فاطمة عطفة (أبوظبي)

عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، عن سعادته الغامرة وفخره بالنجاح الباهر لمهرجان هاي أبوظبي، الذي تنظمه وزارة التسامح بالتعاون مع هاي للفنون والآداب البريطانية بمنارة السعديات، مؤكداً أن كل جلساته وحفلاته وفعالياته كاملة العدد، كما أن استطلاع آراء قطاعات مختلفة من الجماهير والمشاركين في المهرجان من الأدباء والفنانين من مختلف بقاع العالم، جاءت في مجملها إيجابية للغاية، وتحمل إشادات واضحة بمناخ التسامح والتعددية وقبول الآخر والحوار الهادئ حول مختلف القضايا.
وأضاف معاليه أن هذا التفاعل الرائع بين الجميع في هاي أبوظبي «يمثل نجاحاً حقيقياً لنا في وزارة التسامح، ولدولتنا الحبيبة، فهدفنا كان واضحاً بأن نجمع كافة الأطياف على مستويات الفكر والفن والآداب، وأن نوفر بيئة مناسبة تحمل قيم الإمارات وتسامحها وتراثها الأصيل، وإيمانها بالأخوة الإنسانية بمفهومها الشامل وهو ما كان واضحاً للجميع، فعبر كل منهم عن رأيه وإبداعه بالطريقة التي يراها، واستقبلها الجمهور بمختلف مشاربه بالحوار الذي يحمل الاختلاف والاتفاق وفق قواعد الحوار الحضاري الراقي»، مؤكداً أن هذه الأحداث الثقافية العالمية حينما تحتضنها أبوظبي فإنها تعد إضافة مهمة لقوة الإمارات الناعمة.
جاء ذلك عقب حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك لجلسة «إكسبو 2020.. احتفاء بالثقافة والإنسانية» والتي احتضنها مهرجان هاي أبوظبي، أمس، وحضرها عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة لدى الإمارات، وعدد من كبار الشخصيات، إضافة إلى عدد كبير من كبار الكتاب والفنانين، وتناولت الجلسة العلاقات المتشابكة بين الاقتصاد والتجارة والثقافة والأخوة الإنسانية، وكيف يمكن أن يكون كل منها إضافة حقيقية للآخر في إطار البحث عن الفرص والمستقبل، وكيف يمكن أن يكون إكسبو 2020 رسالة سلام وتنمية للعالم. وقدم للجلسة بعرض تقديمي مميز عن إكسبو، سعادة نجيب العلي، المدير التنفيذي لمكتب إكسبو، قبل أن يلقي معالي الشيخ نهيان بن مبارك كلمته.
وقال معاليه في الكلمة التي ألقاها في مستهل الجلسة «نجد أنفسنا منغمسين في محادثات ثقافية وفنية وإعلامية مثيرة للتفكير، فشعار مهرجان هاي أبوظبي هو الدعوة إلى (تخيل العالم)، بعيون الكتاب وعيون المتابعين أيضاً، وفي شهر أكتوبر المقبل، تدعو دولة الإمارات العربية المتحدة العالم جميعاً للانضمام إلينا في معرض دبي إكسبو 2020 في مغامرة (التواصل الفكري) و(ابتكار المستقبل) ويعزز كل من إكسبو دبي 2020 ومهرجان هاي أبوظبي المكانة القوية لدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز ثقافي عالمي مزدهر ومركز هام للتبادل الثقافي الدولي، ويركز كلا الحدثين الكبيرين، على أن يجمعا كافة الناس من كافة الأجناس والأعراق ومن جميع الخلفيات من أنحاء الأرض معاً، ليتشاركوا معاً تجارب فريدة من نوعها، ولنصنع معاً الأحداث ونصنع معاً المعارض الكبرى، ومثل هذين الحدثين الدوليين يدعمان سعينا لبناء علاقات إيجابية بين البلدان والشعوب. كما أنهما يوفران منصة مهمة للآخرين لبناء علاقات مع بعضهم البعض».
تعزيز التفاهم
وأكد معاليه أن هذه الجلسة حول معرض إكسبو دبي 2020 هي إشارة واضحة إلى أن الحدثين لهما مهمات تكميلية تؤكد على الحوار والتعاون الإقليمي والدولي. كما أنها تعزز التفاهم وتدعم اكتساب المعرفة والثقافة والابتكار والفنون كوسيلة للناس من مختلف الخلفيات لمعرفة بعضهم البعض، والتحدث معاً والعيش معاً في سلام ورخاء.
وأضاف معاليه «أقف أمامكم في هذه الجلسة، ليس فقط كوزير للتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة ولكن أيضاً بصفتي المفوض العام لإكسبو دبي 2020. وأقف أمامكم تجسيدًا لالتزام بلدنا بالانضمام إلى العالم بأسره في دعم التسامح والتعددية والتعايش السلمي والمتبادل المنفعة ونحن على استعداد لتبادل تجربتنا كدولة مسالمة ومزدهرة، وللاستفادة من الآخرين على نطاق أوسع للقوة العالمية للعمل معاً من أجل مصلحة البشرية جمعاء، وإكسبو دبي 2020 يمنحنا هذه الفرصة التي نحرص على استثمارها معاً بشكل جيد».
وأعلن معاليه أن معرض إكسبو دبي 2020 سيستمر لمدة 173 يوماً من اللقاءات والحوار والنشاط، وسيطلق أفكارًا جديدة ويتبادل العالم قصصاً دولية نتشارك فيها جميعاً ونتكامل فيها قدر الإمكان، كما تتميز أنشطة معرض إكسبو دبي 2020 بأنها قوية ومهمة وبعيدة المدى. كما أنها تشكل، الفرص، والاستدامة، مع تقديم أوجه الدعم لضمان مستقبل مزدهر للجميع.
وقال إن أنشطة إكسبو تغطي عدداً كبيراً من الموضوعات تشمل الثقافة واللغة من خلال الاقتصاد، والابتكار، والطب، والسلام، إضافة إلى شرح تأثير العلم والتكنولوجيا على حياة الإنسان.
واختتم معاليه كلمته بقوله «إن الإمارات العربية المتحدة هي جزء رائع وحيوي من العالم، لأنها تمثل واحداً من أقدم مراكز الحضارة. لطالما كانت مفترق طرق للأشخاص والأفكار والتجارة، وقد رحبت دائمًا بالوافدين إليها بكرم غير مشروط، وإكسبو 2020 سيقدم هذه الضيافة للعالم».
وأضاف معاليه أن «أعظم ثروة لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة هي أن قادة بلادنا هم أشخاص يتمتعون بالحكمة والرؤية: رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الذي يقود الإمارات بحكمة وشجاعة، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهم جميعاً يبذلون جهوداً مقدرة من أجل رفعة ونهضة الإمارات من جانب، ودعم كافة قضايا السلام والأمن والتسامح على المستوى العالمي من جانب آخر».