هوليوود، الولايات المتحدة (أ ف ب)

فاز فيلم «غرين بوك» للمخرج بيتر فاريلي، الذي يتناول قصة حقيقية لعازف بيانو أسود يجول في جنوب الولايات المتحدة الغارق في الفصل العنصري مساء أمس الأول الأحد في هوليوود بأوسكار أفضل فيلم، فيما كان «روما» للمكسيكي ألفونسو كوارون، أيضاً نجم الدورة الحادية والتسعين لأعرق الجوائز السينمائية، حيث فاز المخرج المكسيكي (57 عاماً) بجائزة أفضل مخرج وأفضل تصوير وأفضل فيلم أجنبي عن فيلم «روما» الذي يتناول طفولته في مكسيكو.
وكان فيلم «غرين بوك» مرشحاً في خمس فئات، ويتمحور الفيلم الذي يستند إلى قصة حقيقية، على عازف البيانو «دون شيرلي» الذي يوظف في نهاية الستينيات الحارس الإيطالي-الأميركي توني «ليب» فاليلونغا لينقله بالسيارة إلى سلسلة من الحفلات في عمق الجنوب الأميركي الغارق في الفصل العنصري.
وقال كوارون متأثراً: ترعرعت على مشاهدة أفلام بلغة أجنبية وتعلمت الكثير منها مع أفلام مثل «سيتيزن كاين» و«جوز»، ولا توجد أمواج بل ثمة محيط فقط، وقد أثبت المرشحون الليلة أننا ننتمي إلى المحيط نفسه.
وافتتحت فرقة «كوين» البريطانية مع المغني الأميركي آدم لامبرت السهرة بأداء أغنيتين شهيرتين، هما «وي ويل روك يو» و«وي آر ذي تشامبينز».

مالك أفضل ممثل
وقد أحدث رامي مالك تحولاً كبيراً في مظهره ومشيته ولكنته ليجسد دور قائد فرقة «كوين» الأسطورية فريدي مركوري في «بوهيميان رابسودي»، ما رفعه إلى مصاف ممثلي الصف الأول في هوليوود وأدخله تاريخ الأوسكار، فضلاً عن فوز الفيلم بجوائز أفضل صوت وأفضل ميكساج وأفضل مونتاج.
فبعد جائزتي جولدن جلوب ونقابة الممثلين، حصد مالك (37 عاماً) أوسكار «أفضل ممثل» بعد منافسة محتدمة مع كريستيان بايل «فايس».
وقال الممثل لدى تسلمه جائزته أمس الأول الأحد «لقد أنجزنا فيلماً مع رجل مهاجر عاش حياته من دون أي زيف أو خوف، نحتاج إلى قصص كهذه، أنا ابن مهاجرين من مصر أنا الجيل الأول في عائلتي الذي ولد أميركياً».
ورغم المشاكل التي واجهها الفيلم، خرج مالك منتصراً مع الأسنان الاصطناعية التي وضعها طوال التصوير وبفضل أدائه الرائع لشخصية فريدي مركوري على المسرح مع تقليد خطوات المغني الشهير خلال حفلة «لايف إيد» التي دخلت التاريخ عام 1985.
وحقق الفيلم نجاحاً تجارياً مع حصده إيرادات عالمية زادت عن 820 مليون دولار.
وقال مالك «لم أكن الخيار الأوضح لهذا الدور، لكن أظن أن الأمر نجح».
وقال «أمي موجودة في مكان ما في القاعة.. أحبك! أشكر عائلتي.. والدي ليس هنا ليراني لكني على ثقة أنه يراني من فوق في هذه اللحظة».
وكان مالك قال لدى فوزه بجائزة جولدن جلوب في يناير «شكراً فريدي مركوري لمنحي أسعد لحظات حياتي.. أهديك هذه الجائزة لأنك السبب بفوزي بها».

«مستر روبوت»
وقبل نجاحه الباهر في «بوهيميان رابسودي» لفت مالك الأنظار في «مستر روبوت» المسلسل الدرامي النفسي حول قراصنة معلوماتية إلى جانب كريستيان سلايتر.
وكان ذلك الدور سمح لمالك بالبروز بعد بدايات متواضعة، وهو ترعرع في كنف عائلة مصرية قبطية أرثوذكسية في إحدى ضواحي لوس أنجلوس، ولديه شقيق توأم وشقيقة تكبره سناً.
تابع دروسه الثانوية في مدرسة شيرمان أوكس مع الممثلتين رايتشل بيلسون وكيرستن دانست، ودرس المسرح في جامعة إيفانسفيل في إنديانا وحصل على شهادة في الفنون الجميلة عام 2003.
وانطلقت مسيرته في التلفزيون في السنة التالية بحلوله ضيفاً على مسلسل «غيلمور غيرلز».
وشارك بعد ذلك في أعمال تلفزيونية وسينمائية بينها دور فرعون في ثلاثية «نايت آت ذي ميوزيوم» من بطولة بن ستيلر، فضلاً عن الجزء الأخير من سلسلة «توايلايت».
وشارك في فيلمين مع المخرج المخضرم سبايك لي هما «أولد بوي» و«دا سويت بلاد أوف جيزوس».
ونال مالك عن مسلسل «مستر روبوت» حيث يؤدي دور مبرمج معلوماتية شاب يقرصن الشركة الغامضة التي يعمل لها جائزة إيمي، ويعرض الموسم الرابع والأخير من المسلسل في وقت لاحق من السنة عبر «يو أس إيه نتووورك».

«بلاك بانثر»
ولا شك في أن أداءه دور مركوري سيفتح له أبواب الأعمال السينمائية على مصراعيها. وقال مالك عن الدور «وافقت على أداء دور فريدي مركوري فوراً، وبعد دقائق رحت أفكر «ماذا فعلت؟»، هذا أمر جنوني».
وأضاف «كنت أنظر إلى المشاهد المصورة عنه وأدائه الرائع، كان بمثابة بطل خارق بالنسبة لي، وكانت الطريقة الوحيدة لنزع هذه الهالة عنه هي بالقول إن ثمة إنساناً وراء البطل الخارق».
وبعد إنجاز العمل صب رامي الأسنان الاصطناعية التي استخدمها طوال الفيلم في الذهب.. تماماً مثل تمثال أوسكار الذي حصده.
ولم تسجل مفاجآت في الأدوار الثانوية مع منح الجائزة لماهرشالا علي «غرين بوك»، الذي كان فوزه شبه مؤكد، بينما نالت ريجينا كينغ (48 عاماً) الجائزة الأولى في الحفل وهي أوسكار أفضل ممثلة في دور ثانوي عن فيلم «إف بيل ستريت كود تاك».
أما الإنتاج الضخم «بلاك بانثر» حول أول بطل خارق أسود الذي حقق أفضل النتائج بين الأفلام المرشحة على شباك التذاكر، فقد أضاف جوائز إلى رصيده الحافل مع نيله أوسكار أفضل ديكور وأفضل أزياء وأفضل موسيقى تسجيلية.

أوليفيا كولمان.. أفضل ممثلة
فازت أوليفيا كولمان مساء أمس الأول الأحد في هوليوود بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن تأديتها دور ملكة بريطانيا «آن»، في فيلم «ذي فايفوريت».
وتفوقت كولمان على جلين كلوز «ذي وايف» المرشحة التي كانت الأوفر حظاً للفوز، فضلاً عن ياليتسا اباريسيو «روما»، وليدي غاغا «إيه ستار إز بورن»، وميليسا ماكارثي «كان يو إيفر فورغيف مي».

«شالو».. تمنح غاغا «أفضل موسيقى أصلية»
نالت المغنية الأميركية ليدي غاغا أوسكار «أفضل موسيقى أصلية» عن أغنية «شالو» في فيلم «ايه ستار إز بورن»، الذي تؤدّي دور البطولة فيه. وتلقّت النجمة هذه المكافأة بعيد أدائها هذه الأغنية على المسرح مع برادلي كوبر بطل الفيلم ومخرجه، خلال الحفل الحادي والتسعين لجوائز أوسكار.
وكانت الفنانة الحائزة عدّة جوائز جرامي شديدة التأثّر على المسرح.
وهي قالت متوجّهة إلى كوبر شريكها في الفيلم «ما من شخص آخر في الكوكب كان في وسعه أداء هذه الأغنية معي غيرك.. وأنا أشكرك لأنك آمنت بقدراتنا».

سبايك لي.. أول جائزة غير فخرية
نال المخرج الأميركي سبايك لي أول جائزة أوسكار غير فخرية في مسيرته الطويلة في فئة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم «بلاك كلانسمان».
وسيناريو «بلاك كلانسمان» مقتبس من رواية «بلاك كلانسمان» لرون ستالورث الشرطي الأسود الذي تمكّن من خرق خلية لحركة «كو كلوكس كلان» المنادية بتفوّق البيض في نهاية السبعينيات. وكان سبايك لي (61 عاماً) قد نال عن فيلمه هذه الجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي.
وكانت فرحته كبيرة لدى الإعلان عن فوزه بهذه المكافأة، وعانق الممثل سامويل ال. جاكسون الذي سلّمه إياها، وقد سبق لهما أن تعاونا في عدّة مناسبات.
وبالرغم من الاستحسان الكبير الذي تلقاه أفلام لي من قبل النقاد، لم ينل المخرج سوى أوسكار واحد هي جائزة فخرية عن مجمل مسيرته سنة 2016.

«إيمج نيشن» تعلن فوز «فري سولو» بـ«أوسكار أفضل فيلم وثائقي»
أعلنت «إيمج نيشن»، الشركة الرائدة في مجال الإعلام والترفيه في الشرق الأوسط، عن فوز فيلمها «فري سولو» (Free Solo)، بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية أو جوائز «الأوسكار» كما تسمى غالباً، وهي أرفع تقدير يمنح في مجال صناعة السينما.
ويتابع الفيلم، الذي أخرجته إليزابيث تشاي فاشارهيلي وجيمي تشين، قصة متسلق الصخور أليكس هونولد ورحلته المحفوفة بالمخاطر لتسلّق صخرة «إل كابيتان» البالغ ارتفاعها 3000 قدم في متنزّه يوسيميتي الوطني في الولايات المتحدة من دون استخدام أي حبال أو معدات أمان، وقد لاقى الفيلم ترحيباً واسعاً في أوساط النقّاد الذين منحوه تصنيفاً إيجابياً بنسبة 98% على موقع Rotten Tomatoes.
كما حقّق الفيلم رقماً قياسياً على صعيد الإيرادات التي وصلت إلى 17.2 مليون دولار أميركي، وحصد 16 جائزة و43 ترشيحاً، بما فيها «أفضل فيلم وثائقي» في حفل توزيع «جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام» (بافتا) المرموقة. وتم إنتاج الفيلم بالتعاون بين شركة «إيمج نيشن أبوظبي» وشركة «باركس ماكدونالد للإنتاج»، وبالشراكة مع «ليتل مونستر فيلمز» و«ناشيونال جيوغرافيك».
يُشار إلى أن قناة «ناشيونال جيوغرافيك» الإقليمية ستعرض الفيلم خلال ربيع 2019.