محمد المنى

تثير التغيرات السياسية والأمنية والديموغرافية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مجموعةً من التحديات، خاصة في ظل الآفاق التنموية المرتبطة بالنفط وتقلبات أسعاره. ويشتمل الكتاب الذي نعرضه هنا على أوراق بحثية لنخبة من الخبراء والمتخصصين في الشؤون السياسية والاستراتيجية وقضايا النفط والطاقة.
وجاء الكتاب في 240 صفحة توزّعتها سبعة فصول، قام في أولها جمال الشوابكة بتشخيص الاختلالات الأمنية والصراعات السياسية التي تعيشها بعض الدول العربية، والعائدة لعوامل دينية وسياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، مستخلصاً صعوبة تحقيق استقرار تام في المنطقة العربية.
وحول دور دول مجلس التعاون الخليجي في حفظ الاستقرار الإقليمي، يرى الدكتور شملان يوسف العيسى، في الفصل الثاني من الكتاب، أن دول مجلس التعاون الخليجي بوصفها القوة العربية الرئيسة وربما الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه طوفان الفوضى والانهيار. بينما يستعرض أسامة هيكل، في الفصل الثالث، هيكل العلاقات العربية الإقليمية في ضوء تغير خريطة التحالفات الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط، موضحاً أن النفط يعد سلاحاً لدى دول مجلس التعاون الخليجي، بيد أن التحكم في أسعاره يتم من خارج دول المنطقة.
ويقيّم جون ديوك أنتوني، في الفصل الرابع من الكتاب، تحولات المشهد السياسي في المنطقة العرقية، مستعرضاً سياسات ومصالح القوى الدولية في إقليم الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط عامة، ويذكر مجموعة من الأسباب التي تجعل القوى العالمية الكبرى حاضرة بقوة في المنطقة، ويرى أن الانهيار الكبير لأسعار النفط، وتداعيات «الربيع العربي»، وأزمة اليمن، وظهور تنظيم «داعش».. إلخ، كلها أمور أثَّرت بشكل كبير في المنطقة، وأثارت قلق العالم.
ويسلط توماس ريختر الضوء على الصدمة التي أحدثها الانخفاض المتسارع لأسعار النفط عالمياً، بدءاً من صيف عام 2014، على منطقة الشرق الأوسط، وأخيراً يناقش بسام فتوح في الفصل السابع من الكتاب، تحديات أسعار النفط، مبرزاً الملامح الأساسية لأسواق النفط العالمية، ومضامين السياسات الحالية للدول المنتجة للنفط.

الكتاب: المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط
المؤلفون: جماعة
الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية