أشرف جبريل

تفاءل.. فالنظرة الإيجابية تقلل احتمالات الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والإقبال على الحياة أقصر وأسرع طريق للتعافي من «السكتة» حال الإصابة بها.. ولم تتوقف نتائج البحث المثير الذي ناقشه خبراء المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية 2020 عند هذا الحد، حيث أكد الباحثون أن التفاؤل يلعب دوراً حيوياً في علاج التهاب ما بعد السكتة الدماغية الذي يؤثر على سلامة المخ.
وشمل البحث الذي أجراه أطباء الأمراض العصبية بجامعة تكساس الأميركية 49 ناجياً من السكتة الدماغية، ورصد علاقة وثيقة بين التفاؤل، وتراجع الالتهاب وشدة السكتة الدماغية والإعاقة الجسدية خلال الشهور الثلاثة التي تعقب الإصابة، وأكد الباحثون أن تفسير الارتباط بين التفاؤل وهذه التغيرات الطبية وفهم تأثرها ببعضها البعض، قد يوفر إطاراً علمياً لتطوير استراتيجيات جديدة لعلاج السكتة الدماغية.
وتضمنت الدراسة تحليلاً لنتائج قياس مستويات التفاؤل عبر «اختبار الحياة»، وهو أداة نفسية قياسية لقياس الإيجابية، وتقييم شدة السكتة الدماغية ومستوى الالتهابات المصاحبة من خلال «مقياس السكتة الدماغية للمعاهد الوطنية الصحية»، ولاحظ الباحثون أنه مع زيادة مستويات التفاؤل، انخفضت شدة السكتة الدماغية وعلامات الالتهاب.
وأكد يون جو لاي، استشاري الأمراض العصبية بجامعة تكساس أن النتائج كشفت أن المتفائلين لديهم فرص أفضل للشفاء، مشيراً إلى أن رفع الروح المعنوية قد يكون وسيلة مثالية لرفع احتمالات الشفاء بعد السكتات الدماغية.
وأضاف: يجب أن يعرف المرضى وأسرهم أن الأجواء الإيجابية تحقق نتائج تفوق التصورات وتعجل بالشفاء، ما يحتم على الجميع التعاون ليتمتع المريض ببيئة محيطة تدعو للتفاؤل.
وتنسجم نتائج البحث مع عرض قدمه طبيب القلب والأستاذ في كلية إيكان للطب، ألان روزانسكي أكد خلاله أنه لاحظ أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب الرئيسة أو الوفاة بالسكتة الدماغية، أو أزمات القلب، تقل لدى المتفائلين بنسبة 35% مقارنة بالمتشائمين.
وأكد روزانسكي أنه كلما كان الشخص أكثر إيجابية كان قادراً على تجنب النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وأضاف: «كلما كان التشاؤم أكثر، كانت النتيجة أسوأ»
وأشار إلى أنه لا يمكن اختزال فوائد التفاؤل في نتائج أبحاثه فقط، فأصحاب النظرة الإيجابية يتمتعون بالعديد من الصفات الصحية الجيدة، منها اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، وغالباً ما يكون لديهم جهاز مناعة أقوى، وأداء أفضل للرئتين.
وحدد روزانسكي صفات المتفائلين، قائلاً: إنهم يتمتعون بمهارات أفضل في التعامل مع المشكلات وقدرة أكبر على حلها، موضحاً أنهم أفضل من غيرهم فيما يعرف بالمواجهة الاستباقية، أي توقع المشاكل واتخاذ خطوات مبكرة لتجنبها أو الحيلولة دون حدوثها.
واختتم ألان روزانسكي قائلاً: التفاؤل طريقة تفكير، والمتفائلون ينظرون للعالم بإيجابية ويتوقعون دوماً حدوث أشياء جيدة لهم، فيما ينظر المتشائمون للعالم من زاوية ضيقة وعبر نظارة قاتمة ويتوقعون السيئ باستمرار.