أوباما في أنقرة: لسنا في حرب مع الإسلام ونتطلع للشراكة
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن الولايات المتحدة ''ليست في حالة حرب مع الإسلام ولن تكون كذلك أبدا''، مشيراً في خطاب ألقاه أمام البرلمان التركي، أنه سيكشف خلال أشهر عن برنامج أميركي مهم للتواصل مع العالم الإسلامي· وقال في كلمة أمام البرلمان التركي أمس''دعوني أقول هذا بأوضح صورة ممكنة: الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع الإسلام· بل إن شراكتنا مع العالم الإسلامي مهمة في واقع الأمر في القضاء على أيديولوجية يرفضها الناس من جميع الأديان''· وأضاف ''ولكنني أريد أيضا أن أكون واضحا بأن علاقة أميركا مع العالم الإسلامي لا يمكن أن تكون ولن تكون مستندة على معاداة القاعدة· بل بعيدة عن ذلك· نحن نسعى لتفاعل واسع النطاق مستند إلى المصلحة المشتركة والاحترام المشترك· سنصغي باهتمام· وسنزيل سوء التفاهم وسنسعى لأرضية مشتركة''· وشدد أوباما على ''إن المسلمين الأميركيين أثروا الولايات المتحدة· وهناك كثير من الأميركيين الآخرين الذين لديهم مسلمون في عائلتهم أو عاشوا في بلد فيها أغلبية مسلمة· أنا أعرف ذلك شخصيا لأنني واحد من هؤلاء''·
وسعى الرئيس الأميركي إلى رأب الصدع بين بلاده وتركيا والعالم الإسلامي بأكمله إثر الغزو الأميركي للعراق، معربا عن دعمه للحوار بين سوريا وإسرائيل وصف إيران بأنها ''حضارة عظيمة'' قائلا إنه يسعى للتعامل مع إيران لكنه شدد على أنه ''ينبغي للقادة الإيرانيين أن يختاروا بين محاولة بناء سلاح نووي ومحاولة بناء مستقبل أفضل لشعبهم''· وكان أوباما قد وصل عشية أمس الأول إلى أنقرة في أول زيارة له لبلد إسلامي تستمر يومين في اطار أول جولة له خارج القارة الأميركية منذ توليه الرئاسة· وأكد رغبته في تعزيز العلاقات على ''أساس متين'' بين الولايات المتحدة وتركيا العضوين في حلف شمال الأطلسي، مجددا دعمه بقوة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، معلنا عن سعيه لتشجيع أنقرة على إجراء الاصلاحات وتطبيع العلاقات بينها وبين أرمينيا· وعرض أوباما تحسين التعاون في مواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني· وقال أوباما ''إن عظمة تركيا تكمن في قدرتكم على أن تكونوا محورا للأشياء· ليس هذا مكان الفصل بين الشرق والغرب بل هو مكان التقائهما''· وقال أوباما في كلمته أمام البرلمانيين الاتراك، أعلم أن الثقة بيننا توترت، وأعلم أن التوتر أصبح السمة المشتركة فى العديد من الأماكن التي ينتشر فيها الدين الإسلامي· وفي معرض إشارته للإرهاب في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، أوضح أوباما أن الإرهاب يجب ألا يواجه بالقوة فقط ، قائلا ''القوة وحدها لا يمكنها حل مشكلاتنا، وليست بديلا للتطرف·· يجب أن يكون المستقبل لأولئك الذين يبنون لا للذين يدمرون''·
وكان أوباما بدأ أمس زيارته لتركيا رسميا، بزيارة ضريح مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك وكتب في سجل كبار زوار الضريح ''بوصفي الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، فإني أتطلع إلى تدعيم العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ودعم رؤية أتاتورك لتركيا باعتبارها ديمقراطية حديثة وثرية، عازما على إقرار السلام في الوطن والسلام في العالم''· وبحسب مسؤول أميركيين فإن أوباما يرغب في بحث التحديات الإقليمية المشتركة مثل ''التهديد الإرهابي والحرب في أفغانستان والعلاقات مع إيران وهدف الوصول إلى سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها''· ويشمل برنامج أوباما في تركيا زيارة برفقة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أرودجان، أحد رموز التعايش آيا صوفيا (القديسة صوفيا) الذي كان في الماضي كنيسة مسيحية شيدت في القرن السادس ثم حولت إلى مسجد في 1453 فالى متحف في ·1935
كما يتضمن زيارة للمسجد الأزرق وهو احد أكبر المساجد في اسطنبول وأحد المساجد النادرة في العالم الإسلامي التي تملك 6 مآذن·
ويختم أوباما زيارته لتركيا بنقاش مع طلاب في متحف الفنون الإسلامية قبل العودة إلى الولايات المتحدة·
المصدر: أنقرة