بات من المتوقع أن تصل خسائر صناعة الطيران في هذا العام إلى ما يقارب ضعف المستوى الذي كان متوقعاً في ديسمبر الماضي بعد أن أصبحت الشركات الناقلة تواجه انخفاضاً حاداً في أعداد المسافرين وتراجعا قياسيا في حركة نقل البضائع· وكما يقول جيوفاني بيسيجناني المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ''اياتا'' المعني بالشؤون التجارية للصناعة ''لقد أصبحت صناعة الخطوط الجوية الآن تعاني من حالة متأزمة بسبب تدهور الطلب بوتيرة متسارعة في ظل تباطؤ اقتصادي بمعدلات أكثر مما كان متوقعاً لها حتى قبل أشهر قليلة مضت''· ومضى بيسيجناني يقول ''وكذلك فإن الانفراجة الناجمة عن تراجع أسعار الوقود سرعان ما تغلب عليها انخفاض الطلب وتراجع الإيرادات· وأعتقد أن صناعة الطيران الآن في غرفة العناية المركزية''· إلى ذلك من المتوقع أن يصل صافي الخسائر التي تتكبدها الصناعة في هذا العام إلى مستوى 4,7 مليار دولار من مستوى 2,5 مليار دولار المتوقع في ديسمبر الماضي وبشكل يعكس التدهور السريع الذي تشهده الظروف الاقتصادية العالمية· وقد عمد ''اياتا'' أيضاً إلى مراجعة تقديراته الخاصة بصافي خسائر صناعة الخطوط الجوية للعام الماضي من مستوى 5 مليارات دولار إلى 8,5 مليار دولار بعد أن عانت الشركات الناقلة من انخفاض مفاجئ وحاد في الطلب في اعداد النخبة من المسافرين الذين ظلوا يشكلون المورد الأكبر للأرباح وكذلك التراجع الكبير في أحجام البضائع المنقولة· علماً بأن اعداد المسافرين من كبار رجال الأعمال والتنفيذيين قد تراجعت بمعدل يقارب 17 في المئة في يناير عاماً بعد عام، بينما انخفضت حركة نقل البضائع بنسبة بلغت 23 في المئة· بل ان الحركة المرورية لأعداد المسافرين أصبح من المتوقع لها أن تشهد انخفاضاً بمعدل 5,7 في المئة في هذا العام بالتزامن مع تراجع في الطلب على البضائع بنسبة تصل إلى 13 في المئة· وفيما يبدو فإن شركات الخطوط الجوية أصبحت تواجه أحد أكبر التراجعات السنوية في الإيرادت في عام 2009 بانخفاض إجمالي بقيمة 62 مليار دولار أي بنسبة مقدارها 12 في المئة إلى مستوى 467 مليار دولار فقط· وبالمقارنة فقد شهدت الصناعة انخفاضاً في مستوى الإيرادات بنسبة 7 في المئة فقط في عام 2001 وفي عام 2002 بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية· وذكر بيسيجناني أن الصناعة استمرت تعاني من خسائر فادحة في ذات الوقت الذي ترزح فيه الصناعة تحت ضغوط ديون تبلغ قيمتها 170 مليار دولار مما يعني أن الصناعة أصبحت تعاني من أزمة حادة في ميزانياتها· بيد أن هذه الرؤية المتشائمة قد فاقم من حالتها ذلك التقرير الذي صدر مؤخراً من منظمة يورو كونترول المعنية بمراقبة الحركة المرورية الجوية وتوقع بأن أعداد الرحلات في الأجواء الأوروبية سوف تنخفض بنسبة بحوالي 5 في المئة في هذا العام· وذكرت المنظمة أن جميع القطاعات الخاصة بالصناعة قد تأثرت بصورة حادة إذ عانى سوق التكلفة المنخفضة من أول تراجع شهري له عاماً بعد عام طيلة 15 عاماً في نوفمبر الماضي بينما شهد سوق طائرات رجال الأعمال والطيران الخاص تراجعاً بنسبة 21 في المئة عاماً بعد عام في فبراير المنصرم· إلا أن المستهلكين استفادوا فيما يبدو من هذا التراجع في الطلب على السفر الجوي بشكل عام بعد أن وجدت شركات الطيران أنفسها بحيرة على خفض أسعار التذاكر· حيث ذكر ''اياتا'' أن متوسط عائدات التذاكر بات من المتوقع له أن ينخفض بمعدل 4,3 في المئة في هذا العام، وأصبحت من الواضح أن الصناعة تعاني من انكماش حقيقي في مواجهة تراجع الطلب في ظل توقعات بتناقص السعة بمعدل 6 في المئة في هذا العام، إلا أن الخطوطات التي تم اتخاذها بهدف تقليل عدد الرحلات وخفض أعداد الطائرات ما زالت لا تتوافق مع الانخفاض الحاد في الطلب على السفر الجوي· عن فاينانشيال تايمز