صحف الخرطوم تطالب بعدم ذبح المنتخب
الخرطوم (الاتحاد) - أكدت الصحف السودانية الصادرة أمس أن وداع المنتخب لكأس الأمم الأفريقية من دور الثمانية على يد نظيره الزامبي بعد خسارته لمعركته المصيرية بمدينة باتا الجابونية بثلاثية نظيفة يعد أمراً مقبولاً، ولا يمكن تعليق المشانق للجهاز الفني واللاعبين بتهمة التقصير أو الاستهتار فكل شيء وارد في كرة القدم، ومن الصعب أن يحالفك التوفيق ويساندك الحظ في كل مباراة، من منطلق أن لكل مباراة ظروفها، خاصة أن المنتخب الزامبي له طموحه وآماله، والتي تحققت في مباراته مع السودان، حيث كان “الزامبي” هو الأفضل والأقوى والأكثر سيطرة واستحواذاً على الكرة، لدرجة أنه فاز بثلاثية بخلاف الفرص الخطرة التي أبعدها الحارس أكرم، وأيضاً كان الزامبي الأكثر رغبة في تحقيق الفوز من مجمل أدائه طوال عمر المباراة، وفعل لاعبوه كل شيء من أجل التأهل لدور الأربعة. وحول أسباب الخسارة قالت صحيفة “قوون” إن اللاعبين ارتكبوا العديد من الأخطاء، أهمها البطء الشديد وعدم التركيز والتمريرات المقطوعة وغياب الالتزام والانضباط التكتيكي داخل الملعب، ووضح من خلال أداء المنتخبين أن المدير الفني للمنتخب الزامبي درس كل نقاط القوة والضعف في منتخب السودان، حيث نجح في تهيئة لاعبيه نفسياً لهذه المواجهة المصيرية.
يضاف إلى ذلك التعديلات الاضطرارية التي لجأ إليها المدرب مازدا منذ الشوط الأول، بخروج علاء الدين يوسف ونزار حامد، إضافة إلى طرد سيف مساوي في الشوط الثاني، وتسبب ذلك في قصم ظهر المنتخب، إلى جانب غياب التوفيق لدى أغلب اللاعبين. وأضافت: وضح ضعف الوسط السوداني في مواجهة وسط زامبيا الأقوى، وازدواج المهام، بل وتعارض بعضها مع بعض اللاعبين، ومن هنا فإن نتيجة المباراة تعتبر عادلة جداً، خاصة أن المنتخب الزامبي كان هو الأفضل والأخطر والأوفر فرصاً، بعد أن لعب بشكل جيد، ودانت له السيطرة معظم أوقات المباراة، وكان الانتشار الزامبي هو الأفضل، وسيطرته على منطقة الوسط الأكبر، وهجماته المرتدة هي الأخطر، وضغطه المستمر وسرعة الارتداد هو الأجدى، لقد ترك منتخب السوداني كل المساحات لمحاربي زامبيا لكي يفعلوا كل شيء باستثناء بعض الاعتراضات البسيطة.
وقالت قوون: لا شك في أن ما حققه منتخب السودان بتأهله لدور الثمانية يعد إعجازاً بكل المقاييس، حيث لم يتوقع أحد تحقيقه، لذلك لا يجب إغفال المكاسب الكبيرة التي تحققت من خلال مشاركة المنتخب في كاس الأمم الأفريقية، كما أن هناك أخطاءً لابد من تصحيحها في المرحلة المقبلة قبل مشاركة المنتخب في البطولة العربية للمنتخبات، كما أن مشاركة منتخب السودان مرتين في نهائيات كأس الأمم بغانا وغينيا الاستوائية والجابون يعد إنجازاً غير مسبوق للمدرب الوطني مازدا والكرة السودانية بعد غياب دام 42 عاماً، ولا بد أن نقدر حالة الإجهاد التي انتابت نجوم المنتخب بشدة في مباراة زامبيا، حيث لم تكن أمامهم فرصة للراحة الكافية، بعد أن لعبوا ثلاث مباريات قوية، وفي أوقات متقاربة، والخسارة تبدو منطقية للغاية.