات البكتيريا المقاومة، وتضاؤل اكتشاف المضادات الحيوية الجديدة، حيث لم يتم تطوير مضاد حيوي فعال ضد البكتيريا السالبة خلال الـ 30 سنة الماضية.
ونوه بدور الممارسة الصيدلانية في رقابة العدوى، خاصة مع تصاعد وتفاقم وتيرة العدوى في مؤسسات الرعاية الصحية، حيث برز دور الصيدلاني والممارسة الصيدلانية في فريق مراقبة العدوى، وذلك من خلال نواحٍ عدة لا تقتصر فقط على توفير المستحضرات الصيدلانية والمضادة للميكروبات والمطهرات، وإنما تمتد لتفعيل وضمان ووسائل الوقاية من انتشار العدوى أثناء تحضير الأدوية والمحاليل، وتثقيف مهنئي الرعاية الصحية حول ذلك.

فعاليات المؤتمر
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر حتى يوم الخميس المقبل، 130 متحدثاً دولياً، ممن يقدمون أفكارهم وبحوثهم الفريدة حول الموضوعات المختلفة من خلال 143 محاضرة علمية و700 ملصق تعليمي و22 ورشة عمل مخصصة.
وشهد الحدث مؤتمراً موازياً يركز على التنظيم والتصنيع، حيث ناقش موضوعات مختلفة حول تعزيز العلوم التنظيمية، والقطاع الصيدلاني وأدوية البدائل الحيوية: المشهد المتغيّر للعلاج، والبيئة التنظيمية الناشئة، والصناعات الدوائية العالمية والمشاريع الدوائية المحلية: كيفية الجمع؟. كما استضاف المؤتمر برنامج المشترين، وهو عبارة عن منصة حصرية تهدف إلى تسهيل عقد الاجتماعات التجارية، وتأسيس بيئة مواتية للعاملين في مجال التكنولوجيا والأدوية، ممن يسعون إلى توسيع أعمالهم والاستفادة من فرص التعاون التجارية.

25.7 مليار دولار
أكدت جلسات اليوم الأول للمؤتمر ومعرض «دوفات»، أن التوسع السكاني وارتفاع نسبة الشيخوخة والأمراض المزمنة المرتبطة بنمط الحياة ترفع من نسبة الطلب على المنتجات الصيدلانية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وأشارت إلى أن تنفيذ مختلف الحوافز الجديدة، وتخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على الواردات يجذب استثمارات جديدة من شركات تصنيع الأدوية الرائدة، مع فرص جديدة للأدوية المكافئة والمبتكرة على حد سواء. وتشير أحدث التقارير التي صدرت عن مؤسسة فيتش الدولية للتصنيف الائتماني إلى أن قطاع الأدوية في دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية يتوسع بسرعة تصل إلى 25.7 مليار دولار بحلول عام 2028، مما يجعله السوق الأكثر جاذبية لصانعي الأدوية.