«سأضع حداً للوقت الذي يهدر في الشوارع بحثاً عن مسلك ليصل كل فرد إلى جامعته أو بيته، سيكون هناك حل لهذه الاختناقات التي توتر الأعصاب وتقلق راحة مستعملي الطريق، حتماً ستكون هناك حلول لهذه الأزمة التي يعاني منها الناس». هذا ما تردده فاطمة محمد القايدي، وهي تزيح الستار عن مشروعها الذي عملت عليه عدة شهور ليتبلور في شكله النهائي، وهو مشروع تخرج من جامعة خليفة، وتروم بذلك حل الأزمة المرورية في أبوظبي بداية ثم الإمارات بشكل عام، فكرة كبيرة لازالت حبيسة الأوراق والتصور، إن فعلت ربما يكون لها مستقبل زاهر. تتحدث فاطمة القايدي عن دراستها ومشروعها وتقول: درست هندسة كمبيوتر ثم حصلت على ماجستير من جامعة خليفة التي تأسست امتددا لكلية الاتصالات التي أنشئت سنة 1989، وجامعة خليفة تأسست منذ سنتين وتوسعت في تخصصات أخرى غير الاتصال. وقبل ذلك درست في جامعة الإمارات بالعين وتخرجت من كلية نظم المعلومات، وأول ما سمعت عما تقدمه جامعة خليفة من برامج ودراسات وآفاق مستقبلية، التحقت بها ضمن برنامج «بحوث» وهو برنامج يقدم منحاً للدراسات العليا لأبناء المواطنين حيث يغطي جميع المصاريف سواء العليا أو الدكتوراه. وتستمر الدراسة بالنسبة للماجستير من سنة ونصف إلى سنتين، تقدمت لي هذه العروض، بعد أن قررت الذهاب لفرنسا لاستكمال دراستي العليا، وأقنعني الدكتور محمد المعلا، مدير فرع أبوظبي ونائب مدير جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، بأهمية الدراسة في هذا الإطار، وقال إن كل التكاليف مدفوعة، فما كان مني إلا تقديم أوراقي للجامعة، واجتزت الاختبار بنجاح وبدأت الدراسة. إيصال المعلومة بشكل فوري وتضيف الباحثة فاطمة: قدمت كل الدراسات ولي رؤية واضحة جداً لما سأقدمه مستقبلًا، ومشروعي هو عبارة عن جهاز لجمع المعلومات وتحليلها ثم إيصالها بشكل فوري، وهو جهاز مختلف عن مرشد الطريق «جي بي إس». وفكرت في هذا المشروع لحل الأزمة المرورية، ووضعته حلًا للاختناقات المرورية التي تسبب الكثير من الاستياء لدى الناس حيث توتر الأعصاب، وتؤخر الناس عن أعمالهم، ولها الكثير من المضاعفات غير المحمودة على مستعملي الشوارع، وهو حل لإنشاء قنوات تواصل بين نقاط جمع المعلومات، ذلك عن طريق كمبيوتر رئيس يجمع المعلومات ويوزعها بالعميل المتحرك، وذلك عن طريق تقنية لاسلكية، تساعد على حل الاختناقات وتعلن بأماكن وقوع بعض الحوادث مثلا، ومن مهام هذا الجهاز أيضاً نقل أخبار وجود حفريات في بعض الشوارع، وانسداد أخرى أو وجود ازدحام، بالإضافة إلى ذلك فإنه يعلم بحالات الضباب التي تعرفها بعض المناطق من الدولة، وسوء أحوال الجو والزوابع الرملية وحجب الرؤية في أماكن معينة. وتؤكد فاطمة أن الهدف من هذا المشروع هو تنظيم السير، ومساعدة الناس على التقليل من الحوادث. آفاق وصعوبات وتتوقع القايدي أن يلاقي هذا المشروع صدى طيباً، وتقول: أرجو من هيئة الطرق والمواصلات في الإمارات، أو البلدية أو أي دائرة أو بمشاركة وتنسيق أكثر من دائرة لتشجيع هذا العمل وأخذه بعين الاعتبار، حيث يعتبر مشروعا لكل البلد وغير محصور بمدينة معينة، بل هو للإمارات كلها، بحيث يجب أن يربط بكل الإمارات ويعمل على تصدير المعلومات لكل مستعملي الطرق في كل البلاد، إنه مشروع صعب وتصوره أصعب، يجب أن يطبق بحنكة. وتتحدث القايدي عن الصعوبات التي يمكن أن تصادف مشروعها الذي لم تطلق عليه أي اسم بعد. وتقول: أتصور أن هناك صعوبة كبيرة في تطبيق هذا المشروع، وتكمن الصعوبة في كيفية ربط المناطق لاسلكيا، أما تجميع المعلومات من نقاط مختلفة لن يشكل عائقا، لذلك يجب تظافر كل الجهود لإخراج هذا المشروع للنور، وهو تحد بالنسبة لي، وأحتفظ برؤية مستقبلية للموضوع، وإذا طبق سنتغلب على كثير من معوقات السير، وأتمنى أن يجد طريقه للتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع، لأنه بالنسبة لي إن ظل تصورا فإنه لن ينفع شيئا. ومن جهة ثانية فإن تمويله سيكون ضخما لهذا أتمنى أن تتبناه مؤسسات كبرى ليرى النور. هذا المشروع أتكهن له بالنجاح الكبير، وله إيجابيات كثيرة، لكن يجب ألا يظل حبيس رفوف الجامعة، بل يجب أن يطبق، وإن لم يجد طريقه للتطبيق سأكمل بحثي وأتعمق في دراسة هذا المشروع لأقنع به المهتمين، وسيكون بالنسبة لي تحدياً كبيراً.