هواية تربية الخيول تنتعش في لبنان
ينتظر الكثير من اللبنانيين والهواة يومي السبت والأحد من كل أسبوع على أحرّ من الجمر، لمشاهدة سباق الخيل الذي تتبارز فيه أشهر الخيول وأجملها والتي تمتاز بصفات الشجاعة والبأس وقوة الشكيمة. وهواية تربية الخيول واقتناؤها أصبحت شائعة جداً في لبنان، بالرغم من أنها مكلفة وبحاجة إلى اختصاص ودراية، لذلك اقتصرت الهواية على العائلات اللبنانية الكبيرة والعريقة وهي معدودة ومعروفة، مع اختراق جزئي لبعض الأشخاص، كما هو حاصل في مدينة صيدا، التي لم تعرف هذه العادة منذ عقدين من الزمن.
تشهد المدينة وجوارها، الآن ظاهرة امتلاك خيول عربية وأجنبية، حتى باتت النزهة الصباحية والمسائية على “كورنيش” البحر.
وظاهرة تربية الخيول بدأت تشق طريقها بسرعة في لبنان، الهاوي شبل هرموش، أحد مربي الخيول الأصيلة، وهو يملك مجموعة منها تشترك في سباقات ميدان الخيل، وتنال دائماً جوائز في أشواط السباقات العديدة، التي تقام تحت أسماء متنوعة من ضمنها كأس رئيس الجمهورية وغيره، يتحدث عن صفات الخيل العربي قائلاً “الحصان العربي يمتاز بالذكاء لذلك فهو يتوافق بسهولة ويتآلف في علاقته مع صاحبه ومدربه، وهذا يدلنا إلى الماضي البعيد، حين كان عنصراً مهماً في الحرب والسلام، ومباريات القتال التي كانت تقام من فوق صهوة الحصان تدل على سرعته ومهارته في كسب جولات الفوز والربح”.
ويزيد “لمعت عائلات وأشخاص في اقتناء الخيل العربي والعناية به، وترويضه واستخدام أختام خاصة لإيضاح السلالة، فيقال مثلاً هذا حصان عربي “مختوم” أي أنه سريع وله قوة تحمل عالية جداً في سباقات الربح. عدا عن هذا فإن الحصان العربي أثبت تفوقه في منافسات السرعة والترويض والقفز واجتياز الحواجز، وهذا ما أدى إلى تحسين سلالات أخرى غير عربية، نظراً لمكامن قوة وجمال الشكل. ومن زاوية أخرى عمد البعض للحفاظ على نسب الحصان، عبر الاهتمام بمعرفة الأم والأب والسلالة، فلم يرضوا بدخول عناصر غير عربية أو خليطة النسب والتهجين.
الهاوي زيدان عبدالله من مدينة صيدا، يقتني جواداً وحيداً، يمتطيه كل يوم، في “كزدورة” على رمال شاطئ صيدا في تدريب مستمر حين يسمح الطقس وتسنح الظروف.
عن هذه الهواية يقول إنها بمثابة العشق لديه وقد رثها عن جده، وتربية الخيول تحتاج إلى بعض الخبرة والدراية، ومع الممارسة تصبح عادية، ومن المهم عرض الحصان على طبيب بيطري عند الشعور بأي تغير في مزاح الجواد، ولا بد من كشف روتيني من باب الطمأنينة كل فترة. للخيول العربية فصائل عديدة، من اشهرها: المليحات والسقلاويات والكحيلات وأمهات عرقوب والدهم والشويحات؛ إلا أن بعضها اختلط بالعروق الأخرى، خصوصاً الإنجليزية منها التي تمتاز أيضاً بشهرة عالمية نالتها في العديد من السباقات المعروفة.
ويوضح “تربية الخيول أصبح لها عشاقها ومريدوها في لبنان، وبعد أن كانت هذه الهواية حكراً على شريحة معينة، تستطيع تحمل أعباء كلفتها ورعايتها، انصرف البعض إلى اقتناء الحصان العربي وغيره، وما لهذا الموروث من قيمة كبيرة على لسان جماعة الخيول العربية، على الأقل حين لا ننسى أن تسمية الخيل مأخوذة من الاختيال في المشي، وقسم كبير من الشعب اللبناني يحب أن يلحق أي ظاهرة وموضة، خصوصاً في الكنية المشهورة عن الخيول، وهي كما ذكرنا «الغندرة” الجميلة».
تصنيف الخيور
بحسب دراسات متعلقة بشؤون الخيول لاسيما العربية منها، يقال إنها مقسمة إلى أربعة أقسام وفق الآتي:
? الفرس العربي، وهو ما تماثل أبواه في الأصالة ويسمى بلغة العرب “عتيقاً” أي أنه خال من العيوب ومن الطعون في أصله، وهو جواد متناسب الأعضاء، متوسط الحجم وعزيز النفس، وهذا الحصان العربي ذكر في الموروث العربي والشعر والأدب.
? الفرس الهجين، وهو ما يعرف بوصف أبوه أفضل من أمه، وكلمة الهجين تأتي من معاني العيب.
? الفرس المقرف أو المذربح، وهو ما كانت أمه أشرف من أبيه.
? الفرس البرذون، ويتميز بكبر الحجم وغلاظة العنق، ويطلق أيضاً على هذا النوع من الجياد “أبو الأخطل” لاسترخاء أذنيه.
المصدر: بيروت