تقوم مدرسة "سانت جونز بارك" في سيدني بتدريس لغة شعب "ويرادجوري"، وهو أحد الشعوب الأصلية في استراليا. وتتولى المعلمة نويلين لومبي تعليم التلاميذ وتراقبهم بشغف في محاولة منها للمساهمة في إنقاذ هذا التراث غير المادي المهدد بالاندثار. ويقول الخبراء إن السكان الأصليين كانوا في الماضي يملكون ما بين 250 و270 لغة، لكن أقل من 70 لغة لا يزال اليوم محكيا بطلاقة. وتغيب لغات السكان الأصليين المهمشين بشكل كبير في أستراليا عن المناهج الدراسية وما يزال عدد قليل من هذه اللغات ينقل إلى الأجيال الشابة. ويشرح جون هوبسون البروفسور بجامعة سيدني أن أستراليا على وشك أن تحطم الرقم القياسي العالمي في عدد اللغات العامية المندثرة. ومع أن المدارس التي تعلم هذه المواد نادرة، إلا أن السكان يبدون اهتماما كبيرا بتعلم تلك اللغات. لكن انعزال عدد كبير من الجماعات الأصلية والنقص في الأدوات التربوية وفي الأساتذة يشكلان عائقا كبيرا. وقد بدأ هذا التحرك يعطي ثماره، إذ إن بعض اللغات التي كانت تعتبر في الماضي مندثرة باتت تعتبر اليوم "نائمة".