عواصم (الاتحاد، وكالات) - تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، بتشديد العقوبات الحالية المفروضة على النظام السوري والسعي لفرض عقوبات أخرى، تجفف مصادر التمويل وواردات الأسلحة لسوريا، وصفة استخدام روسيا والصين لحق النقض “الفيتو” لإجهاض قرار مجلس الأمن الرامي لدعم مبادرة الحل العربي السلمي في سوريا بأنه “أمر فظيع”. من ناحيته، أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الجامعة العربية ستواصل جهودها مع دمشق والمعارضة من أجل وقف أعمال العنف في سوريا، وذلك غداة إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار يدعم المبادرة العربية، مع عدم استبعاده إمكانية عرض الخطة العربية مجدداً على مجلس الأمن في إطار مشروع قرار جديد، وقال إن وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم المقرر في 11 فبراير الحالي “مختلف جوانب تطورات الأزمة السورية. بالتوازي، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن فرنسا تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا من أجل التوصل إلى حل للأزمة، معرباً عن “أسفه الشديد” للفيتو المزدوج الروسي الصيني ضد القرار . في حين أكد وزير خارجيته آلان جوبيه أن أوروبا ستشدد العقوبات ضد النظام السوري. بدوره، أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونجيه أن موسكو لا يمكن أن تقف إلى مالا لا نهاية ضد الرأي العام العالمي مشدداً بقوله لراديو “ار تي ال” أمس،” روسيا لأسباب أغلبها مشين، تقف بوجه كل شيء.. من واجبنا كأوروبيين أن نؤكد أننا لا نقبل باستمرار نظام الأسد.. موسكو يمكن أن تعرقل القرارات لأسبوعين.. لشهرين..لكن لا يمكن أن يكون ذلك إلى الأبد”. وفي السياق، دعا وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس إلى إنشاء مجموعة اتصال دولية للمساعدة في وقف إراقة الدماء في سورية، قائلاً للصحفيين خلال مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ إنه ينبغي على تركيا والجامعة العربية الاضطلاع بدور رئيسي في تشكيل مثل تلك الهيئة، ولفت إلى أن إنشاء هذه المجموعة ستضيف “حراكاً جديداً” إلى الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية. من ناحيته، وصف رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني موقف روسيا والصين بأنه شكل “إشارة سيئة” إلى الأسد “تعطي حق القتل”، بينما أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، الحاجة إلى التوصل إلى حل للأزمة في سوريا في إطار الحل العربي قائلاً إن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة السبت المقبل لمناقشة تصويت مجلس الأمن وكيفية المضي قدماً، وشدد على ضرورة وقف إراقة الدماء وصفاً الوضع في سوريا بأنه مأساوي ولا يمكن السماح باستمراره. كما قال نظيره التركي أحمد داود أوغلو في ميونيخ “استمر منطق الحرب الباردة بكل أسف السبت في الأمم المتحدة” مضيفاً “لم تصوت موسكو وبكين بناء على الحقائق القائمة لكنه موقف يعكس إلى حد بعيد موقفاً مناهضاً للغرب. لا يجب استخدام حق الفيتو من هذا المنظور”. وفي روما، أبدى وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي، أسفه للفيتو المزدوج ضد مشروع القرار الخاص بسوريا، مؤكداً أن الشعب السوري لا يمكنه أن ينتظر أكثر، مطالباً المجتمع الدولي أن يجد سبيلاً للتعامل مع الأزمة الإنسانية والسياسية الراهنة بالغة الخطورة”. وقالت كلينتون خلال زيارة إلى بلغاريا عقب فشل محادثاتها في ميونيخ مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف “ما حدث في الأمم المتحدة هو مهزلة”. وأضافت “تلك الدول التي رفضت دعم خطة الجامعة تتحمل المسؤولية الكاملة عن حماية النظام الوحشي في دمشق”. وصرحت كلينتون في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف أن 13 من الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن التي أيدت القرار سعت إلى بدء عملية للحوار السياسي من شأنها أن تقود إلى انتقال سوريا إلى ديمقراطية جديدة. وأضافت “لقد خشينا من أن يؤدي إخفاقنا إلى زيادة فرص نشوب حرب أهلية وحشية” مشيرة إلى أن السوريين بدأوا في تسليح أنفسهم في مواجهة حملة القمع. وقالت “في مواجهة مجلس أمن معطل، علينا أن نضاعف جهودنا خارج إطار الأمم المتحدة مع الحلفاء والشركاء الذين يؤيدون حق الشعب السوري في مستقبل أفضل”. وأضافت “علينا أن نزيد ضغوطنا الدبلوماسية على نظام الأسد والعمل على إقناع من حوله أن عليه أن يتنحى، ويجب أن يكون هناك إدراك لذلك وبداية جديدة”. وأضافت “سنعمل على فرض عقوبات إقليمية وقومية ضد سوريا وعلى تشديد العقوبات المفروضة حالياً، وستطبق هذه العقوبات بشكل تام من أجل تجفيف مصادر التمويل وشحنات الأسلحة التي تبقي على استمرار آلة حرب النظام”. وقالت “سنعمل على كشف هؤلاء الذين يواصلون تمويل النظام ويرسلون له الأسلحة التي تستخدم ضد السوريين العزل ومن بينهم النساء والأطفال”.