رجح باحثون من الولايات المتحدة امتلاك الحوت الأزرق العملاق ذاكرة ضخمة، حيث يعتمد هذا الحوت على قدرته على التذكر، أكثر من اعتماده على وفرة الغذاء في مكان ما أو على الظروف البيئية.

وحذر الباحثون تحت إشراف بريانا أبرامس، من الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، في دراستهم التي نشرت، أمس الاثنين، في مجلة "بنس" PNAS التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم، من أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تصبح في أوقات التغير المناخي خطراً على هذه الحيوانات البحرية المهددة بالفعل، لأنها لا تستجيب للظروف المتغيرة بالمرونة الكافية.

يمكن أن يصل طول الحوت الأزرق إلى 33 متراً، ويمكن أن يبلغ وزنه 200 طن، وهو بذلك أضخم حيوان على سطح الأرض، حيث يمكن أن يزن الحوت الواحد بسهولة ما يعادل 25 فيلاً، ويمكن أن يتسع فمه لمئة شخص في وقت واحد.

ويفضل "العملاق الناعم"، حسبما يوصف الحوت الأزرق أيضاً، التغذي على كائنات ضئيلة الحجم، وهي الكريليات، حيث يقوم بترشيح هذه الكائنات باستخدام الخياشيم، وذلك من خلال ملء فمها بكميات هائلة من المياه، ثم يلفظها مرة أخرى باللسان.

وهناك تقديرات تفيد بأن حوتا أزرق واحدا فقط يلتهم 40 مليوناً من هذه السرطانات ضئيلة الحجم في كل يوم من أيام شهور الصيف.

ويجد الحوت الكثير من هذه السرطانات بشكل خاص في المياه القطبية أثناء فترة الدفء.

ويقضي الحوت الأزرق فصل الشتاء في البحار معتدلة الحرارة والبحار شبه المدارية، حيث يتزاوج أيضاً.

حلل الباحثون تحت إشراف أبرامس بيانات مصنفة خاصة بـ 60 حوتاً أزرق، جمعت على مدى عشر سنوات، ثم قارنوها بصور للمحيطات، أخذت بالأقمار الصناعية، يمكن من خلالها استنتاج مدى توفر الكريليات.

وتبرهن الدراسة على أن الحيتان تعتمد في بحثها عن الطعام على الذاكرة، وتعود للأماكن التي عثرت فيها في الماضي على الكثير من الكريليات، حسبما أوضح الباحثون.

غير أن الباحثين عبروا عن مخاوفهم من أن يجعل اعتماد الحيتان على ذاكرتها من الصعب عليها التعامل مع التغيرات في الأنظمة البيئية المحيطة بها، تلك التغيرات الناتجة عن التغير المناخي على سبيل المثال.

ويعتبر الحوت الأزرق الذي تقدر أعداده حالياً بنحو 10 آلاف حوت على مستوى العالم، من الحيوانات المهددة بالإقراض بشدة.

وكانت دراسة عام 2015 قد خلصت إلى أن الحوت الأزرق لا يقوم بعمليات الغوص التي تكبده كثيراً من طاقته إلا إذا تأكد من توفر الكثير من الكريليات بشكل يجعل الغوص مجدياً.

وخلصت أبرامس إلى القول: "لا يزال علينا تعلم الكثير بشأن كيفية حركة الحيوانات في المحيطات، وكيف تستطيع العثور على بيئة عيش جيدة، وكيف تتأثر بالأنشطة البشرية والتغيرات البيئية".